العثور على ثاني أكبر ماسة في العالم.. وزنها وسعرها خرافي
تأتي في المركز الثاني بعد أكبر ماسة، والتي تم استخراجها في جنوب أفريقيا عام 1905، أي قبل 120 عامًا
في بوتسوانا، تمكن عمال المناجم هذا الأسبوع من اكتشاف ثاني أكبر ماسة في العالم، والتي يبلغ وزنها حوالي 2500 قيراط، وتقدر قيمتها بملايين الدولارات، حيث تم استخراج هذه الجوهرة النادرة، التي يبلغ وزنها 2492 قيراطًا، من أحد المناجم هناك.
ومن المتوقع أن تحطم هذه الماسة الرقم القياسي كثاني أكبر جوهرة، حيث تأتي في المركز الثاني بعد أكبر ماسة، والتي تم استخراجها في جنوب أفريقيا عام 1905، أي منذ حوالي 120 عامًا. كانت تزن 3106 قيراطًا، وقد تم تسميتها بـ "ماسة كولينان"، وتم تقسيمها إلى تسع قطع، وضع بعضها ضمن مجموعة المجوهرات الملكية البريطانية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
مواصفات ثاني أكبر ماسة في العالم
تم اكتشاف الماسة الثانية الأكبر في منجم كارو، الذي تملكه الشركة الكندية "لوكارا دايموند". وعلى الرغم من أنها ليست أكبر الماسات على الإطلاق، إلا أن المسؤولين الحكوميين يقولون إنها أكبر ماسة تم العثور عليها في تاريخ دولة بوتسوانا.
أكدت بالفعل شركة "لوكارا" هذه التقديرات، ووصفتها في بيان بأنها "واحدة من أكبر الماسات الخام التي تم اكتشافها على الإطلاق". وأضاف ويليام لامب، الرئيس والمدير التنفيذي للشركة، إنهم "في غاية السعادة بعد تحقيق هذا الاكتشاف".
سعرها المتوقع
حتى الآن، لم تكشف شركة "لوكارا" عن السعر التقديري للجوهرة النادرة، حيث يتوقف الأمر على العديد من العوامل التي يقدرها الخبراء، أبرزها نقائها وشفافيتها وما إلى ذلك. لكن من المتوقع بشكل كبير أن يصل سعر قيراط واحد منها إلى خمسة عشر ألف دولار، وفقا لمعايير السوق الحالي. وبما أن وزن الماسة يزيد عن 2000 قيراط، فمن المتوقع أن تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات.
واحتفالا بالماسة الكبيرة، التقط الرئيس موكغويتسي ماسيسي، في مكتبه بالعاصمة، صورة مع هذه الجوهرة الرائعة، حيث يظهر معها في عدد من اللقطات التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وبعدها، تم عرض الجوهرة في المنسات المختلفة ومواقع التواصل على العالم، تحديدًا يوم الخميس الماضي، بعد ساعات قليلة من إعلان شركة "لوكارا" الحدث في بيان.
الماس في بوتسوانا
تشتهر بوتسوانا في جميع أنحاء العالم بإنتاج الماس، حيث تعد الماسات المصدر الرئيسي للدخل في هذه الدولة، لأنها تمثل 30% من إجمالي الناتج المحلي، و80% من حجم الصادرات فيها. وتعتبر هذه الدولة الأفريقية أيضًا واحدة من أكبر منتجي الماس في العالم، حيث تمثل حوالي 20% من الإنتاج العالمي. وفي السنوات الأخيرة، أنتج منجم كارو العديد من الأحجار الرائعة.
في عام 2019، على سبيل المثال، تم اكتشاف ماسة تحمل اسم "سيويلو"، والذي يعني "اكتشاف نادر" بلغة تسوانا الجنوبية الأفريقية. يبلغ وزنها 1758 قيراطًا، وكانت تحمل في وقت سابق الرقم القياسي لأكبر ماسة خام تم استخراجها.
اشترت دار لويس فيتون هذه الماسة بعد اكتشافها بفترة قصيرة. وقد تعاونت دار الأزياء مع شركة "لوكارا" ومصنع ماسات بلجيكي لتقسيمها إلى عدة جواهر أصغر.
كذلك، بيعت ماسة تحمل اسم "ليسيدي لا رونا"، التي يبلغ وزنها 1111 قيراطًا، إلى صائغ مجوهرات بريطاني في عام 2017، مقابل ثلاثة وخمسين مليون دولار. وقبلها بعام واحد، أي في عام 2016، بيعت ماسة "كونستليشن"، التي تزن 813 قيراطًا، بمبلغ عشرة ملايين دولار، لتصبح وقتها أغلى ماسة خام في العالم، حيث اشترتها شركة تداول الماس الموجودة في دبي.
معلومات عن أكبر ماسة في العالم
تعتبر أكبر ماسة خام تم العثور عليها حتى الآن في التاريخ، هي ماسة كولينان، التي تم اكتشافها في منجم يحمل اسم بريميير، في دولة جنوب إفريقيا عام 1905، أي قبل حوالي 120 عاما. وسميت بهذا الاسم على اسم توماس كولينان، رئيس مجلس إدارة شركة بريميير للتنقيب عن الألماس.
وتعد هذه الجوهرة النادرة حدثًا استثنائيًا لم يشهده العالم من قبل، حيث تزن ماسة كولينان الخام أكثر من 3106 قيراط، أي ما يعادل حوالي 621.35 غرامًا. لذلك، يمكن القول إنها كانت كبيرة لدرجة أنه كان من الصعب تخيل كيفية قطعها وتشكيلها إلى أحجار كريمة أصغر.
بعد اكتشافها، أرسلت ماسة كولينان إلى لندن حيث تم فحصها من قبل خبراء الأحجار الكريمة. وبعد دراسة طويلة لتقرير مصيرها وكيف يمكن تشكيلها والاستفادة منها، تقرر قطعها إلى عدة أحجار أصغر للحفاظ على أكبر قدر ممكن من قيمتها.
بالفعل، كان من أشهر الأحجار الناتجة عن قطعها، قطعة تحمل اسم كولينان الأول، وهي أكبر حجر ناتج عن القطع، وموجودة الآن كجزء من عصا ملكة بريطانيا. أما القطعة الثانية تحمل اسم كولينان الثاني، وهو حجر كبير آخر يزين التاج الملكي البريطاني.
أما عن الأحجار الأصغر، فقط تم قطع العديد من الأحجار من ماسة كولينان، وكل منها يعتبر جوهرة نادرة في حد ذاته. ويمكن رؤية بعض الأحجار الناتجة عن قطع ماسة كولينان في برج لندن، حيث تعرض هناك كجزء من مجموعة المجوهرات العائلة المالكة البريطانية.
حتى الآن، من الصعب تقدير قيمة ماسة كولينان بشكل دقيق، حيث لا يوجد سعر ثابت للأحجار الكريمة النادرة بهذا الحجم والتاريخ. لكن المؤكد أنها تعتبر واحدة من أهم الاكتشافات في تاريخ الأحجار الكريمة. لذلك، أثارت اهتمام وإعجاب العالم بجمالها وحجمها الفريد. كما أنها رمز للثروة والقوة، حيث تزين العديد من الأحجار الناتجة عنها تيجان وملابس الملوك والأمراء
كذلك، تتميز أكبر ماسة في العالم بنقائها وشفافيتها، مما يزيد من قيمتها. وبالتالي، هي أكثر من مجرد حجر كريم، إنها قطعة من التاريخ تحمل في طياتها قصصًا وأسرارًا، لتظل هذه الجوهرة النادرة مصدرًا للإلهام والإعجاب للجميع.