الصين.. السجن لمن يغادر منزله بعد تفشي كورونا بقسوة في ماكاو
لجأت السلطات الصينية إلى تشديد العقوبات، وصولا إلى السجن، على من يغادر منزله في منطقة ماكاو، جنوبي البلاد، بعد تزايد عنيف للإصابات بفيروس "كوفيد-19" بين السكان، حيث قررت السلطات إبقاء الجميع في منازلهم لمحاولة احتواء تفشي الوباء.
وأمرت السلطات في 11 يوليو السكان بالبقاء في منازلهم لمدة أسبوع، ويُسمح لهم بمغادرتها فقط لشراء الحاجيات الضرورية وإجراء فحوص، بعد تسجيل أكثر من 1500 إصابة بفيروس كورونا خلال 3 أسابيع، على الرغم من حملات فحص إلزامية واسعة النطاق.
وأكدت السلطات أن من يخالف هذه التعليمات يتعرض للسجن لمدة تصل إلى عامين.
وتقرر تمديد الإجراء، الذي يسمى "الإدارة الثابتة"، حتى الجمعة المقبل ضمناً، بعدما كان مقرراً أن ينتهي الاثنين، بسبب استمرار ارتفاع عدد الإصابات إلى أكثر من 1700 إصابة. ويواجه المخالفون السجن لمدة تصل إلى عامين.
وانضمت سلطات المستعمرة البرتغالية السابقة إلى سياسة "صفر كوفيد" القاسية التي تطبقها الصين القارية، وتتمثل في عزل السكان واجراء اختبارات لهم على نطاق واسع بمجرد ظهور إصابات قليلة، على أمل القضاء على الوباء.
ويمكن لبعض الخدمات العامة والمؤسسات التجارية على غرار محال السوبرماركت والصيدليات أن تستمر بالعمل، لكن يتعيّن على الكازينوهات التي توفر عادة نحو 80% من العائدات الحكومية في ماكاو ونصف الناتج المحلي الإجمالي وتوظف واحداً من كل 5 مقيمين، أن تبقى مغلقة.
وأعلنت السلطات أن أصحاب العمل غير ملزمين بدفع أجور موظفيهم طوال فترة الإغلاق.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية دعت، على لسان مديرها تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قبل أيام، ميع دول العالم للعودة إلى ارتداء الكمامة بسبب تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وقال جيبريسوس إنه يجب على جميع دول العالم "تنفيذ تدابير مجربة مثل ارتداء الكمامات والتهوية المحسنة وبروتوكولات الاختبار والعلاج".
وأعرب جيبريسوس عن قلقه من "استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، ما يفرض ضغوطا إضافية على الأنظمة الصحية المثقلة بالأعباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية".
وفي وقت سابق، لم تستبعد منظمة الصحة العالمية زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال فصل الصيف.
وقبل أيام، أبدى علماء ومختصون قلقهم من المتغير الجديد لمتحور "أوميكرون" لفيروس "كوفيد-19"، والذي عاود الانتشار في عدد من مناطق العالم خلال الأسبوعين الماضيين، بسبب قدرته الكبيرة على التهرب من جهاز المناعة ومقاومة اللقاحات.
ووصف طبيب القلب وأستاذ الطب الجزيئي في "أبحاث سكريبس" (Scripps Research)، إريك توبول، BA.5 بأنه "أسوأ نسخة رأيناها من الفيروس".
وقال توبول إن المتغيّر "يأخذ الهروب المناعي، واسع النطاق بالفعل، إلى المستوى التالي، وقابليته للانتقال أيضًا كنتيجة لذلك"، وبشكلٍ أبعد من النسخ السابقة لمتغيّر "أوميكرون".
وبمعنى آخر، يمكن لـ BA.5 التهرّب بسهولة من المناعة، والعدوى السابقة، واللقاحات السابقة أيضًا، ما يزيد من خطر الإصابة مرة أخرى.
وكان كبير المستشارين الطبيين الأمريكيين ورئيس مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنتوني فاوتشي، قال، خلال إحاطة في البيت الأبيض، الأربعاء الماضي، إن المتحور الفرعي الجديد قادر على الانتشار بسرعة، وأنه قد تسبب بنحو 60% من الإصابات التي تشهدها الولايات المتحدة.