الصيام الطبي.. ما هو وكيف يمكن تطبيقه؟
تتعدد أسباب الصيام الدينية والروحانية، وكذلك الأسباب المتعلقة بالرغبة في إجراء الفحوصات والاختبارات، إلا أن هناك كذلك ما يعرف باسم الصيام الطبي، والذي يفضل أن يخضع له الشخص تحت إشراف المتخصصين، بعد الأخذ في الاعتبار الحالة الصحية للفرد، حتى تتحقق الفوائد المرجوة بأمان تام.
الصيام الطبي
يعرف الصيام الطبي بأسماء متعددة، من بينها الصيام المعتمد على الماء، وهو الاسم الذي يفسر النظام الغذائي الخاص بهذا الصيام، والذي يخلو من أي أطعمة أو حتى مشروبات باستثناء المياه، ليكشف عن أهمية العودة للأطباء قبل اللجوء إليه.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ليس هناك وقت محدد من أجل بداية الصيام الطبي ونهايته، إلا أن الأطباء دائما ما ينصحون بألا تطول فترة هذا الصيام المعتمد على الماء عن 3 أيام، لذا فإن مدة الصيام في تلك الحالة غالبا ما تكون بين يوم إلى 3 أيام بحد أقصى، فما هي فوائد الصيام الطبي المذكور؟
فوائد الصيام الطبي
يمكن للكثيرين أن يستفيدوا من هذا الصيام قصير الأجل، ولكن بعد استشارة الأطباء، حيث يساهم الصيام الطبي في تحسين الحالة الصحية للبعض من مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم، تماما مثلما يساعد المصابين بارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم.
كذلك يبدو الصيام الطبي ملائما لبعض وليس كل من يعاني من داء السكري، علما بأن هذا الشكل من أشكال الصيام يعتبر هو الأفضل للكثير ممن يعانون من السمنة ويرغبون في التخلص من الوزن الزائد لديهم، حينها يفتقد الجسم لعنصر الكربوهيدرات الذي يمده بالطاقة، لذا يلجأ إلى الدهون كحل بديل لاكتساب النشاط، ما يؤدي في تلك الحالة إلى خسارة الوزن بشكل مؤكد.
يؤكد الخبراء بشكل عام أن الصيام له دور أساسي في تقوية المناعة والحماية من الأمراض، ما يحدث عبر تخليص الجسم بصفة مستمرة من السموم التي تراكمت لفترات طويلة، إلا أن كل ذلك قد لا يمنع وجود بعض المخاطر المرتبطة بهذا الصيام المعتمد على الماء.
مخاطر الصيام الطبي
يرى الأطباء أن البدء في الصيام الطبي لن يكون مجديا، بل يصبح مضرا بالصحة، إن خضع له شخص صغير في السن ولا يتجاوز الـ18 من عمره، تماما مثلما يعتبر الصيام المعتمد على الماء خطيرا على صحة كبار السن في الكثير من الأحوال، وعلى من يعانون من الأساس من وزن أقل من المعدل الطبيعي.
كذلك يعد الخضوع لهذا الصيام مرفوضا بالنسبة للنساء في فترات الحمل وبعد الولادة خلال مرحلة الرضاعة، كما الحال بالنسبة لمن يعاني من اضطراب غذائي أو من الصداع النصفي غير القابل للسيطرة، أو من أزمات قلبية أو من داء السكري من النوع الأول على وجه التحديد، مع الوضع في الاعتبار أن الخضوع لعملية نقل الدم يتطلب بالطبع عدم الخضوع للصيام الطبي لفترة من الوقت.
ينبه خبراء الصحة دائما إلى أن مخاطر الصيام الطبي دائما ما تحيط بمن يخضع له لفترات طويلة أملا في زيادة تأثيره، حيث يبدو من المؤكد أن فوائد هذا الصيام سوف تنقلب إلى أضرار إن تجاوز الشخص مدة 3 أيام دون تناول الطعام، وخاصة إن حدث ذلك من دون الخضوع لأي إشراف طبي، أو إن كان يعاني من أزمة صحية تتطلب عدم الصيام.
الصيام الطبي وخسارة الوزن
أما عن الخضوع للصيام الطبي بغرض التخلص من الوزن الزائد، فإن أغلب نصائح خبراء ومؤسسات التغذية، وفي مقدمتها أكاديمية التغذية وعلم النظم الغذائية في الولايات المتحدة الأمريكية، تدور حول إمكانية خسارة الوزن الزائد بشكل آمن، عبر البدء بخطوات بسيطة تميل إلى الاعتدال، وتتمثل في المزج بين ممارسة الرياضة وبين تناول الطعام الصحي، في ظل التقليل من تناول الأكلات المتخمة بالسكريات أو الأطعمة الخفيفة بين الوجبات.
تكشف نصائح الخبراء كذلك عن إمكانية استبدال الصيام الطبي أحيانا بالصيام المتقطع الذي يعتمد الشخص خلاله على تناول الطعام بالصورة التقليدية الصحية لمدة 5 أيام على سبيل المثال، قبل أن يحصل على ربع الكميات العادية خلال اليومين المتبقيين من الأسبوع.
في كل الأحوال، يرى خبراء الصحة أن الخضوع للصيام الطبي يتطلب استشارة الأطباء، مع الحرص على استهلال هذا النظام تدريجيا ولمدة يوم واحد في البداية، من أجل إدراك الأعراض الجانبية له، والتي تشمل دون شك افتقاد الطاقة، لذا تحتاج من الشخص أن يتجنب ممارسة الرياضة والمجهود البدني حتى لا يصاب بالأذى.