الاعتناء بالنفس.. وطرق الحصول على الطاقة الإيجابية
غالبا ما نعبر عن مشاعرنا من خلال الصمت أكثر من الكلام. ولكن ما لا يعرفه الكثير أن كل واحد منا دائما ما ينبعث منه اهتزازات، وهذه الاهتزازات تكون ملوثة عندما نكون مرهقين أو غاضبين أو حتى مستائين. أما في حالات الفرح والسرور والبهجة والتفاؤل تكون هذه الاهتزازات نقية وإيجابية، والذي نعبر عنه جميعا بمصطلح “الطاقة الإيجابية” تعال لنعرف أكثر عنها وعن كيفية استحضارها.
ما هي الطاقة الإيجابية؟
لا يوجد تعريف صريح ومحدد يمكن الاعتماد عليه للطاقة الإيجابية، ولكن يمكننا القول أنها طريقة نقاء وجودنا واهتزازاتنا من خلال التأمل. إنه تحول حالة الشخص من المشاعر السلبية إلى المشاعر الإيجابية، من الكراهية إلى الحب، من الإحباط إلى الثقة، من اليأس إلى الأمل ومن الجهل إلى الحدس، ولا شك في أن الجميع يريد ذلك!
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
تعتبر الطاقة الإيجابية أيضا طريقة أخرى لتنقية اهتزازاتنا من خلال المشاركة في الفن والثقافة. ليس مجرد مشاهدة الأعمال الفنية والمواهب لبعض الوقت، ولكن كونك جزءا منها لبعض الوقت، إنها المشاركة!
كما يمكن التعبير عنها أيضا عن طريق الوصول إلى المحتاجين وخدمتهم. ستساعدك هذه الأشياء بالطبع على التفكير فيما يمكنك فعله ببراعة وحب، وبالتالي ستكون هذه المشاعر والأفعال في حد ذاتها طاقة إيجابية يمكنها تغيير مشاعرك وتحويلها إلى مشاعر وأحاسيس أكثر سعادة وراحة، وبالطبع أكثر إيجابية.
أشياء ستساعدك في استحضار الطاقة الإيجابية
- حافظ على تركيز كل طاقتك
على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تركيز أفكارك، إلا أنه من الجيد أن تجرب كلما أردت أن تحصل على طاقة أفضل. تقول الكاتبة ومدربة الحياة جايا ميرا: “هذا يعني كبح أفكارك ومشاعرك حتى يمكنك التركيز والتأمل”، “الإجهاد والانشغال الشديد ينضبان دائما، وعندما يتمكنان من الشخص يصبح لا يملك الحيوية اللازمة لجعل طاقته الإيجابية واضحة، سواء لنفسه أو للآخرين”.
- العمل على تحقيق أهدافك
إذا كنت لا تركز على نفسك وأهدافك، فقد حان الوقت المناسب للبدء، لأنه لا يوجد شيء أكثر قوة وجاذبية من الشخص الذي يعمل من أجل تحقيق أهدافه؛ إن ذلك يخلق الثقة والفرح المتأصل الذي يمكن أن يلمسه الآخرون، ويظهر مدى إيمانك بنفسك واحترام نفسك. سيجعلك العمل على تحقيق أهدافك دائما مشغولا بالطاقة الإيجابية، ليس أنت فقط ولكنه يمنح الآخرين من حولك شعورا إيجابيا كذلك.
- ردد بعض الأقوال الإيجابية كل صباح
يحدث أن تقع فجأة في عالم مليء بالطاقة السلبية رغما عنك، ولا شك في ذلك. ولكن هذا لا يعني أنه يجب أن يسحبك إلى الأسفل فالأسفل إلى ما نهاية. إذا أردت أن تكون شخصا نشيطا ومفعما بالطاقة الإيجابية، لا بد أن تذكر نفسك يوميا في كل صباح بما تريد الوصول إليه، وما تريد عرضه على العالم. من خلال إعادة التأكيد على هذا يوميا، تبدأ في جعل الإيجابية والبهجة هي العادات التي ينجذب عقلك إليها بشكل طبيعي، حتى عندما لا تحاول. سيساعدك هذا الأمر بكل تأكيد على الخروج سريعا من حفرة الطاقة السلبية كلما وقعت فيها.
- إيجاد ما هو إيجابي في الآخرين
عندما تتحدث إلى شخص ما، حاول التركيز على الشيء الذي يجعله رائعا، ومن الطبيعي أن يمنحك ذلك شعورا إيجابيا، فتصبح ودودا تجاه الآخرين. يقول جوي رينز مؤلف كتاب (التأمل المضاء: طرق بسيطة لإدارة عقلك المشغول): “عندما تعكس المشاعر الإيجابية إلى الناس بناء على كلماتهم الخاصة، يشعرون كما لو أن المشاعر الإيجابية تأتي من داخلهم، وليس من الخارج”. إذا حرصت على فعل ذلك دائما، سوف ينظر الناس إليك بأنك صاحب الطاقة الإيجابية، لأن وجودك يوقظ شيئا إيجابيا داخلهم.
- حافظ على لغة الجسد المفتوحة
إن البشر مرتبطون بالرد بلغة الجسد بشكل غريزي. التراخي، جمع ذراعيك ، وضع يديك في جيوبك، حتى حركة ساقيك، كل هذا سيعطيك إحساسا بالانغلاق وعدم الراحة. لذا افتح جسمك، قف مستقيما دائما مع أكتافك مفرودة للخلف وفك ذراعيك واحرص على مواجهة من تتحدث إليه. الناس من حولك سوف يلتقطون المشاعر الإيجابية التي تعبر عنها لغة الجسد المفتوحة بالتأكيد.
- تذكر أن تعتني بنفسك
نحن نميل بشكل طبيعي إلى الأشخاص الذين يعتنون بأنفسهم، لذلك لا تحاول أبدا أن تترك الرعاية الذاتية الخاصة بك تنحرف عن طريق الإيجابية. يقول المعالج الطبي كيمبرلي هيرشنسون: “إن قضاء وقت من اليوم مع نفسك يعزز لديك صحة أفضل ويسمح لك بمواجهة تحديات الحياة بشكل أكثر إيجابية. ابدأ بممارسة التأمل، أو استحم لفترة طويلة تساعدك على الراحة والاسترخاء، أو قم بطهي وجبتك المفضلة إذا كان لديك بعض الوقت، أو احصل على وجبة صحية وتمتع بها”. إن قضاء بعض الوقت مع نفسك سيساعدك في التركيز عليك وعلى تحديد أهدافك والحرص على تحقيقها. كما أن ممارسة التمارين الرياضية واليوجا ستساعدك بشكل أساسي على تحويل المشاعر السلبية إلى طاقة إيجابية رائعة.
- حسّن علاقتك بالله
قد تقوم بكل ما سيق ذكره من أمور حياتية وتدريبات وتشعر أنه ما زال هناك نقص ما، وهذا طبيعي جدا؛ فإذا كنا نعالج موضوعا نفسيا روحيا للآلة، فلا بد أن نضع قانونا هاما وضعه صانع الآلة “ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضَنْكًا”، فليس من العقل تناول الدواء المادي لعلاج الروح ونسيان العلاج الروحي لعلاج الروح.
هذا المقال الاعتناء بالنفس.. وطرق الحصول على الطاقة الإيجابية ظهر لأول مرة على موقع قل ودل - حيث كل محتوى قيم