الرصد الفلكي.. اكتشف جمال السماء الذي تخبئه الأضواء
هل تبدو لك تلك الصورة بأعلى خيالية، وتتساءل عن ماهية تلك السحابة البرَّاقة المزدانة بأجمل الألوان؟ دعني أخبرك إذن أنها صورة حقيقيّة لسماء الليل، تبدو فيها ذراع المجرة، والتي يمكنك رؤيتها بكل سهولة لو أنك في مكان مظلم تمامًا، تمارس الهواية الرائعة "الرصد الفلكي".
ما الرصد الفلكي؟
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
الرصد الفلكي هو مراقبة السماء ليلًا، وتعقب أجرامها، ومراقبة نجومها وكواكبها، بل وحتى النيازك العابرة، والشهب المتساقطة، والأقمار الاصطناعية التي تتقاطع في مسارات منتظمة. ويمارس الرصد الفلكي ملايين الأشخاص حول العالم، منهم من يخرج إلى الأماكن المظلمة المنعزلة، ويحدِّق إلى السماء بعينيه المجردتين، ومنهم من يحمل معه تليسكوبًا صغيرًا يُمكِّنه من مشاهدة جبال القمر وأوديته وسطحه الثري بالتضاريس، ومنهم من يحمل تليسكوبًا متقدِّمًا، يُمكِّنه من تعقب الكواكب كاملة، بل وحتى رصد مجرة أندروميدا المجاورة لنا، والتي تبعد عنّا بنحو 2 مليون و500 ألف سنة ضوئية.
شاهد أيضًا: ناسا تكشف عن أسرار مدهشة لكوكب بلوتو في صور جديدة من "نيوز هورايزون"
أمَّا المحظوظون فهم من يتسنى لهم العمل كباحثين في المراصد الفلكية حول العالم، وهؤلاء يمكنهم النظر عميقًا إلى أغوار الكون.
ماذا نرى في الرصد الفلكيّ؟
بعينيك المجرَّدتين، يمكنك رصد ذراع المجرة كما في الصورة أعلاه، وكذلك رصد جميع المجموعات النجمية، مثل كوكبة الجبار والدب الأكبر والدب الأصغر، والدلو والحوت والحمل والثور، والجوزاء والسرطان والأسد والعذراء، والميزان والقوس والعقرب والجدي، وكوكبة الكلب الأكبر، وغيرها. كما تستطيع رؤية محطة الفضاء الدولية، وكثير من الأقمار الاصطناعية في دورتها حول الأرض، وهي تبدو كالنجوم تمامًا لولا أنها تسير بسرعة ملحوظة.
كما يمكنك رصد الكواكب إذا كنت تعلم مواقعها مسبقًا، وتستطيع بعينيك المجردتين رؤية عطارد والزهرة والمريخ، والمشتري وزحل، وبشيء من التركيز سيمكنك تمييز أقمار المشتري، وحلقات زحل الحلوة المتراقصة حوله ببهجة.
أما إذا قررت الاستعانة بالتليسكوبات، فهذا يعتمد على الإمكانيات التي ستفضل اقتنائها، ويُفضَّل أن تناقش مختصًّا فيها، أو تستفسر من البائع عن كل التفاصيل، ولكنك بالتأكيد سترى كثيرًا من الكواكب والسُدُم، والمجرَّات.
أفضل بقاع الرصد الفلكي
من أجل رصد مريح وواضح، الأفضل أن تخرج إلى الأماكن المفتوحة المظلمة، والصحراوات هي الاختيار الأفضل، ثم القرى النائية. إذا كنت من سكان القاهرة، فمحمية وادي دجلة توفِّر لك مكانًا مثاليًّا للاستمتاع بنزهة وسط الطبيعة الخلابة، وبتكلفة لا تذكر، كما تستطيع قضاء الليل في المحمية، وتجلس حول النار تراقب النجوم بوضوح.
كذلك يمكنك الرصد في الصحراء البيضاء "صحراء الكريستال"، بالقرب من الواحات البحرية، وكذلك من القرى النائية في أسوان، حيث الهدوء والظلام والسكينة.
أمَّا سيناء فهي دُرَّة الأماكن التي يمكنك الرصد منها، بهوائها النقيّ، وصفاء أجوائها، والظلام المخيم عليها مساءً، لاسيما في نويبع وطابا ودهب، حيث تتجلى لك السماء كأعظم مما راودك يومًا في أروع أحلامك وأجملها.
وإذا لم تكن موجودًا في مصر فاذهب إلى اقرب منطقة منعزلة إليك، وخيِّم في مكان آمن واستمتع بليلتك بين النجوم.
طريقك إلى النجوم
من حسن الحظ أن مصر تشهد موجة من الاهتمام بعلم الفلك بين أوساط الشباب حاليًّا، ما يستدعي تنظيم كثير من الرحلات للرصد الفلكي، والتي تستهدف غالبًا سيناء، وخصوصًا خليج فيورد وجبليّ موسى وسانت كاترين، ومحمية وادي دجلة في القاهرة، ومرصد القطَّامية الفلكي على طريق السويس الصحراوي، ووادي الحيتان ووادي الريان وجبل المدورة في الفيوم، وكذلك واحة سيوة، والصحراء البيضاء، ويمكنك الاشتراك في صفحة Astrotrips المتخصصة في رحلات الرصد الفلكي، للاطلاع على برامجها القادمة.
العالم مفتوح أمامك، وسماء الليل البهيّة في انتظارك.. انطلق.