الذكاء الاصطناعي يستعين بأصوات مشاهير راحلين في مشروع جديد
أفراد عائلات بعض الممثلين الراحلين وافقوا على استخدام أصوات ذويهم في تجربة مثيرة للجدل
وافق أفراد عائلات الممثلين الراحلين جودي جارلاند، والسير لورنس أوليفيه، وجيمس دين، وبيرت رينولدز على استخدام أصوات ذويهم من المشاهير الراحلين في سرد الكتب الصوتية.
وكانت شركة "إيليفن لابز" البريطانية قد طورت تقنية أداة ذكاء اصطناعي قادرة على إعادة إنتاج أصوات هؤلاء الممثلين بدقة مذهلة. وصرحت الممثلة ليزا مينيللي، ابنة الممثلة جودي جارلاند، أن هذه الاتفاقية تعني أنه يمكن للأجيال الجديدة الاستماع إلى صوت والدتها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتابعت مينيللي: "إنه لأمر مثير أن نرى صوت والدتنا متاحًا للملايين الذين يحبونها. تعتقد عائلتنا أن هذا سيجذب معجبين جددًا إلى والدتي، وسيثير حماس أولئك الذين يعتزون بالفعل بالإرث الفريد الذي قدمته للعالم".
بفضل تطبيق القراءة الخاص بشركة "إيليفن لابز"، ستتمكن الممثلة الراحلة جودي جارلاند، من سرد قصة "ساحر أوز" لجيل جديد تمامًا من الأطفال الذين لم يعاصروها في حياتها.
يقول داستن بلانك، رئيس الشراكات في "إيليفن لابز": "جودي جارلاند وجيمس دين وبيرت رينولدز والسير لورنس أوليفيه من بين أكثر الممثلين شهرة في التاريخ. نحن نحترم إرثهم بشدة، ويشرفنا أن نضم أصواتهم إلى منصتنا. إن إضافة هؤلاء النجوم إلى قائمة رواة القصص المتنامية لدينا يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مهمتنا المتمثلة في جعل المحتوى متاحًا بأي لغة وصوت."
ليست المرة الأولى
هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي "لإحياء" شخصيات مشهورة بعد وفاتها. في العام الماضي، كشفت صور من صنع الذكاء الاصطناعي، عن المظهر المحتمل لإلفيس بريسلي والأميرة ديانا وفريدي ميركوري، إذا كانوا على قيد الحياة في عام 2023.
وفي بداية العام الحالي أيضًا، منحت أمازون أجهزة أليكسا الخاصة بها القدرة على المحادثة بأصوات المشاهير والشخصيات التاريخية الراحلين والحاليين باستخدام الذكاء الاصطناعي.
كذلك، أثار الذكاء الاصطناعي جدلا، أسفر عن إضراب دام 118 يومًا لممثلي هوليوود، وسط مخاوف من أن تحل هذه التقنية محلهم في الاستوديوهات. وما زال العديد من البشر يكشفون عن مخاوفهم حتى يومنا هذا من تطور الذكاء الاصطناعي، إذ يرى البعض أنه يجب أن نترك الموتى يرتاحون، ولا نعبث بتاريخهم.
ردود الفعل حول المشروع
أثار مشروع شركة "إيليفن لابز" جدلا واسعا، وانتقادات من جانب كثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فور الإعلان عن الفكرة. وقال أحد المتابعين في منشور على موقع لينكد إن، إنه "يجب على الشركات ترك الراحلين يرتاحون بسلام، وتحقيق الأرباح من الأعمال التي اختاروها بأنفسهم وتركوها وراءهم".
وأضاف الحساب: "يظهر دائما نجوم جدد بمعجبين جدد. لذلك لدينا أجيال، فما المبرر أن نستخدم أصوات الراحلين دون إذنهم!".
وفي تعليق آخر، أشار حساب آخر إلى إن هذا يعد استغلالا لمسيرة فنانين راحلين. وتابع: "أنا أحب هذه التكنولوجيا وأجدها رائعة، لكن الادعاء بأن إعادة إحياء أصوات أو وجوه الراحلين أمر جيد، أعتقد إنه استغلال مبالغ فيه غرضه الوحيد هو تحقيق الربح فقط".
واختتم تعليقه قائلا: "لقد تم استغلال الممثلة الراحلة جودي جارلاند في حياتها كما كشفت في مذكراتها. والآن تستغل بعد موتها أيضًا".
من هي جودي غارلاند؟
ولدت جودي غارلاند في 10 يونيو 1922. ونشأت في عائلة مسرحية، حيث كان والداها ممثلين مسرحيين صغار، مما أتاح لها فرصة الظهور على المسرح منذ سن مبكرة.
تميزت جودي بموهبتها الاستثنائية في الغناء والتمثيل، فبدأت الغناء مع شقيقتيها الصغيرتين. وفي عام 1935، لفتت عائلة غوم أنظار منتج المواهب لويس بي. ماير، الذي وقع مع جودي عقدًا مع شركة مترو غولدوين ماير.
كان أول ظهور سينمائي لجودي في فيلم "Broadway Melody of 1935" أو "لحن برودواي لعام 1935". حقق الفيلم نجاحًا هائلاً، مما دفع بالشركة إلى إبراز جودي في المزيد من الأفلام الموسيقية.
وفي عام 1939، لعبت جودي دور البطولة في فيلم "The Wizard of Oz" والمعروف في الوطن العربي باسم "الساحر أوز"، والذي حقق نجاحًا مدويًا، وبات علامة فارقة في تاريخ السينما.
أدى دورها في هذا الفيلم إلى شهرة عالمية، وفازت بجائزة الأوسكار الفخرية تقديرًا لأدائها المتميز.