التدخين يضر بالصحة ويسبب الوفاة.. ولكن!
التدخين يضر بالصحة ويسبب الوفاة، هذا هو الشعار الذي يعتقد أنه بدأ في الانتشار بداية من سبعينيات القرن الماضي، تحديدا بأيسلندا، ضمن محاولات المختصين إثناء المدخنين عن الاستمرار بتلك العادة السيئة، لكل ما تحمله من أضرار على الصحة العامة.
بغض النظر عن عدم نجاح تلك المحاولات الإنشائية في تحويل مسار المدخنين عن اقتناع في أغلب الأحيان، إلا أن العبارة في حد ذاتها تعتبر حقيقة علمية يجب التسليم بها، لأن بالفعل المدخن قد يكون عرضة أكثر من غيره للإصابة بالسرطانات، والتي قد تجعله أكثر عرضة للوفاة على إثرها أكثر من الشخص العادي، ولكن هل يمكن للتدخين أن يكون مفيدًا؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مفاصلك في أمان
أظهرت دراسة أكاديمية نشرها قسم التهاب المفاصل والروماتيزم بجامعة «أديلايد» الأسترالية عام 2011 تشير إلى أن المدخنين أقل عرضة للتدخل الجراحي لاستبدال المفاصل.
رأى فريق البحث أن استبدال المفاصل شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو هؤلاء الذين يعتمدون على الهرولة بدلا من المشي، لذا فمن غير المنطقي وفقا للعينات العشوائية التي تم اختيارها للبحث، أن يتعرض المدخن لخطر استبدال المفاصل.
حقيقة لم يتوصل فريق البحث لدليل علمي دامغ بذلك الصدد، لكنهم وعقب عديد المحاولات، توصلوا لاستنتاج مبدئي، وهو أنه لربما للنيكوتين تأثيرا ما، يجعل المدخن أقل عرضة لتدهور المفاصل والغضاريف.
حياة بلا «باركينسون»
مرض باركينسون أو ما يعرف بالشلل الارتعاشي هو مرض يصيب الجهاز العصبي للإنسان، يؤثر بدوره على الجهاز الحركي، ويظهر كحركات أشبه بالرعشة تصيب الأطراف، مما يؤثر سلبا على طريقة مشي المصاب، وربما يصل الأمر في مراحل متطورة من المرض إلى مشاكل حقيقية في سلوك المصاب.
في مارس 2010، نشرت ورقة بحثية بالجريدة الدولية لـ«علم الأعصاب» توضح العلاقة العكسية ما بين طول مدة التدخين وما بين التعرض للإصابة بـ«باركينسون». الأمر الذي أقره باحثون من جامعة «هارفارد» بنفس الصدد.
قبل ذلك بحوالي 3 أعوام كانت قد نشرت نفس الجريدة المختصة بحثا جاءت نتائجه لتشير بأن المقلعين عن التدخين كانوا أكثر عرضة للإصابة بالمرض، إذن فهنالك رابط ما بين التدخين وتقليل احتمالية الإصابة، لكنه لم يكشف بعد.
نصف حقيقة.. «من أجل وزن مثالي»
يعتبر النيكوتين أحد أكبر أسباب فقدان الشهية لدى المدخنين، وهو أمر معروف منذ زمن بعيد، فقد كانت الإعلانات الدعائية تستهدف السيدات السمينات بعشرينيات القرن الماضي لتقنعهم بأن التدخين هو ملاذهم للحفاظ على جسد مثالي بلا زيادات.
طبقا لدراسة قدمتها جامعة «يالي» الأمريكية، فإن العلاقة ما بين النيكوتين والجسد المثالي معقدة، فالنيكوتين في حد ذاته يقلل رغبة المدخن في تناول الطعام، الأمر الذي يقلل احتمالية تناوله للمقرمشات والأطعمة التي تزيد الوزن بالتبعية.
دراسة أخرى خرجت في العام 2011، تشير إلى أن محاولات الإقلاع عن التدخين يتبعها زيادة بديهية في وزن المدخن، نظرا لاستخدامه آليات ليشغل بها فمه، فيأتي ذلك التعويض للفراغ الذي خلفه التدخين على هيئة أشياء تؤكل، ما يعني زيادة مباشرة في الوزن قد لا يتمكن في التحكم بها.
أخيرًا، هذه الدراسات ما هي إلا محاولات لفهم علاقة التدخين بأمراض أخرى تصيب الإنسان، وليست «روشيتات» تصلح للاستخدام، لأن التدخين بالتأكيد يسبب أضرارا تفوق ما قد تراه مميزات، لذا عليك أن تحذر، فالتدخين يضر بالصحة ويسبب الوفاة بكل تأكيد.