الدجاجة أولا أم البيضة؟.. العلم يتوصل أخيرًا لإجابة السؤال
لغز أزلي نبحث عن إجابة منطقية له منذ مئات السنين
يعتبر سؤال الدجاجة أولا أم البيضة؟ من أكثر الأسئلة التي نرددها سواء كواحد من الأسئلة التعجيزية التي لا يمكن الحصول على إجابة وافية عنها، أو كطريقة للسخرية من موقف ما. ولكن هل فكرت فعلا الدجاجة أم البيضة؟ وهل سبق وتساءلت أكثر عن التفسيرات المحتملة وراء كل إجابة؟
هذا اللغز الأزلي الذي نبحث عن إجابة منطقية له منذ مئات السنين، يمكن أن يكون له أخيرا إجابة قاطعة، حيث قدم العلماء معرفتهم حول هذا الموضوع بشكل منطقي بعيدا عن الاجتهادات المختلفة التي نرددها فيما بيننا، أو تدور داخل عقولنا. وفي السطور التالية، سنلقي نظرة على الحقائق.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بدأت الدجاجات المستأنسة كما نعرفها اليوم بالظهور منذ حوالي 10 آلاف سنة. فهل هذا يعني أن البيضة جاءت قبل ذلك بقليل؟
في البداية، للإجابة على السؤال السابق، نحتاج أولا الإجابة على سؤال ما هي البيضة؟
هذا السؤال تحديدا، ربما هو الذي دفع بعض الفلاسفة أمثال القديس أوغسطينوس والقديس توما الأكويني الذين تأملوا في السؤال، انتهى بهم الأمر إلى تأسيس إجابتهم بأن الدجاجة جاءت أولاً. لكننا في عصر العلم، والذي يمكن القول إنه تجاوز بكثير محدودية آراء هؤلاء الفلاسفة المذكورين سابقًا، الذين عاشوا قبل آلاف السنين.
العلم يكشف السر
وفقًا لموقع بي بي سي ساينس فوكس، هناك إجابة قاطعة: "البيض أقدم بكثير من الدجاج".
ولتفسير هذه الإجابة، يبدأ الباحث لويس فيلازون، شرحها بالتفصيل، قائلا: "وضع الديناصورات البيض، والأسماك التي خرجت لأول مرة من البحر وضعت البيض، والوحوش الغريبة المفصلية التي سبحت في البحار الضحلة الدافئة في العصر الكامبري منذ 500 مليون سنة وضعت أيضًا البيض".
ويواصل "فيلازون" قائلاً إنه على الرغم من حقيقة أنها لم تكن بيض دجاج، إلا أنها لا تزال بيضًا. وهذا يعني أن البيضة بشكل عام ظهرت قبل أن نعرف الدجاج المستأنس الذي نعرفه اليوم، لأن السؤال لا يحدد الحيوان الذي تخرج منه البيضة، بل تساءل بشكل عام عن "البيضة" كمفهوم. لذلك "إذن البيضة بالتأكيد أتت أولاً."
ويتابع الباحث شرحه قائلا: "سيختلف الأمر فقط في حال إذا أعدنا صياغة السؤال على أنه (ما الذي جاء أولاً، الدجاجة أم بيضة الدجاجة؟) وهنا سيتغير التعريف إلى حد ما، وسيعتمد كثيرًا على كيفية تعريف بيضة الدجاجة."
يضيف "فيلازون": "هنا علينا أن نسأل عما إذا كانت البيضة تضعها دجاجة، أو إذا كانت بيضة تفقس منها دجاجة؟"، موضحا أن الدجاج بالأساس هو نوع دجاج الغابة الأحمر في جنوب شرق آسيا، ولكنها "تهجنت" لاحقًا مع دجاج الغابة الرمادي منذ حوالي 10 آلاف سنة، عندما تم ترويضها.
توصل فيلازون في النهاية إلى استنتاج: "هذا يعني إنه في مرحلة ما من التاريخ التطوري عندما لم تكن هناك الدجاجات التي نعرفها اليوم، تزاوج طائران كانا تقريبًا وليس تمامًا دجاجات ووضعا بيضة فقست عن أول دجاجة تشبه ما نعرفه اليوم من الدجاج المستأنس".
ويختتم نظريته العلمية قائلا: "هنا الأمر متروك لك تمامًا، فإذا كنت تريد تسمية تلك البيضة بيضة دجاجة، وفي هذه الحالة، تكون البيضة هي الأولى. أو إذا كنت ترى أن أول دجاجة نتجت عن التهجين هي صاحبة أول بيضة يخرج منها الدجاج الذي نعرفه اليوم، فهذا يعني أن الدجاجة أولا". لكنه لا يرى أن الطرح الثاني منطقي، لأن في الأساس الأمر يعتمد على مدى تحديدك لكون البيضة بيضة دجاجة، ومن ثم ستحصل على إجابتك.