الاحتراق الوظيفي.. طرق مواجهة الضغط النفسي الناجم عن العمل

  • تاريخ النشر: الجمعة، 11 أكتوبر 2024

يحدث الإرهاق الوظيفي عندما يصبح الضغط النفسي والبدني الناجم عن العمل المستمر أكثر من قدرة الفرد على التحمل

مقالات ذات صلة
طرق زيادة الثقة بالنفس
ارتفاع ضغط الدم.. تعرف على الأسباب والأعراض وطرق العلاج
ضغط العمل دفعها للانتحار بشكل مأساوي للغاية.. قصة مؤلمة في اليابان

يحدث الإرهاق الوظيفي عندما يصبح الضغط النفسي والبدني الناجم عن العمل المستمر أكثر من قدرة الفرد على التحمل. يؤدي هذا إلى استنزاف طاقته تدريجياً، مما يجعله غير قادر على أداء وظيفته بفعالية أو حتى الاهتمام بها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

هذه الظاهرة شائعة في العديد من الوظائف، خاصة تلك التي تتطلب جهدًا كبيرًا مقابل موارد محدودة. أظهر تقرير حديث أن نسبة كبيرة من العاملين في العالم يعانون من مستويات عالية من التوتر والإجهاد، مما يؤدي إلى تراجع صحتهم العقلية، ويضطرون إلى أخذ إجازة من العمل.

يبدو أن العالم يواجه أزمة صحية نفسية كبيرة بسبب الإرهاق المهني. لذلك، في التقرير التالي، نستعرض معكم ما هو الإرهاق النفسي، أسبابه ونتائجه، وكيف يمكن مواجهته والتعامل معه.

ما هو الاحتراق الوظيفي؟

يمكن تعريف الإرهاق النفسي بأنه ببساطة حالة شائعة يعاني منها كثير من الناس في جميع أنحاء العالم، خاصة في عصرنا الحالي. يتسبب هذا النوع من الإرهاق في الشعور بالتعب المستمر، حتى دون أسباب أو بذل مجهود. بالإضافة إلى صعوبة التركيز، وفقدان الدافع، وتقلب المزاج.

يمكن أن يؤثر هذا الإرهاق بشكل سلبي تماما على جودة حياتنا اليومية، سواء علاقاتنا أو أنشطتنا أو دوافعنا، أو حتى صحتنا الجسدية. الأمر الذي يمكن أن يترتب عليه عواقب غير حميدة، يجب تداركها قبل فوات الأوان.

أسباب الاحتراق الوظيفي

إذا كنت تبحث عن أسباب التعب والإرهاق بدون مجهود أو أسباب تعب الجسم المفاجئ، تشير الدراسات الحديثة إلى أن الضغوط المفرطة والمتواصلة في العمل هي السبب الرئيسي للإرهاق المهني. وتشمل هذه الضغوط، على سبيل المثال، كثرة العمل، وعدم الاستقرار الوظيفي، والالتباس في الأدوار، والنزاعات، والضغط النفسي، والضغوط المهنية.

يتسبب الإرهاق في عواقب وخيمة، لا سيما على الأشخاص المتأثرين به. ويؤثر الإرهاق على الأفراد بشكل مختلف، ولكن حتى الحالات الخفيفة - التي قد تستمر لسنوات - يمكن أن تؤدي إلى مجموعة من النتائج الصحية السلبية.

وتشمل هذه النتائج القلق والاكتئاب المرتبط بالعمل، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري من النوع الثاني، والأرق، والصداع، وربما الأكثر خطورة، زيادة خطر الوفاة.

كما أن الأشخاص الذين يعانون من حالات خفيفة من الإرهاق معرضون أيضًا للإصابة بإرهاق أكثر شدة، مما قد يؤدي إلى غيابهم عن العمل لفترة طويلة بسبب المرض.

يشكل الإرهاق أيضًا مصدر قلق للمنظمات، حيث يؤثر سلبًا على الإبداع، ويزيد من معدل تغيير الموظفين، ويزيد من الغياب عن العمل، ويؤدي إلى ضعف الأداء الوظيفي.

أعراض الاحتراق الوظيفي

يختلف تأثير الإرهاق النفسي على الأفراد، وقد لا يدرك البعض وجوده إلا عندما يتجاوز التعب المعتاد، ويصبحون غير قادرين على أداء مهامهم اليومية. ولكن هناك بعض الأمور الشائعة التي يمكن من خلالها اكتشاف ما هي علامات الاحتراق الوظيفي؟ التي تساعدني على إجابة سؤال: كيف أعرف أن نفسيتي متعبة؟

استنزاف الطاقة

يشعر الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق النفسي  باستنزاف الطاقة، وقد يشعرون بالتعب حتى بالمهام البسيطة. وقد يبتعدون عن عملهم، يشككون في قدراتهم، ويتخذون مواقف سلبية تجاه عملهم أو زملائهم.

أسباب أخرى

عند البحث عن أعراض الإرهاق النفسي، قد يساعد أن تسأل نفسك: هل تتحدث عن عملك بشكل سلبي؟ هل تنجز مهام عملك بشكل روتيني دون تفكير؟ هل تشعر بالضيق تجاه مهام عملك؟ هل تشعر بالتعب قبل الوصول إلى مكان العمل؟ هل تشعر بالاستنزاف العاطفي أثناء العمل؟ هل تشعر بالإنهاك والتعب بعد العمل؟

علاج الاحتراق الوظيفي

يتطلب علاج الإرهاق والتعب النفسي والوقاية منه، تقليل متطلبات العمل التي تسبب الاستنفاد. على سبيل المثال، يمكن أن يساعد تقليل عبء العمل وضغط العمل، وتحديد حدود واضحة بين الحياة والعمل في تقليل متطلبات العمل المسببة للتوتر. وفي السطور التالية، نستعرض معكم بعض النقاط التي تساعدك على إجابة سؤال: كيف أعالج نفسي من الاحتراق الوظيفي؟

تخفيف الضغوط الوظيفية

يلعب مكان العمل نفسه دورا في تخفيف الضغط الناتج عن متطلبات الوظيفة. ذلك القدرة على التحكم في العمل، وتنويع المهام، والحصول على الدعم الاجتماعي، والتعليقات على الأداء، وفرص التطوير المهني، وبناء علاقة جيدة مع الموظفين.

كما يجب أن تتخذ المؤسسات مجموعة من الإجراءات. من بينها: توفير برامج تدريبية تساعد الموظفين على إدارة الضغوط التي يتعرضون لها، وتشجيع ممارسات التأمل الذهني، ووضع سياسات واضحة تسمح للموظفين بالاسترخاء والابتعاد عن العمل خلال أوقات فراغهم. هذه الإجراءات مجتمعة تساهم بشكل كبير في خلق بيئة عمل صحية وسعيدة.

الراحة والاسترخاء

تعتبر فترات الراحة والاسترخاء خارج ساعات العمل عنصرًا حيويًا في التعافي من الضغوط المهنية. يمكن أن تشمل هذه الفترات الأنشطة الترفيهية التي تساعد على الاستمتاع والتخلص من التوتر.

تعديل المهام الوظيفية

أظهرت الدراسات أن تعديل المهام الوظيفية يمكن أن يكون أداة فعالة للتعامل مع الإرهاق. يتمثل هذا التعديل في إجراء تغييرات صغيرة على طبيعة العمل ومتطلباته. يمكن للموظفين تقليل الضغوط المهنية عن طريق تخفيف العبء الوظيفي أو اختيار مهام أقل صعوبة من الناحية العاطفية أو العقلية أو الجسدية.

بيئة عمل جديدة

يمكن أيضا البحث عن بيئة عمل أكثر هدوءًا. كما يمكن زيادة الموارد الوظيفية من خلال التدريب والتطوير المهني، وتعزيز الاستقلالية في العمل، والطلب من الزملاء الدعم والمشورة. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تقليل الإرهاق الوظيفي.

طلب المساعدة المهنية

إذا كنت تعاني من شعور دائم بإرهاق نفسي شديد، فلا تتردد في طلب المساعدة من مختص في الصحة النفسية. يساعدك ذلك بشكل كبير على إدارة شعورك بالإرهاق، وتوفير بدائل أو حلول قد تكون غائبة عنك.

في النهاية، من المهم التأكيد على إن الصحة النفسية هي أساس عافيتنا ورفاهيتنا في الحياة. لذلك، لا يعتبر الاعتناء بأنفسنا وصحتنا النفسية مجرد رفاهية، بل يجب بأن نطلب المساعدة عند الحاجة إلى الدعم النفسي، لأن من حقنا أن نعيش في هذا العالم حياة أكثر سعادة ورضا.