الجفاف الصامت: مخاطره وأعراضه والفئات الأكثر عرضة للإصابة به
غالبًا ما نعتقد أن الجفاف له أعراض واضحة دائماً، لكن ما لا يعرفه البعض، أن هناك ما يُعرف بـ "الجفاف الصامت" والذي يصيب الملايين في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناخات الحارة والرطبة،.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
يعاني العديد من الأشخاص من الجفاف كل يوم إلى حد ما، لكن القليل من الناس يدركون ذلك. وفي السنوات الأخيرة، شهدنا موجات حر غير مسبوقة في مختلف أنحاء العالم، مما يجعل المزيد من الناس عرضة للجفاف دون أن يدركوا ذلك.
لذا من المهم أن نفهم الجفاف الصامت بشكل أفضل وكيف يمكن للناس معالجة هذه الحالة الصحية وإدارتها بشكل فعال.
ما هو الجفاف الصامت؟
يحدث الجفاف الصامت عندما يفقد الجسم السوائل دون ظهور أعراض ملحوظة. على عكس الجفاف الناجم عن الإسهال، يمكن أن يحدث الجفاف الصامت أثناء الأنشطة اليومية وكذلك نتيجة لأمراض وسيناريوهات فسيولوجية متعددة. نظرًا للطبيعة الخفية للحالة، غالبًا ما تمر أعراضها دون أن يلاحظها أحد حتى تصبح شديدة.
يحدث الجفاف عندما يفقد الجسم كمية من الماء والسوائل الأخرى أكثر مما يحتاجه ليقوم بوظائفه بشكل طبيعي. يمكن أن يكون هذا بسبب فقدان السوائل المفرط، أو قلة تناول الطعام، أو كليهما. يمكن أن يؤدي هذا الخلل إلى تعطيل وظائف الجسم الطبيعية لأن السوائل والإلكتروليتات ضرورية للحفاظ على عمليات الجسم المختلفة.
حيث تلعب الإلكتروليتات مثل الصوديوم والكلوريد دورًا رئيسيًا في الحفاظ على توازن السوائل بينما يلعب الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم أدوارًا حاسمة في وظيفة العضلات وإشارات الأعصاب.
في حالة الجفاف الصامت، تنخفض مستويات السوائل في الجسم تدريجيًا، مما يجعل من الصعب اكتشاف الحالة مبكرًا. يعتبر هذا النوع من الجفاف خبيثًا بشكل خاص لأنه لا يقدم الأعراض الواضحة التي نربطها عادةً بفقدان السوائل.
علامات وأعراض الجفاف الصامت
يمكن أن يكون تحديد الجفاف الصامت أمرًا صعبًا لأن الأعراض تكون خفية وغالبًا ما يتم تجاهلها في حالة ظهور علامة منفردة.
تشمل بعض العلامات والأعراض الشائعة: التعب والعطش وجفاف الجلد والشفتين والبول الداكن أو انخفاض إنتاج البول والصداع وتشنجات العضلات والدوخة والإمساك.
عند الأطفال، قد تشمل علامات الجفاف الصامت، ضعف مرونة الجلد، وتغيرات في الوزن، وبول داكن اللون، وجفاف اللسان، وعيون غائرة، وانخفاض وتيرة التبول.
وفي حالة ظهور الأعراض السابقة، فمن الضروري طلب المشورة الطبية.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف الصامت
في حين أن الجفاف يؤثر على الجميع، إلا أن بعض الفئات، تكون أكثر عرضة للجفاف الصامت، وهي:
- الأطفال الصغار: إنهم غير قادرين على التعبير عن عطشهم بشكل فعال، مما يجعل من السهل أن يمر الجفاف دون أن يلاحظه أحد. تعتبر العلامات مثل التغيرات في البكاء ولون البول وتغيرات الحالة المزاجية مؤشرات مهمة يجب مراقبتها في هذه الفئة العمرية.
- كبار السن: غالباً ما يعاني كبار السن من ضعف في آلية العطش، مما يعني أنهم قد لا يشعرون بالعطش حتى يصابوا بالجفاف بشكل ملحوظ. يمكن أن يتفاقم هذا بسبب الأدوية التي تزيد من كمية البول، مما يؤدي إلى زيادة فقدان السوائل والكهارل.
- الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية معينة: المرضى الذين يعانون من مرض السكري معرضون بشكل خاص للجفاف. الحاجة إلى إدارة حذرة للجفاف أعلى بسبب قابليتهم المتزايدة.
- الأفراد الذين يعانون من أنماط حياة تتطلب مجهودًا بدنيًا: أولئك الذين يمارسون أنشطة بدنية شاقة مثل الرياضيين، وذوي أنماط الحياة النشطة، والوظائف في الهواء الطلق مع التعرض المستمر لأشعة الشمس الحارقة، قد لا يرطبون أجسادهم بشكل كافٍ وسط زيادة فقدان السوائل.
- المرضى الذين يعانون من حالات غير إسهالية: مثل الحمى والتهابات الجهاز التنفسي وما إلى ذلك، يمكن أن يصابوا أيضًا بالجفاف الصامت مع نقص الطاقة.
اقرأ أيضاً: أعراض الجفاف.. 10 علامات عليك الانتباه لها
خطوات لتجنب الجفاف الصامت
- حافظ على رطوبة جسمك: اشرب الكثير من السوائل طوال اليوم. على الرغم من أن الماء ضروري، إلا أنه لا يوفر ما يكفي من الإلكتروليتات والطاقة لتعويض الخسائر في السوائل. ومن المهم تضمين السوائل التي تحتوي على الإلكتروليتات، مثل عصائر الفاكهة الطازجة وماء جوز الهند وما إلى ذلك.
- اشرب مشروبات إلكتروليتية: في حين أن هناك خيارات من المستحضرات محلية الصنع يمكن الوصول إليها بسهولة، فإن مشروبات الإلكتروليت الجاهزة توفر كمية معروفة من السوائل والإلكتروليتات والطاقة إلى جانب المذاق الجيد. يمكن أن تساعد في تجديد السوائل والكهارل والطاقة ويمكن أن تساعد في دعم التعافي بشكل أسرع في الأمراض الحادة غير الإسهالية أو عند المعاناة من الجفاف الصامت.
- الحد من المشروبات المسببة للجفاف: قلل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة، وكذلك الكحول والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وهي مشروبات لا تعمل على ترطيب الجسم وتزيد من فقدان السوائل.
- اختر الأطعمة بحكمة: تجنب الأطعمة التي يصعب هضمها ويمكن أن تجعلك تشعر بالخمول. يجب تجنب الأطعمة المقلية واللحوم والأطعمة المجففة/المعبأة/المصنعة والأطعمة المالحة والأطعمة الغنية بالتوابل. بدلًا من ذلك، استهلك العناصر المبردة والتي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل الزبادي والنعناع والخيار والبرتقال والبطيخ وبذور الريحان والخضروات الورقية الخضراء.