الصين تعترف بالمنافسة مع الولايات المتحدة للسيطرة على القمر
للمرة الأولى على الإطلاق تعلن إدارة الفضاء الوطنية الصينية أنها تخوض منافسة قوية مع الولايات المتحدة
في تحول مفاجئ، أعلنت إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) للمرة الأولى على الإطلاق، أنها ستبدأ خلال الفترة القادمة منافسة شرسة مع الولايات المتحدة، في سباق الحياة على القمر.
يأتي هذا التصريح المفاجئ بعد أن نفت الصين أكثر من مرة رغبتها في المنافسة مع الولايات المتحدة. لكن مؤخرًا صرحت إدارة الفضاء الوطنية الصينية، إنه "من المتوقع خلال الـ 20 إلى 30 عامًا القادمة، أن يتنافس مشروعنا القمري الدولي مع برنامج أرتميس الأمريكي".
وأشارت أيضًا إلى إن "التنافس سيكون من حيث التكنولوجيا وكفاءة التشغيل على سطح القمر، وفي نفس الموقع الجغرافي هناك، حيث القطب الجنوبي للقمر بالتحديد".
وأضافت إدارة الفضاء الوطنية الصينية: "إن استغلال موارد القمر سيكون هو محور المنافسة".
يمثل هذا القرار تحولًا في سياسة الفضاء الصينية من السرية إلى مزيد من الانفتاح. على عكس الولايات المتحدة، التي لطالما نظرت إلى الصين على أنها منافسة، حيث اعترف رئيس ناسا بيل نيلسون، لموقع Politico العام الماضي، قائلا: "إنها حقيقة.. نحن في سباق فضائي".
وتابع نيلسون: "علينا أن نكون أكثر حذرًا حتى لا يصلوا قبلنا إلى مكان على القمر تحت غطاء البحث العلمي".
الصين تسبق الولايات المتحدة
حققت الصين بالفعل إنجازًا تاريخيًا في مجال الفضاء عندما أطلقت بنجاح مركبة الفضاء "تشانج -6" في مهمتها للحصول على عينات جديدة من القمر، وذلك يوم 3 مايو.
تم تصوير اللحظة الحاسمة والتاريخية التي هبطت فيها مركبة الفضاء الصينية على الأرض، وهي تحمل أول عينة على الإطلاق من للقمر. وقتها، ظهر مسبار "تشانج-6" الصيني، وهو عائد بسلام، حاملا معه صخورًا وتربة لم تمس من قبل، في مهمة لم تنجزها أي دولة أخرى بنجاح.
ويظهر في مقطع فيديو استثنائي، كيس صغير بسيط مرفق بمظلة يهبط على الأرض، حيث يحمل أول عينة من القطب الجنوبي للقمر. وهبط المسبار في شمال الصين في منطقة منغوليا الداخلية.
يذكر أن هذه المهمة التي قام بها المسبار، تمثلت في هبوط روبوت "تشانج-6" على القطب الجنوبي شديد البرودة للقمر، والتي تصل فيه درجات الحرارة إلى -183. ذلك قبل أن ينجح في الحصول على عينات من الصخور والتربة، في حدث عالمي لأول مرة.
ذكريات الستينيات
في الستينيات من القرن الماضي، شهد القمر منافسة أطلق عليه "سباق الفضاء"، شاركت فيها الولايات المتحدة وروسيا، حيث سعت الدولتان للتنافس على ما يمكن تحقيقه في الفضاء.
كانت الدولتان، الولايات المتحدة وروسيا أو آنذاك الاتحاد السوفيتي، يعيشان وقتها أجواء من الحرب الباردة بينهما. وقتها، شعرت الولايات المتحدة أنها تستطيع تأكيد سيطرتها إذا كانت أول من يرسل إنسانًا إلى القمر. وشهد الأمر تنافس الأمريكيين والسوفييت لإثبات خبرتهم التكنولوجية.