الطفل الأوسط.. تعرف على صفاته وعيوبه ونصائح مهمة للتعامل معه
يمنحه هذا الترتيب في التسلسل الأسري تجربة فريدة، حيث يتأثر بتفاعله مع كل من شقيقيه الأكبر والأصغر
يشاع دائمًا عن الطفل الأوسط، الذي يولد بين طفل أكبر وطفل أصغر، إنه يعاني من بعض الأزمات فيه حياته. شقيقه الأكبر منه سنًا، له الأولوية دائما، ويحصل على كل شيء أولاً، ويقارنوه دائما بالطفل الأوسط الذي يتعين عليه بطريقة ما أن يرقى إلى مستواه. بينما شقيقه الأصغر سنًا، يحظى بكل الاهتمام والدلع لكونه الصغير.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
هل بالفعل الطفل الأوسط يكافح من أجل العثور على نفسه؟ وهل يواجه معاناة حقيقية في حياته الأسرية؟ وهل هناك مميزات لهذا الترتيب بين الأشقاء بغض النظر عن أي عيوب أخرى؟ يحاول يوم الطفل الأوسط، والتي تم تخصيصه للاحتفال به كل عام في 12 أغسطس، أن يجيب على كل هذه الأسئلة. يعزز الفهم والوعي حول الطفل الأوسط، مميزاته ومعاناته.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم كل هذه النقاط، بالإضافة إلى متلازمة الطفل الأوسط التي قام الباحثون بتشخصيها.
صفات الطفل الأوسط
يمنح هذا الموضع في التسلسل الأسري الطفل تجربة فريدة، حيث يتأثر بتفاعله مع كل من شقيقيه الأكبر والأصغر، وبالتالي يتشكل شخصيته بشكل مختلف. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أهم صفات الطفل الأوسط.
المرونة والتكيف
غالبًا ما يظهر الطفل الأوسط قدرة كبيرة على التكيف مع مختلف المواقف والظروف، وذلك لأنه يتعلم منذ الصغر كيفية مشاركة اهتماماته مع شقيقه الأكبر والتنازل عن بعضها لصالح شقيقه الأصغر.
الاستقلالية
نظرًا لعدم حصوله على نفس القدر من الاهتمام الذي يحظى به الطفل الأكبر (كونه الأول) أو الطفل الأصغر (كونه الأصغر والأكثر ضعفًا)، يسعى الطفل الأوسط غالبًا إلى بناء عالمه الخاص وتطوير مهاراته بشكل مستقل.
الدبلوماسية
يمتلك الطفل الأوسط مهارات تواصل جيدة وقدرة على التفاوض وحل الخلافات، وذلك لأنه يتعلم كيفية التعامل مع شخصيات مختلفة منذ صغره.
الإبداع
قد يظهر الطفل الأوسط ميولًا إبداعية، حيث يسعى للتميز عن أشقائه من خلال تطوير مواهب خاصة به.
الشعور بالمسؤولية
غالبًا ما يشعر الطفل الأوسط بالمسؤولية تجاه عائلته، ويسعى للمساعدة في حل المشكلات وتلبية احتياجات الآخرين.
مشاكل يعاني منها الطفل الأوسط
يوفر اليوم الوطني للطفل الأوسط فرصة رائعة للتغلب على الشائعات والأساطير والحكايات المنتشرة عن الطفل الأوسط، والتي تزيد من معاناته وأزماته. إذ يؤكد هذا اليوم على إنه يستحق الاحتفال؛ لأنه من الأطفال المميزين، ويستحق أن يحظى ببعض الاهتمام والحب. ولكن ما هي الأزمات الشائعة التي يعاني منها الطفل الأوسط؟
الشعور بالإهمال
على الرغم من أن هذا الشعور قد يظهر لدى بعض الأطفال الأوسط، إلا أنه ليس حقيقة عامة. فالكثير من الأطفال الأوسط يشعرون بأنهم محبوبون ومقدرون.
الطفل المنسي
هذه الأسطورة تشير إلى أن الطفل الأوسط غالبًا ما يشعر بأنه غير مرئي وغير مهم. ولكن الحقيقة هي أن كل طفل فريد من نوعه، ولا يمكن حصر شخصيته في قالب واحد.
الشعور بالتنافس
صحيح أن الطفل الأوسط قد يشعر بالتنافس مع أشقائه، ولكن هذا الشعور ليس حتميًا، ويمكن التغلب عليه من خلال توفير بيئة عائلية داعمة.
متلازمة الطفل الأوسط
تحولت فكرة الطفل الأوسط مع تقدم العلم والأبحاث إلى متلازمة، إذ يرى الباحثون أن هناك العديد من الأشخاص الذين يمكن توصيفهم بهذه الحالة، لأن ترتيب الولادة في السنوات الأخيرة يعتقد أن لها تأثير على سمات الشخصية المختلفة. خاصة الطفل الأوسط.
وتتمثل المتلازمة في أن الطفل الأوسط لا يشعر بأنه القائد، وبالتالي لا يمكنه أن يتصرف على طريقته. كما أنه لم يعد الطفل الصغير في العائلة، وبالتالي لا يتمتع بالرفاهية والحماية الكافية. وبالتالي، لا يحظى بأي أعذار على سلوكياته السيئة. ويبدو الأمر وكأن لا شيء يسير كما يريد أبدا، أو على طريقته.
من هنا، يمكن أن يعاني الكثير من الأطفال الذين يحظون بهذا الترتيب بين الأشقاء، من بعض المشاكل النفسية، التي تستوجب حلها قبل أن تتفاقم. كما يجب توعية الأهالي والأسر بمثل هذه الحالات لمساعدة أبنائهم على تجاوزها. لذلك، تم توصيف الحالة علميًا باسم متلازمة الطفل الأوسط، وهذا لا يعني أن أي طفل أوسط سيعاني منها.
نصائح للتعامل مع الطفل الأوسط
ربما لا يحظى الطفل الأوسط باهتمام كاف داخل المنزل، أو ربما يتم معاملته بطريقة مختلفة تشعره بالتمييز بينه وبين أشقائه. لذلك، عليك أن تتبع أسلوبًا آخر في التعامل معه، وتصحيح المسار قبل أن يتحول الأمر إلى أزمة نفسية. وفي السطور التالية، نستعرض معكم مجموعة نصائح للتعامل مع الطفل الأوسط.
المساواة والعدالة
حاول أن تكون عادلًا في معاملتك لجميع أطفالك، مع مراعاة احتياجات كل منهم.
الاهتمام الفردي
امنح طفلك الأوسط اهتمامًا فرديًا، واسأله عن اهتماماته وأحلامه.
لا تقارنه بإخوته
كل طفل لديه إمكانيات وقدرات مختلفة. المقارنات تؤدي إلى الشعور بالإحباط وعدم الكفاءة.
تعزيز الثقة بالنفس
ساعد طفلك على بناء ثقته بنفسه من خلال الثناء على إنجازاته وتشجيعه على تجربة أشياء جديدة. كذلك، قم ببناء علاقات قوية مع طفلك، ووفر له بيئة عائلية آمنة ومحبة.
شجع استقلاليته
امنحه الفرص لاتخاذ قرارات بسيطة بنفسه، وادعمه في تجربته لأشياء جديدة.
امدحه على جهوده
ركز على الجهود التي يبذلها وليس النتائج فقط. هذا سيشجعه على الاستمرار في المحاولة. كما يمكنك تشجيعه على ممارسة هواياته وتطوير مهاراته.
احتفظ بذكريات جميلة
خطط لأنشطة عائلية مشتركة تشجع التعاون والتواصل بين جميع أفراد الأسرة. والتقط الصور والفيديوهات واحتفظ بها لتذكير أطفالك بمدى حبك لهم.
كن صبورًا
تربية الأطفال عملية تتطلب صبرًا وتفهمًا. لذلك، ساعده على حل المشكلات وعلمه مهارات حل المشكلات واتخاذ القرارات دون كلل أو ملل.
في النهاية، يجب التأكيد على أن كل طفل فريد من نوعه، وأن صفات الطفل الأوسط ليست ثابتة أو مطلقة، بل يمكن أن تتغير من شخص إلى آخر، ومن بيئة إلى غيرها. هناك العديد من العوامل التي تؤثر على شخصية الطفل، بما في ذلك التربية، البيئة الاجتماعية، والتجارب الشخصية.