الذكاء الاصطناعي يساعد شابة فاقدة للنطق على استعادة صوتها

  • تاريخ النشر: الأحد، 19 مايو 2024
مقالات ذات صلة
بالفيديو: ذكاء كلب يساعد شابين في إنقاذه من بئر سقط به
هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟
شاب يساعد غزالاً على عبور طريق سريع

بينما يثير تقليد الذكاء الاصطناعي للأصوات مخاوف بشأن إمكانية استخدامها في التزييف العميق، تبرز تقنية أخرى من هذا المجال تُقدم بارقة أمل لمن فقدوا القدرة على النطق، من خلال توفير نسخة مقاربة لأصواتهم الحقيقية.

أول حالة تستعيد صوتها بفضل الذكاء الاصطناعي 

وتعد الشابة أليكسيس بوجان "ليكسي"، من أوائل الحالات الملهمة التي استفادت من هذه التكنولوجيا التي يتيحها الذكاء الاصطناعي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وكانت ليكسي البالغة من العمر 21 عامًا قد فقدت القدرة على النطق بعد تشخيصًا مفاجئًا بورم في الدماغ، أجبرها على الخضوع لعملية جراحية ونجحت باستئصاله، لكنها لم تعد تتحدث بشكل طبيعي بعد إزالة أنبوب التنفس.

وعقب شفائها، استعادت ليكسي بعض قدرتها على النطق بفضل العلاج، إلا أنها لم تتحدث كما كانت من من قبل. 

كيف استعادت "ليكسي" صوتها؟

وبفضل الثورة الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي، استعادت ليكسي صوتها من جديد الشهر الماضي، من خلال الاعتماد على تقنية تحول النص إلى كلام بصوتها الأصلي.

  • اقرأ أيضاً

تقنية ذكاء اصطناعي لتهدئة الغاضبين خلال مكالمات خدمة العملاء

واعتمدت الأداة -التي كانت ليكسي أول من يجربها- على عينة صوتية مدتها 15 ثانية استُخرجت من مقطع فيديو طبخ قديم لها.

ورغم ضآلة المادة الصوتية إلا أنها كانت كافية، ما يظهر كيف يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي مفيدًا في تغيير حياة البشر.

مساعدة الملايين من المرضى

من جانبه، وصف الدكتور روهيد علي، المتخصص في علم الأعصاب بكلية الطب في جامعة براون، وأحد المشاركين في تطوير التقنية، ليكسي، بأنها "رائدة" في هذا المجال.

وأشار إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تساعد الملايين من الأشخاص الذين يعانون من إصابات في الدماغ أو سرطان الحلق أو أمراض أخرى تمنع الشخص من الكلام.

أما الدكتورة فاطمة ميرزا، المشاركة في أيضًا في المشروع، فتؤكد على المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي من قبل أشخاص سيئين، "لكن لا يمكننا أن نتغاضى عن الفائدة التي تعود على المرضى والمجتمع".

كيف طورت هذه التقنية؟  

وكانت بداية التعاون بين الفريق الطبي وشركة OpenAI التي طوّرت تقنية توليد الصوت، من خلال مشروع سابق، وعندما علم الأطباء برغبة الشركة في اختبار تقنيتها على مرضى، بادرتهم حالة ليكسي إلى الذهن.

وتقول ليكسي: "شعرت وكأن جزءًا من هويتي قد سُلب مني عندما فقدت صوتي"، مضيفة أنها كانت تنسى تدريجيًا صوتها الحقيقي قبل استخدام التطبيق.

ويحتوي التطبيق على بعض الأخطاء لكونه في طوره الأول، لكن المقربين من ليكسي لا يبالون بذلك، فهم سعداء بسماع صوتها مجددا.

وتقول والدتها باميلا باكية: "أتأثر كثيرًا في كل مرة أسمع صوتها".

أما ليكسي فتؤكد أن التطبيق ساعدها على "استعادة الثقة إلى حد ما إلى ما كانت عليه قبل كل هذا"، مشيرة إلى أنها تستخدمه حوالي 40 مرة في اليوم.

تقنية تحويل النص لصوت من OpenAI

ويعمل الفريق الطبي حاليًا مع مرضى آخرين لجمع عينات صوتية، ويطمحون إلى نشر التطبيق في مستشفيات أخرى حول العالم.

يُذكر أن تطبيق "محرك الصوت" غير متاح للعموم حاليًا، على عكس خدمات أخرى لتقليد الأصوات تعرضها شركات ذكاء اصطناعي أخرى على شركات ترفيه ومؤسسات مختلفة.

  • اقرأ أيضاً

تقنية جديدة يمكنها قراءة أفكار البشر بدقة مذهلة

ويشدد جيف هاريس، قائد مشروع محرك الصوت في شركة OpenAI، على أن الشركة "تفرض قيودًا صارمة على الجهات التي تمنحها هذه التقنية"، وذلك لضمان موافقة أصحاب الأصوات على استخدامها.

مستقبل واعد للتقنية

وتؤمن ليكسي بأن هذه التكنولوجيا ستتطور بمرور الوقت، ولن تضطر حين تكبر للاكتفاء بصوتها وهي في سن المراهقة، كما أنها متحمسة لدورها في المساهمة بتغيير يساعد من يعتمدون حاليًا على أصوات اصطناعية آلية.

وتختم ليكسي بالقول: "على الرغم من أنني لم استعد صوتي بالكامل، إلا أن لدي الآن ما يساعدني على استعادة صوتي مرة أخرى".

يذكر أن المغني الأمريكي راندي ترافس، أحد أبرز المستفدين من هذه التكنولوجيا الجديدة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، حيث أصدر أغنية جديدة مؤخرًا لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، بعدما فقد صوته نتيجة جلطة دماغية.