البلدان الأكثر سعادة حول العالم في هذا العام
السعي نحو الأفضل هو طموح الإنسان منذ وجد على هذه الأرض، هذا السعي تحول مع التطور التقني والتكنولوجي إلى هدف للمراكز والدراسات حول العالم، ومن بين الأشياء الأفضل التي سعت لتحديدها هذه المراكز، البلدان الأكثر سعادة حول العالم.
معايير تصنيف البلدان الأكثر سعادة حول العالم
بدأت فكرة تصنيف الدول على أساس السعادة، بدراسة قام بها الباحث البريطاني في علم النفس الاجتماعي أدريان وايت (Adrian White) عام 2006، وقد نشر بيان صحفي من قبل جامعة ليستر البريطانية يشير إلى إنتاج أول خارطة للسعادة على مستوى العالم، احتلت فيها الدنمارك المرتبة الأولى، واعتمد الباحث في دراسته هذه على المعايير الخمسة التالية، وهي:
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
- معيار الصحة: حيث يقوم هذا المعيار على مدى تمتع مواطني هذه الدولة أو تلك بمستوى صحي جيد، ومعدل منخفض من الأمراض.
- معيار الثروة: قائم على أساس قياس مدى امتلاك هذا البلد ومواطنوه للثروة، كذلك حصة الناتج المحلي الإجمالي للفرد.
- معيار التعليم: أي مدى تمتع مواطني هذه الدولة أو تلك بمستوى تعليمي جيد، كذلك الثقافة التي وصلوا إليها.
- الهوية الوطنية: يقيس مدى إدراك المواطنين في هذا البلد أو ذاك لهويتهم الوطنية، واعتزازهم بها.
- المناظر الطبيعية: التي تعني مدى تمتع هذا البلد أو ذاك بالمناظر الطبيعية وتنوعها.
البلدان المطابقة لمعايير السعادة في العام 2015
طبقاً للمعايير المذكورة تصدرت الدول العشر التالية قائمة البلدان الأكثر سعادة:
أولاً: الدانمارك، حيث وصل معدل العمر المتوقع لمواطنيها إلى 75 سنة للرجال، و80 عاماً للنساء، أما بالنسبة للمعيار الثاني وهو الثروة، فقد وصل الناتج المحلي الإجمالي للفرد إلى 111 دولار، ومعدل البطالة 5.7%، وبالنسبة لمعيار التعليم، فقد وصلت نسبة التعليم إلى 100%، كذلك نسبة الإنفاق الحكومي على التعليم 15.4% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة للهوية الوطنية فهي مَلكية دستورية، لديها منطقتين تتمتعان بالحكم الذاتي هما غرينلاند، وجزر الفاو، وبالنسبة للمناظر الطبيعية ففيها 443 جزيرة.
ثانياً: سويسرا، فقد وصل معدل العمر المتوقع لمواطنيها إلى 78 سنة للرجال، و83 سنة للنساء، أما بالنسبة لمعيار الثروة، فتعد سويسرا هي بلد محايد سياسياً (لا يتدخل في النزاعات المسلحة)، بالتالي سويسرا بلد يجذب العديد من المستثمرين الأجانب، الأمر الذي جعل اقتصادها الأكثر ازدهاراً في العالم، إذ وصل معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد هو 25311 يورو، ومعدل البطالة يصل إلى 3.7%، أما بالنسبة للتعليم فقد وصلت إلى نسبة 100%، كما أن نسبة الإنفاق الحكومي في هذا القطاع 15.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة للهوية الوطنية، فإن في سويسرا 20% من الأجانب، كما يتكلم سكانها أربع لغات وطنية هي الفرنسية والإيطالية والألمانية والرومانية، أما بالنسبة للمناظر الطبيعية، فأراضي سويسرا تحوي 48 قمة ترتفع أعلاها إلى 4000م فوق سطح البحر.
ثالثاً: النمسا، وصل العمر المتوقع للرجال 76 سنة، و82 سنة للنساء، وتصل نسبة الإنفاق على الصحة إلى 7.5% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة للثروة، فتجذب النمسا عدداً كبيراً من الاستثمارات الأجنبية، ويصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 25625 يورو، في حين تصل نسبة العاطلين عن العمل إلى حوالي 5.2%، أما قطاع التعليم، فتصل نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة لدى النمساويين إلى 98%، كما تبلغ النفقات الحكومية على التعليم 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة للهوية الوطنية، فتعد النمسا من الدول المحايدة منذ عام 1955 بناء على اتفاقية موقعة بين النمسا والدول الغربية، ومن المناظر الطبيعية التي تضمها النمسا جبال الألب، ونهر الدانوب النهر الأطول في العالم.
رابعاً: أيسلندا، حيث وصل العمر المتوقع للرجال إلى 79 سنة، و83 سنة للنساء، حيث وصل معدل الإنفاق الحكومي على الصحة إلى 10.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة للثروة فقد وصل معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد إلى 27897 يورو، ومعدل البطالة 2.1% من السكان، ويعتمد الاقتصاد على الصيد الذي يحقق 60% من عائدات التصدير، أما بالنسبة للتعليم، فقد وصلت نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة إلى 99% من السكان، ووصل الإنفاق الحكومي على التعليم إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة للهوية الوطنية، فأيسلندا عضو في حلف الناتو، وفي الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة، وهي ترفض الانضمام للاتحاد الأوروبي، لأسباب منها الخوف على ثروتها السمكية، وتحوي أيسلندا مناظر طبيعية تغطي 10% من مساحة الجزيرة، أشهرها؛ نهر فاتناغوكول (النهر الجليدي في أوروبا)، كما أن أيسلندا مليئة ب��لبراكين، وتضم المضائق والسخانات المذهلة أيضاً.
خامساً: جزر الباهاما، حيث وصل العمر المتوقع للرجال إلى 70 سنة، والعمر المتوقع للنساء إلى 76 سنة، كما وصل معدل الإنفاق الحكومي على الصحة نسبة 6.4% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة لمعيار الثروة، فيعتمد الاقتصاد في جزر الباهاما على السياحة والبنوك، ونسبة 8.% من السياح هم من الأمريكيين، كذلك يصل معدل البطالة إلى نسبة 0.2% من السكان، وتصل حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى نسبة 15829 يورو، أما بالنسبة للتعليم، فقد وصلت نسبة الملمين بالقراءة والكتابة إلى 95% من السكان، أما بالنسبة لمعيار الهوية الوطنية، فتعد جزر الباهاما من الدول المستقلة الناطقة باللغة الإنجليزية، أما بالنسبة لجمال المناظر الطبيعية، فتحوي هذه الجزر على أكثر من 700 جزيرة مرجانية منتشرة في البحر الكاريبي، كما تعد جزر الباهاما جنة الغواصين.
سادساً: فنلندا، وصل معدل العمر المتوقع فيها للرجال إلى 75 سنة للرجال، ز82 سنة للنساء، وبلغ الإنفاق الحكومي على الصحة نسبة 7.4% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة للثروة، فقد اعتمد الاقتصاد الفنلندي على الزراعة والغابات، أما بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي للفرد فقد وصل إلى 24214 يورو، ووصلت نسبة البطالة إلى 8.4% من السكان، وفنلندا الدولة الاسكندنافية الوحيدة التي اعتمدت اليورو كعملة، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1995، أما بالنسبة للتعليم، فقد وصلت نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة إلى 100% من السكان، ووصل الإنفاق الحكومي على النظام التعليمي إلى نسبة 12.7% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة لمعيار الهوية الوطنية، فقد حصلت فنلندا على استقلالها عن السويد عام 1917، والغالبية العظمى من السكان فنلنديون، كذلك تحوي نسبة من الأقليات، تحوي فنلندة مناظر طبيعية، حيث وصل عدد الجزر فيها إلى 187888 من البحيرات، و179584 من الجزر، وتهيمن عليها الغابات الشمالية.
سابعاً: السويد، وصل العمر المتوقع 78 سنة للرجال، و83 سنة للنساء، ووصلت نسبة الإنفاق على الصحة إلى 9.4% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة للثروة، فتعد السويد من الدول المرفهة، حيث وصل معدل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 23352 يورو، ووصلت نسبة العاطلين عن العمل إلى 5.8% من السكان، والسويد ليست ضمن دول الاتحاد الأوروبي، أما بالنسبة لقطاع التعليم، فقد وصلت نسبة الملمين بالقراءة والكتابة 99% من السكان، وتنفق الحكومة على التعليم نسبة 12.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة للهوية الوطنية، فلم تشارك السويد في أي حرب منذ العام 1814، فهي من الدول المحايدة التي لم تشارك في أي تحالف عسكري ضد أي دولة، وتضم السويد سواحل مليئة بالخلجان الصغيرة، وعدد كبير من الأرخبيلات، مثل، ستوكهولم وغوتنبرغ.
ثامناً: بوتان، حيث وصل العمر المتوقع للرجال إلى 62 سنة، وللنساء 65 سنة، كما بلغ معدل الإنفاق الحكومي على الصحة نسبة 3.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة لمعيار الثروة، فتعد بوتان من الدول القليلة النمو في العالم، لأنها تقوم على الزراعة والغابات، إذ تشكل هذه الأنشطة 90% من القوى العاملة في البلاد، وقد وصل نصيب الناتج المحلي الإجمالي للفرد إلى 1100 يورو، أما بالنسبة للتعليم، فقد وصلت نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة إلى 82% من السكان، ووصل الإنفاق الحكومي على التعليم إلى 42.2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتتمتع بوتان بمناظر طبيعية خلّابة، مثل: جبال الهيمالايا الشرقية، والغابات التي تشكل نسبة 60% من مساحة البلد.
تاسعاً: بروناي، وصل معدل العمر المتوقع للرجال إلى 76 سنة، وللنساء 78 سنة، كما وصل معدل الإنفاق الحكومي على الصحة إلى نسبة 3.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة لمعيار الثروة، فتعد بروناي من أعلى معدلات الناتج المحلي الإجمالي في العالم، حيث وصل معدل البطالة إلى 4.8٪، ووصلت حصة الفرد من الناتج القومي الإجمالي إلى 18490 يورو، أما بالنسبة للتعليم، فقد وصل معدل الإلمام بالقراءة والكتابة إلى 89% من السكان، ووصل معدل الإنفاق الحكومي على قطاع التعليم نسبة 9.1% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة لمعيار الهوية الوطنية، فقد حصلت على بروناي على الاستقلال عام 1984، وهي عضو في الكومنولث البريطاني منذ ذلك الحين، وتمتلك بروناي ثالث أكبر جزيرة في العالم وهي بورنيو (Borneo).
عاشراً: كندا، حيث وصل العمر المتوقع للرجال 78 عاماُ، و83 عاماً للنساء، ووصل الإنفاق الحكومي إلى 9.9% من الناتج المحلي الإجمالي، أما بالنسبة لمعيار الثروة، فتعد كندا من الدول الصناعية الحديثة، إذ تمثل الطاقة والمنتجات الزراعية والموارد الطبيعية 85% من الصادرات الكندية، حيث يصل معدل الناتج المحلي الإجمالي للفرد إلى 26638 يورو، بينما وصل معدل البطالة إلى نسبة 6.8% من السكان، أما التعليم، فقد وصل معدل الإلمام بالقراءة والكتابة إلى نسبة 99% من السكان، ووصل الإنفاق الحكومي إلى نسبة 12.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وبالنسبة للهوية الوطنية، فكندا دولة فيدرالية تتكون من 3 مناطق، و10 مقاطعات، حيث تأثرت كندا تاريخياً بالثقافات البريطانية والفرنسية والايرلندية والاسكتلندية والأمريكية، وبالنسبة للمناظر الطبيعية، فتعد كندا ثاني أكبر دولة في العالم، ولديها عدد لا يحصى من البحيرات على أراضيها.
تصنيف الأمم المتحدة للسعادة من خلال متغيرات تنموية
هذه كانت البداية، لكن الأمم المتحدة وفي خططها للتنمية المستدامة وضعت تصنيفاً للبلدان الأكثر سعادة في العام 2012، حيث عمل عليه مدير معهد الأرض، المستشار الخاص للأمم المتحدة، جيفري ساكس (Jeffrey Sachs)، بالتعاون مع عالم الاقتصاد البريطاني جون هيليول (John Halweil)، كذلك عالم الاقتصاد البريطاني ريتشارد لابارد (Richard Layard)، من خلال وضع متغيرات رئيسية، يتم تصنيف سعادة البلدان على أساسها وهي:
- الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد: فكلما كان الدخل أعلى للفرد في بلد معين، كلما زادت نسبة تمتعه بالسعادة.
- متوسط العمر المتوقع عند الولادة: حيث يزداد العمر المتوقع للولادة عندما تتوفر الرعاية الصحية، كذلك المستوى المتقدم من التطور في قطاع الصحة.
- مدى توفر الدعم الاجتماعي: أي كمية الخدمات التي تؤمنها الدولة سواء عينية أو نقدية للمحتاجين، كذلك للعاطلين عن العمل على أراضيها.
- درجة الثقة بالحكومة: كلما زادت الثقة بين الأفراد والحكومة انخفض معدّل التوتر والشك، بالتالي زاد معدّل السعادة والراحة النفسية.
- حرية الاختيار والفكر: التي يتمتع بها الأفراد، فكلما شعر الفرد بحريته في اختيار ما يشاء كلما زادت سعاته.
- متوسط الدخل: فكلما كان دخل الفرد أكبر كلما شعر بالرفاهية والسعادة، لأنه يستطيع شراء ما يرغب، دون قلق على ما تبقى معه لبقية الشهر.
- الشعور بالأمن: فكلما زاد الشعور بالأمن لدى الإنسان؛ زاد إحساسه بالسعادة، والعكس بالعكس، لذلك توفر الأمن متغير مهم في مقياس السعادة العالمي.
- الشعور بالقلق: يستند لمعادلة عكسية مفادها، كلما انخفض الشعور بالقلق، كلما شعر بالسعادة أكثر، والعكس صحيح، كلما زاد شعوره بالقلق تراجعت سعادته.
- مدى الشعور بالإجهاد: أيضاً يستند لمعادلة عكسية، فكلما انخفض الشعور بالإجهاد في العمل، كلما زاد الإحساس السعادة، وكلما زاد الشعور بالإجهاد والضغط في العمل تراجع الإحساس بالسعادة، لذلك يعد توفير عمل للفرد مع حدّ معقول من التعب ومن دون إجهاد؛ له أثر إيجابي في إحساس الفرد بالسعادة.
- مدى الشعور بالغضب: يستند هذا المعيار أيضاً لمعادلة عكسية، فكلما زاد الشعور بالغضب لدى الفرد كلما قل إحساسه بالسعادة، والعكس بالعكس، كلما انخفض الشعور بالغضب، زاد الشعور بالسعادة، لذلك الحالة النفسية للفرد لها دور كبير في تحديد درجة السعادة التي يشعر بها، فأحياناً يمتلك الفرد كل مقومات السعادة، لكنه ليس سعيداً، فقد يكون السبب الحالة النفسية، (حالات الغضب المتكررة من أشياء تستحق أو لا تستحق، حالات القلق التي قد يكون لها مبرر وقد لا يكون).
إضافةً لهذه المتغيرات قامت الأمم المتحدة بإجراء استبيانات توزع على ثلاثة آلاف شخص في كل بلد، يحدد من خلالها الناس جودة حياتهم، برقم يتراوح بين الصفر؛ باعتباره أسوأ حالة و10 باعتبارها أفضل حالة، واعتبر الأفضل سكان البلدان التي تأتي معدل إجاباتها على هذا السؤال 7.5%
وبحسب تصنيف الأمم المتحدة عن عام 2015، فقد حلّت سويسرا بالمركز الأول، تليها أيسلندا، فالدنمارك، ثم النروج بحصولهما على معدل جودة حياة يفوق 7.5%، فيما جاءت في المرتبة الخامسة كندا، تليها فنلندة، فهولندا، ثم السويد، بعد ذلك نيوزيلندا، وفي المرتبة العاشرة أستراليا، بمعدل جودة حياة قدره (7.28) من أصل 10.
هل اختارت الأمم المتحدة الفئات في استطلاع آراء سكان بلد ما حول سعادتهم؛ وفق أسس معينة؟
نلاحظ من خلال تتبع المعايير التي استخدمها كل من العالم البريطاني أدريان وايت، والأمم المتحدة، متشابهة تقريباً، لكن معايير الأمم المتحدة أوسع قليلاً، حيث شملت درجة الثقة بالحكومة، وحرية الاختيار التي يتمتع بها الأفراد، كما أن هذه الدراسة قامت على استبيان آراء الناس في البلدان التي شملتها، ولكن في هذا المقياس مفارقة، فوضع عدد 3000 لكل بلد هل هو مُنصِف؟.. ربما ظاهرياً لكنه قد يحوي على قدر من الظلم واقعياً، فهناك بلدان صغيرة من حيث عدد السكان كالفاتيكان، كما أن هناك دول كبيرة بعدد السكان كالصين، إضافة إلى أسس اختيار العينة، فما هي؟، وهل لها أبعاد غير الأبعاد العلمية؟... نبقى هذه مجرد تساؤلات حول الاهتمام الأممي بقياس معدلات السعادة في بلدان العالم.
اهتمام الحكومات بسعادة مواطنيها وأمثلة عربية
تعد السعادة في كثير من الأحيان مؤشراً للتقدم في هذا البلد أو ذاك، لذلك يصبح إحساس المواطنين بالسعادة هدف معظم الحكومات؛ المتقدمة وحتى النامية، لذا تقوم بعض الحكومات بنشر بيانات وبحوث هدفها معرفة مدى إحساس مواطنيها بالسعادة، كذلك عوائق ذلك سعياً لتحسين مستوى الحياة لدى المواطنين، فقد بلغ اهتمام بعض الحكومات بالسعادة إلى حدّ تشكيل وزارات للسعادة، فكانت الإمارات السّبّاقة إلى ذلك، حيث أنشأت وزارة السعادة بتاريخ 8 شباط/فبراير في عام 2016، تلتها السعودية تحت مسمى وزارة الرفاه.
ومهمة وزارة السعادة في الإمارات وفق وزيرها عهود الرومي، "خلق بيئة مناسبة للمواطنين لإنماء مهاراتهم"، إضافةً "لتوفير كافة الخدمات لهم، وبالتالي يصلون للسعادة"، حيث استعانت الوزارة بعدد من الخبراء والباحثين لجعل السعادة وسيلةً للحياة في هذا البلد، كما عملت الوزارة على إعداد ميثاق وطني للسعادة، هدفه توجيه الميزانية الحكومية باتجاه تحقيق السعادة للأفراد، كما تم تخصيص 49 مليار درهم إماراتي، وكانت الإمارات العربية المتحدة قد احتلت المرتبة الخامسة عشر في تقرير السعادة العالمي لعام 2015، وهي مرتبة لم تحققها أي دولة عربية أخرى.
خلاصة.. حتى نجعل السعادة عادة، علينا أن نقبل على الحياة متفائلين، وعلى المصائب راضين، فالسعادة إحساس وليست شيئاً مكتسباً، بل السعادة داخل أنفسنا، أحياناً لا نحس بها إلا عندما نفقدها، لذلك يجب أن تكون هدفنا، وأولويتنا ممارسةً وفعلاً وليست قولاً.