البنسلين.. قصة اكتشافه وفوائده وأضراره وأعراض الحساسية منه
يعتبر أول مضاد حيوي في التاريخ واكتشافه ثورة هائلة في عالم الطب حيث أنقذ ملايين الأرواح
يعتبر البنسلين أول مضاد حيوي في التاريخ، واكتشافه ثورة هائلة في عالم الطب، حيث أنقذ ملايين الأرواح من الموت بسبب العدوى البكتيرية. لذلك، تعد قصة اكتشافه المليئة بالمصادفة والمثابرة، ذكرى مهمة يحفظها التاريخ، ويحتفي بها وبصاحبها الطبيب ألكسندر فلمنج.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اكتشاف دواء البنسلين لأول مرة في العالم عام 1928، تحديدا يوم 29 يونيو. بالإضافة إلى معلومات عن هذا الدواء والأمراض التي يعالجها وفوائده وأضراره أيضا.
اكتشاف البنسلين
في عام 1928، كان الطبيب ألكسندر فلمنج، يعمل في مستشفى سانت ماري في لندن، حيث لاحظ وجود عفن ينمو على إحدى مزارع البكتيريا. وبشكل غريب، لاحظ أن منطقة نمو العفن خالية تمامًا من البكتيريا. وقتها، أيقن فلمنج أن هذا العفن يفرز مادة ما تقتل البكتيريا، وأطلق عليها اسم البنسلين.
واجه فلمنج صعوبات جمة في تنقية البنسلين وتحويله إلى دواء فعال. كما لم يظهر العالم الكثير من الاهتمام باكتشافه، نظرًا لصعوبة إنتاجه وعدم استقراره. لكن فلمنج لم يستسلم، واستمر في أبحاثه.
وفي عام 1939، انضم إلى فلمنج فريق من العلماء بقيادة هوارد فلوري في جامعة أكسفورد. عمل الفريق على تطوير طريقة لتنقية البنسلين وإنتاجه بكميات أكبر. وأثناء ذلك، واجهوا تحديات علمية وتقنية كبيرة، لكن مثابرتهم آتت ثمارها.
ومع حلول عام 1942، بدأ استخدام البنسلين لأول مرة بنجاح في علاج عدوى بكتيرية لمريض يموت. بعدها، أثبت البنسلين فعاليته في علاج العديد من الأمراض المسببة للعدوى، مثل: ذات الرئة، والسيلان، والتيفوئيد. كما أصبح سلاحًا هامًا في مكافحة العدوى خلال الحرب العالمية الثانية، حيث أنقذ حياة آلاف الجنود.
وفي عام 1945، نال فلمنج وفلوري وتشين جائزة نوبل في الطب لاكتشافهم وتطويرهم البنسلين.
أنواع البنسلين
تنقسم أنواع البنسلين إلى فئات رئيسية بناء على تركيبها وفعاليتها ضد أنواع مختلفة من البكتيريا، أو حسب البنسلين واستخداماته، وهي كما يلي:
البنسلينات الطبيعية
يعتبر البنسلين G أول نوع تم اكتشافه. وهو فعال ضد العديد من البكتيريا إيجابية الجرام، مثل المكورات العنقودية والمكورات الرئوية.
يأتي بعد ذلك البنسلين V وهو مشابه للبنسلين G، لكن الجهاز الهضمي يمتصه بشكل أفضل، ويستخدم لعلاج عدوى الأذن والحلق.
البنسلينات شبه الاصطناعية
هناك ما يعرف بـ"أموكسيسيلين" واسع النطاق. وهو فعال ضد مجموعة متنوعة من البكتيريا، يُستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي والبولي والجلد.
كذلك هناك أمبيسيلين، وهو مشابه للأموكسيسيلين، لكنه أكثر فعالية ضد البكتيريا سلبية الجرام. أما كلوساكسيلين يستخدم لعلاج عدوى المكورات العنقودية المقاومة للبنسلين.
البنسلينات واسعة الطيف
يعتبر "تيكارسيلين" فعال ضد مجموعة واسعة من البكتيريا، بما في ذلك البكتيريا سلبية الجرام واللاهوائية. وكذلك بيبراسيلين المشابه للتيكارسيلين، والذي يستخدم لعلاج عدوى الجهاز التنفسي السفلي والبولي والجلد.
مثبطات بيتا لاكتاماز
أشهرها أوجمنتين، وهو مزيج من الأموكسيسيلين وحمض الكلافيولينيك، ويستخدم لعلاج عدوى البكتيريا المقاومة للبنسلين.
أما زوسين، فهو مزيج من البيبراسيلين وحمض الكلافيولينيك، يُستخدم لعلاج عدوى البكتيريا شديدة المقاومة.
فوائد البنسلين
أحدث البنسلين ثورة في الطب، وفتح الباب أمام اكتشاف المزيد من المضادات الحيوية، مما أدى إلى إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم. وفي السطور التالية نستعرض معكم ما هي فوائد البنسلين؟
علاج الالتهابات البكتيرية
يستخدم البنسلين لعلاج مجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية، بما في ذلك التهاب الرئة، التهاب السحايا، عدوى الدم، التهاب الأذن الوسطى، التهاب الحلق، التهاب المسالك البولية، الزكام، الالتهابات الجلدية، الالتهابات العظمية والتهاب المفاصل.
الوقاية من الالتهابات الجراحية
يستخدم البنسلين لمنع حدوث الالتهابات بعد العمليات الجراحية.
علاج أمراض أخرى
يستخدم البنسلين لعلاج بعض الأمراض الأخرى، مثل الزهري، السيلان، داء لايم، التهاب اللثة.
فوائد أخرى للبنسلين
أظهرت بعض الدراسات أن استخدام البنسلين قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما قد يساعد البنسلين على تعزيز وظيفة الجهاز المناعي. بالإضافة إلى ذلك قد يقلل استخدام البنسلين من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
أضرار البنسلين
يعد البنسلين من أهم الاكتشافات الطبية في التاريخ، وساهم بشكل كبير في علاج العديد من الأمراض المعدية. مع ذلك، هناك مجموعة من الأضرار التي يمكن أن يتسبب فيها البنسلين، والتي نستعرضها معكم في السطور التالية:
التأثيرات الجانبية الشائعة
يعتبر الغثيان والإسهال من أكثر الأعراض شيوعًا، وتكون عادة خفيفة، وتزول من تلقاء نفسها. كما قد يسبب البنسلين صداعًا خفيفًا أو متوسطًا. بالإضافة إلى الحكة في المهبل، والتي تعد من الآثار الجانبية الشائعة عند النساء، وتعرف أيضًا باسم "داء المبيضات".
قد يتسبب البنسلين في حدوث اضطراب في توازن البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما قد يؤدي إلى الإسهال والانتفاخ وآلام البطن.
التأثيرات الجانبية النادرة
تعد الحساسية من البنسلين من أخطر الآثار الجانبية، وتشمل أعراضها طفح جلدي وحكة، تورم في الوجه أو الشفتين أو اللسان، صعوبة في التنفس، هبوط ضغط الدم وصدمة الحساسية.
قد يضعف البنسلين أيضا بعض أنواع البكتيريا النافعة، مما يسمح للعدوى الفطرية بالنمو، خاصة في الفم أو المهبل. كما يعتبر التهاب الكبد من الآثار الجانبية النادرة جدًا، وقد تسبب اصفرارًا في الجلد والعينين.
من المهم التأكيد على إن هذه ليست قائمة شاملة بجميع الآثار الجانبية للبنسلين. يجب عليك دائمًا قراءة نشرة الدواء أو استشارة الطبيب أو الصيدلي للحصول على معلومات كاملة عن الآثار الجانبية المحتملة.
الحساسية من البنسلين
تعد الحساسية من البنسلين من أخطر الآثار الجانبية، وتتطلب عناية طبية فورية. ومن أعراض الحساسية من البنسلين ظهور طفح جلدي وحكة، تورم في الوجه أو الشفتين أو اللسان، صعوبة في التنفس، هبوط ضغط الدم وصدمة الحساسية.
لذلك، إذا ظهرت عليك أي من هذه الأعراض، فتوقف عن تناول البنسلين واتصل بالإسعاف فورًا.
في النهاية، يمكننا القول إن البنسلين يمثل قصة ملهمة تظهر كيف يمكن للملاحظة الدقيقة والمثابرة أن تحدثا ثورة في مجال علمي هام، وتنقذ حياة البشرية. لكن في الوقت نفسه، يجب إبلاغ الطبيب في حال وجود أي حساسية من البنسلين أو المضادات الحيوية الأخرى. كما يجب إكمال مسار العلاج بالكامل، حتى لو تحسنت الأعراض، لتجنب مقاومة البكتيريا للعلاج.