الحب في زمن الذكاء الاصطناعي.. أداة تواعد شريكك بالنيابة عنك
تتغلغل تقنية الذكاء الاصطناعي إلى حياتنا يومياً، حتى دون أن نستخدم تطبيقات الدردشة التوليدية مثل "تشات جي بي تي"، وربما لم يدرك بعضنا بعد أن الذكاء الاصطناعي يدخل في معظم استخدامنا للإنترنت، بدءاً من تحديد خياراتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الويب التي نتصفحها، ومقاطع الفيديو التي نشاهدها، بل وحتى الموسيقى التي نستمع إليها.
لكن، الاستخدامات المستقبلية للذكاء الاصطناعي لن تتوقف عند هذا الحد، فقد تطال أيضاً حياتنا العاطفية، حيث ستعتمد عليه تطبيقات المواعدة للكشف عن شركاء حياتنا المثاليين لتوفير الوقت والجهد علينا بدلاً من عمليات البحث والتعارف المرهقة لشركاء لن تنجح علاقتنا معهم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
المواعدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي
ما سبق، أكدته ويتني وولف هيرد، مؤسسة تطبيق Bumble الشهير للمواعدة، والتي كشفت عن فكرة جديدة قد تُحدث نقلة نوعية في عالم المواعدة عبر الإنترنت، تتمثل في استخدام "Concierges" (مساعدين رقميين) يعملون بتقنية الذكاء الاصطناعي، يتولون مهمة التعرف على أشخاص آخرين عبر الإنترنت، ومن ثم اقتراح أفضل المطابقات للمستخدمين بناءً على المعلومات والاهتمامات المشتركة.
وتهدف هذه التقنية المقترحة من قبل مؤسسة "بابمبل" إلى القضاء على عملية البحث المرهقة عن شريك الحياة من خلال تصفية الخيارات وإيجاد علاقات جدية وذات معنى.
وفي حديث لها خلال مؤتمر بلومبيرغ للتكنولوجيا، صرحت هيرد قائلة: "لن تضطر بعد الآن للتعرف على 600 شخص للعثور على شريك حياتك. سيتولى الذكاء الاصطناعي مهمة البحث عن أفضل الأشخاص الذين يناسبك، وذلك من خلال استعراض جميع خيارات المدينة. تكمن قوة الذكاء الاصطناعي في تسخيره بالطريقة الصحيحة".
الذكاء الاصطناعي يختار لنا الشريك الأمثل
ويُروج لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المواعدة كوسيلة لحماية الصحة النفسية للمستخدمين، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بالتصفية الأولية للخيارات غير المناسبة، ما يوفر الوقت والجهد على المستخدمين ويجنبهم خوض تجارب عاطفية محبطة.
وتشير دراسة أجراها تطبيق Bumble نفسه إلى أن الصحة النفسية باتت عاملًا مهمًا يركز عليه المستخدمون عند البحث عن شريك حياة.
- اقرأ أيضاً
الذكاء الاصطناعي يساعد شابة فاقدة للنطق على استعادة صوتها
وأظهرت الدراسة أن أكثر من 58٪ من العزاب الذين شملهم الاستطلاع أصبحوا أكثر انفتاحًا على مناقشة الصحة النفسية مع الأصدقاء والأسرة والشركاء.
كما أشارت الدراسة إلى تغير مفهوم المواعدة لدى المستخدمين، حيث يتجه 31٪ منهم إلى اتباع نمط "المواعدة البطيئة" التي تركز على التعرف الجيد على الطرف الآخر قبل الدخول بعلاقة جدية.
وعليه، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي قد يكون حلاً لمواجهة عملية البحث المرهقة عن شريك الحياة، ووسيلة لتجنب العلاقات العاطفية السلبية التي تؤثر على الصحة النفسية.
المخاوف يثيرها استخدام الذكاء الاصطناعي في المواعدة
ومع ذلك، تبرز بعض المخاوف حول استخدام الذكاء الاصطناعي في المواعدة، مثل احتمال حدوث خروقات أمنية للبيانات الخاصة بالمستخدمين، خاصة وأن بعض التطبيقات تتيح خاصية تحديد الموقع الجغرافي الدقيق، مما يثير مخاوف تتعلق بالسلامة الشخصية.
كما أن تقارير أخرى تشير إلى تعرض مستخدمي تطبيقات المواعدة للتمييز العنصري أو التحرش على أساس عرقي.
هل سيحد الذكاء الاصطناعي من مشكلات تطبيقات المواعدة أم سيساهم في تفاقمها؟
ولا تزال الآراء حول استخدام الذكاء الاصطناعي في المواعدة مُقسمة، إذ تقول مستخدمة لتطبيق مواعدة منذ أكثر من عام على سبيل المثال: "بالتأكيد سأفكر في تجربة المواعدة عبر الذكاء الاصطناعي".
وتضيف في تصريحات نقلها موقع قناة "وي أون" الهندية: "أن المواعدة عبر الإنترنت تستنزف الكثير من الطاقة والوقت. إنفاق طاقتي مرارًا وتكرارًا على أمل العثور على شريك حياتي يؤثر سلبًا على راحتي النفسية. إذا كان بإمكان مساعدي الذكاء الاصطناعي أن يتولى هذه المهمة الشاقة، فلماذا لا أجرب ذلك؟".
أما أدريان، وهو جديد في عالم المواعدة عبر الإنترنت، فيرى أن فكرة اعتماد تطبيقات المواعدة على الذكاء الاصطناعي في تحديد الشركاء المحتملين، هي فكرة "مثيرة للاهتمام"، لكن بحسب رأيه من الضروري الحفاظ على التوازن بين المساعدة التكنولوجية والتواصل الإنساني الحقيقي.
ويردف: "أقدر الكفاءة والدقة التي يمكن أن يقدمها الذكاء الاصطناعي في التوفيق، لكنني سأكون حذرًا بشأن الخصوصية والاعتبارات الأخلاقية قبل الترحيب الكامل بمثل هذه الخدمة".
- اقرأ أيضاً
تقنية ذكاء اصطناعي لتهدئة الغاضبين خلال مكالمات خدمة العملاء