الحيوانات البرية المفترسة الأقوى في العالم
ربما تكون من هواة اقتناء القطط والكلاب، لكن نعتقد أن معظمنا لا يرغب بوجود أسدٍ في منزله، ولا يتمنى أن يفتح باب البيت فيجد مجموعة من الضباع تنتظره، فهذه الحيوانات وإن كانت لا تتقصد مهاجمة الإنسان، لكنها بكل تأكيد تشكل خطراً حقيقياً خاصة إذا شعرت هي بالتهديد.
الذئب الرمادي (Gray Wolf)
تعيش الذئاب الرمادية حالياً في مناطق محدودة من أمريكا الشمالية، فيما كانت أكثر انتشاراً في أجزاء أكبر من أمريكا وأوراسيا، لكنها تعرضت للصيد والملاحقة من قبل السكان للاستفادة منها تجارياً أو لتجنب خطرها على قطعان الحيوانات المستأنسة، حتَّى أصبح وجود هذه الذئاب نادراً في الكثير من مواطنها الأصلية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
لكنها على الرغم من ذلك لا تدخل في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، كما أنَّها عادت للظهور بشكل جيد في السنوات الأخيرة (حوالي 11 ألف ذئب في ألاسكا الأمريكية، وقرابة 3700 في البحيرات الكبرى).
مواصفات الذئب الرمادي
الذئاب الرمادية من الثديات فصيلة الكلاب وتشبه إلى حدٍ بعيدٍ كلب (German Shepherd) مع ذيل كثيف وجسد أكبر، بالتالي رأس أكبر، كما أن ألوان الذئب الرمادي تتراوح بين الرمادي والبني والأسود.
الذئاب الشمالية أكبر حجماً من الذئاب الأوروبية، حيث يتراوح حجم الذئب الرمادي (ارتفاعه) بين 60 و 150 سنتمتر، بينما يتراوح وزن إناث الذئاب الرمادية بين 27 و 45 كيلوغرام، ويكون وزن الذكور من 32 إلى 65 كيلوغرام، من جهة أخرى تعيش الذئاب الرمادية في مجموعات أسرية تشمل عادة حوالي 8 أفراد، ويكون متوسط عمر الذئب الرمادي بين 8 و 15 سنة.
الذئاب الرمادية والافتراس
الذئاب الرمادية لاحمة بطبيعة الحال، حيث يستطيع الذئب البالغ أن يأكل تسعة كيلوغرامات من اللحم في الوجبة الواحدة، تعتمد الذئاب الرمادية على اصطياد الثدييات الكبيرة كالغزلان، كما يمكن أن تصطاد الثديات الصغيرة كالأرانب باعتبارها وجبات خفيفة.
أما عن البشر فلا تعتبر الذئاب الرمادية من الحيوانات شديدة الخطورة على الإنسان؛ لأنها تبتعد عن المساكن البشرية، ولا تلجأ إلى افتراس الإنسان إلا في حالات الجوع أو إصابتها بالأمراض، يُذكر أن الذئب الرمادي يركض بسرعة تصل إلى حوالي 60 كم/سا عند مطاردة الفريسة، وتمتلك الذئاب الرمادية قوائم قوية وفكين قويين تجعل من الفرسية ضحية سهلة.
من جهة أخرى، تمثل الذئاب الرمادية جزءاً مهماً من النظام الأيكولوجي في الشمال الأمريكي، فهي تقوم بالتهام الحيوانات النافقة والميتة، هذا ما جعل الجهود تتجه للحفاظ على حياة مجموعات الذئاب الرمادية وحمايتها من الأخطار المحتملة بتقلص أعدادها.
الدب الأشهب أو الدب الرمادي (Grizzly Bear)
الدب الرمادي أو الدب الأشهب (الاسم العلمي Ursus Arctos Horribilis)، هو من الدببة البنية الكبيرة، تعيش الدببة الرمادية حالياً في مرتفعات غرب أمريكا الشمالية، يبلغ عددها حوالي 1800 دب بين ألاسكا والمكسيك، فيما يعتقد أنَّ أعدادها كانت أكبر بكثير قبل تعرضها للصيد من قبل البشر، تعتبر هذه الدببة من الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض.
مواصفات الدب الرمادي أو الدب الأشهب
يعتبر الدب الرمادي من الحيوانات كبيرة الحجم ما جعله يكتسب سمعة سيئة لدى الإنسان، فهو إضافة إلى كونه لاحماً، يتراوح طوله من مترين إلى ثلاثة أمتار، ووزنه من 150 إلى 225 كيلوغرام، وتكون الإناث أصغر من الذكور بنسبة 40% تقريباً.
تتراوح ألوان الدب الرمادي بين البني والأسود مع فرو أبيض حول الفم، يكون فرو الوجه متموج بين اللون الداكن والأبيض، لذلك يعرف بالأشهب.
تمتلك الدببة فرواً سميكاً ومتيناً، كما تمتلك أكتافاً عريضة وقوية وعضلات كبيرة تساعدها على الحفر، إضافةً إلى حاسَّة شم قوية جداً أقوى من حاسة الشم لدى الكلاب، ما يجعلها تكتشف طعامها من مسافات بعيدة جداً.
تعيش الدببة الرمادية من 15-25 سنة تقضي معظمها بشكل منفرد، في حين تبقى الأم مع صغارها حتَّى يصبحوا قادرين على التقاط طعامهم بأنفسهم، كما تجتمع الدببة الرمادية صيفاً عند الأنهار لاصطياد السلمون الذي يعتبر طعامها المفضل، تتناول الدببة الكثير من الطعام في الصيف تحضيراً لموسم الشتاء.
الدب الأشهب والافتراس
الدببة الرمادية من آكلات اللحوم والنباتات، حيث يمكن أن تأكل التوت والبذور جنباً إلى جنب مع الفرائس المختلفة، لكن عموماً يعتبر سمك السلمون من أكثر الأطعمة المفضلة لدى الدببة الرمادية، كما تعتبر الدببة الرمادية في قمة هرم المفترسات في بيئتها، فمن الصعب على أي من الحيوانات المتواجدة في بيئة الدببة الرمادية أن تجابهها.
تصبح الدببة الرمادية أكثر حذراً وعدوانية عندما يتعلق الأمر بصغارها، فهي تتمتع بأنياب حادة، مخالب قوية، عضلاتٍ جبارة، قامة طويلة، إضافة إلى فكين قويين؛ تستغلها جميعاً في الدفاع عن صغارها بمواجهة الأخطار المحتملة.
الضباع (Hyenas)
جميعنا يسمع عن الضباع، ويعلم أنَّها من الحيوانات التي تدب الرعب في قلب الإنسان، فهي من القطط آكلة اللحوم التي تعيش في مناطق مختلفة من العالم خاصة في أفريقيا، حيث يعتبر التجول في مناطق تواجد الضباع محظوراً بعد غياب الشمس، فهي قد لا تشكل خطراً حقيقاً في النهار كما هو الحال في الليل.
هناك أربعة أنواع من الضباع تتوزع في القارة الأفريقية وأجزاء من آسيا كموطن أساسي، لكن فعلياً يمكن للضباع أن تتأقلم مع بيئات مختلفة من الغابات والصحارى والمرتفعات حتَّى ثلاثة آلاف متر عن سطح البحر، ويمكنها أن تعيش في الغابات المطيرة وغابات السافانا، لذلك نجدها منتشرة في أفريقيا وفي الشرق الأوسط وحتَّى سيبيريا على الرغم من التباين بالجغرافيا والمناخ بين هذه المناطق.
أنواع الضباع
- العسبار أو ذئب الأرض (Aardwolf)
ذئب الأرض أو العسبار أو العسبارة (Proteles Cristatus)، هو أصغر أنواع الضباع، يتراوح وزنه بين 8 و 10 كيلوغرام فقط، وطوله بين 55 و 105 سم، مع فارق بسيط بين طول الأطراف لصالح الأطراف الأمامية.
أمَّا عن اللون فيميل لون ذئب الأرض إلى الأصفر مع خطوط عرضية داكنة، كما يستخدم ذئب الأرض الشعر على ظهره عندما يشعر بالتهديد، حيث يقوم بنفش شعره ليبدو أكبر حجماً وأكثر خطراً.
يعيش العسبار في جنوب وشرق أفريقيا، يتغذى على النمل الأبيض واليرقات والحشرات، ما يجعله أقل أنواع الضباع افتراساً للثديات، حيث يلجأ في حالات استثنائية إلى اصطياد الثدييات الصغيرة وأكل جثث الطيور.
- الضبع البني (Brown Hyena)
تفضل الضباع البنية أن تعيش في الغابات القاحلة وشبه القاحلة، كما يمكن أن تعيش في الصحارى أو على ارتفاع أقل من 1500متر، تتميز هذه الضباع بلونها البني مع شعر طويل (30سم) وقدمين مخططتين أفقياً، كما تتميز الضباع عموماً والبنية خاصةً بتفوق الجزء الأمامي من جسدها على الجزء الخلفي، حيث تبدو الأكتاف والرقبة بارزين والجزء الأمامي أعلى من الجزء الخلفي حتَّى تبدو كأنَّها تمشي صعوداً باستمرار.
تمتلك الضباع البنية رأساً كبيراً وأذنين بارزتين، كما تمتلك فكين قويين مع أسنان حادة وقادرة على سحق العظام، عموماً تعتبر الضباع من آكلات اللحوم المتوسطة والكبيرة، حيث يبلغ وزن الضبع البني 34 إلى 70 كيلوغرام (أي حوالي 40 كيلو غرام بالمتوسط)، ويبلغ متوسط طول جسمها حوالي 140 سم، قد يصل إلى 160 سم، تعيش هذه الضباع بشكل مجموعات مثل باقي أنواع الضباع.
تتغذى الضباع البنية على الجثث بشكل أساسي إضافة إلى الثدييات الصغيرة، في النهار تكون الضباع البنية هادئة لكنها تتغير تماماً بالليل وتصبح عدوانية، كما يلاحظ أن الضباع البنية تقوم بتخزين فائض الطعام لليوم التالي.
- الضبع المخطط (Striped Hyena)
تعيش الضباع المخططة في الغابات القاحلة، وتنتشر في الشرق الأوسط ومناطق من آسيا، كما تتميز بكونها تعيش بشكل منفرد غالباً، تميل أحياناً لتشكيل جماعات أسرية، تقتات على الجثث والقوارض والثدييات الصغيرة، إضافة إلى الفاكهة خاصة الرطبة.
يزن الضبع المخطط حوالي 40 كيلوغرام، يتميز بلونه الرمادي بدرجات متفاوتة وخطوط سوداء، كما تمتلك الضباع المخططة مخالباً قوية غير قابلة للسحب كغيرها من الضباع، كذلك تكون القوائم الأمامية أطول من القوائم الخلفية، وتستخدم حبل الشعر على ظهرها لتبدو مرعبة.
- الضبع المرقط (Spotted Hyena)
الضبع المنقط أو المرقط أكبر أنواع الضباع، حيث يصل طوله إلى 180 سم، وارتفاعه إلى 81 سم، مع وزن قد يصل إلى قرابة 90 كيلوغرام، ومن الملفت أن إناث الضبع المرقط أثقل من الذكور بنسبة 10% تقريباً خلافاً للأنواع الأخرى.
تمتلك الضباع المنقطة فرواً يميل إلى الأصفر أو الرمادي مع بقع بنية غامقة أو سوداء، هذه البقع تكون غامقة كلَّما كان الضبع صغيراً في السن وقد تختفي تماماً لدى الحيوانات المسنَّة، كما تمتلك الضباع المنقطة بنية قوية ورأساً كبيراً مع أذنين مدورتين على عكس الأنواع الأخرى التي تكون أذناها مثلثتان، لكنها تشبه الأنواع الأخرى من حيث المخالب غير القابلة للسحب وطول القوائم الأمامية مقارنة بالخلفية، كما أنَّ هذه الضباع تتغذى على الجثث بشكل رئيسي.
الضباع والافتراس
كما رأينا فإن الضباع تتغذى على الجثث بشكل رأسي، وتدعم غذاءها بالحشرات والقوارض والفاكهة خاصة الرطبة منها، لكنها تلجأ للافتراس في حال شح الطعام، وتكون ناجحة للغاية في الهجوم على الثدييات وعلى الحيوانات المستأنسة.
كما تستطيع الضباع المنقطة والمخططة قتل إنسان بالغ بكل بساطة، فيما لم تسجل حالات افتراس إنسان بالنسبة لذئب الأرض أو الضبع البني، عموماً يعتبر الضبع المنقط هو الأخطر على الإطلاق بين الضباع، فهو الأسرع والأقوى والأكبر، ومن ألقاب الضباع في اللغة العربية (أم عامر)، ومؤنث الضبع (ضباع).
الأسد الأفريقي (African Lion)
على الرغم من استخدام الأسود في السرك لكن ذلك لا يخفف من الرعب الذي ينتاب معظم الناس عند مواجهة الأسد وجهاً لوجه، خاصة إن لم يكن هناك قفص يمنعه من التهام المتفرجين، هذا الحيوان الذي يمكنك أن تسمع زئيره على بعد ثمانية كيلومترات!.
ينتمي الأسد إلى القطط الكبيرة اللاحمة، تعيش الأسود في مناطق مختلفة من أفريقيا، إلَّا أنَّ أعدادها تضاءلت بنسبة 40% خلال الأجيال الثلاثة الأخيرة ويعيش 20 ألف أسدٍ فقط في البرية حالياً، تعيش هذه الأسود على شكل مجموعات وأسر، تتكون المجموعة من الإناث والأشبال (من 12 إلى 16 فرداً)، وعدداً أقل من الذكور (1-2).
مواصفات الأسد
الأسد حيوان مفترس بامتياز، فهو يمتلك جميع المواصفات التي تؤهله ليكون من الحيوانات البرية الأكثر افتراساً حول العالم، حيث يصل وزن الأسد إلى 250 كيلوغرام بارتفاع حوالي 120 سم، وطول قد يصل إلى 250 سم، ما يجعل من الأسد يحتل المرتبة الثانية بين القطط الكبيرة بعد النمر، وتكون الإناث أصغر من الذكور عموماً.
الأسد من الحيوانات التي لا يمكن أن تخطئها العين ولا مجال للخلط بينها وبين غيرها من الأنواع، كما تتميز بوضوح الفروق بين الذكور والإناث، إذ يتميز ذكر الأسد بلحية كثيفة وجسد ضخم، فيما تكون الأنثى بلا شعر وبجسد أكثر رشاقة.
الأسد والافتراس
الأسد هو القط الاجتماعي الوحيد في عائلته، حيث تميل القطط الكبيرة للحياة المنفردة، تعيش الأسود الذكور حوالي 14 سنة فقط نتيجة المعارك التي تخوضها والإصابات التي تتعرض لها، فيما تعيش ضمن الأسر أو في الأقفاص لمدة قد تصل إلى عشرين سنة.
تتغذى الأسود على الفرائس من الثدييات الكبيرة، ولا تفترس الإنسان بقصد الطعام، بل أنَّ الأسود تتعرض لأخطار كبيرة بسبب استغلالها تجارياً أو وقوعها في الشراك المعدَّة لاصطياد حيوانات أخرى.
الأسد صياد ماهر يمارس نشاطه ليلاً، حيث تمتلك الأسود أنياباً حادَّة وفكّاً قوياً، كما تصل سرعة الأسد في المسافات القصيرة إلى 81كم/سا (أي حوالي ضعفي أقصى سرعة للإنسان)، ما يجعل الأسد قادراً على اللحاق بفريسته والإمساك بها بسرعة فائقة، كما أنَّ الأسد يلجأ للاختباء والانقضاض على الفرائس بشكل مفاجئ.
ختاماً... قد لا يحبذ البعض إدراج الإنسان في قوائم الحيوانات المفترسة، لكن من المؤسف القول أنَّ الإنسان يستحق هذه الصفة بجدارة، هذا ما جعل العديد من المواقع تدرجه ضمن الحيوانات الأكثر افتراساً في العالم، ومن بينها موقع (thesportsmanchannel.com) الذي ذكر أن الإنسان يتسبب بـ 475 ألف حالة وفاة سنوياً حول العالم، فضلاً عن افتراسه للعديد من الحيوانات واصطياده لأنواع أخرى لأهداف تجارية تتعلق بتجارة الفرو والعاج...إلخ.