الكوليرا: "مرض الفقراء"القاتل
تعتبر الكوليرا أحد الأمراض المعدية الخطيرة التي تتسبب في حدوث إسهال حاد، نتيجة الإصابة ببكتيريا "فيبريو كوليرا". وغالباً ما ينتشر هذا المرض نتيجة غياب النظافة ويصيب في معظم الأحيان الأشخاص الذين يعانون من قلة التغذية والضعف العام. وتعيش البكتيريا المسببة للمرض في المسطحات المائية في درجات حرارة تزيد على عشر درجات مئوية. ويقتصر انتشار الكوليرا بشكل كبير على آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وتحديداً الأماكن التي يغيب فيها الاهتمام بمبادئ النظافة. وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن عدد المصابين بالمرض يقدر سنوياً بنحو ستة ملايين شخص.
أعراض المرض وتطوره
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
غالباً ما تظهر أعراض المرض بشكل مفاجئ وتتشابه مع أمراض معوية أخرى، إذ يبدأ الأمر بإسهال حاد سائل غالباً مع قيء قد يكون دموياً. وتكمن الخطورة هنا في أن الإسهال الحاد يؤدي لفقدان الجسم لكمية كبيرة من السوائل الأمر الذي قد يؤدي للوفاة ما لم يتم تداركه بسرعة. وهناك بعض الأعراض الأخرى للمرض رصدها موقع "أبوتيكين أومشاو" ومنها، التقلصات العضلية وانخفاض النبض وتغيرات في الصوت. ومع تطور الحالة قد يختل عمل الكلى عن العمل ويفقد المريض غالباً وعيه.
ومن المهم معرفة أن البكتيريا المسببة للكوليرا تدخل للمعدة والأمعاء عن طريق الفم. وتقوم العصارة الهضمية بقتل البكتيريا بكميات كبيرة. لكن إذ زادت كمية البكتيريا عن قدر معين، تزيد فرصة تسلل بعضها للأمعاء الدقيقة، لتبدأ البكتيريا في إخراج أحد أنواع السموم الذي يؤدي لفقدان الجسم للماء والأملاح، لتبدأ أولى وأهم أعراض المرض وهي الإسهال الحاد. وتشير التسجيلات الخاصة بالمرض إلى أن المناطق المزدحمة بالبشر دون الاهتمام بالنظافة الشخصية كمناطق تجمع اللاجئين على سبيل المثال، هي أكثر الأماكن التي ينتشر فيها المرض بسهولة، لذا يطلق على الكوليرا "مرض الفقراء" نظرا للفئة التي يصيبها غالباً. ويعتبر الأطفال وكبار السن من أكثر الفئات التي يصيبها المرض بسهولة.
وتشير الإحصائيات إلى أن الكوليرا تقضي على حياة نحو نصف من يصابون بالمرض ولا يتم علاجهم. ومن الممكن علاج المرض باستخدام تقنيات خاصة ودعم الجسم بالسوائل.
ا.ف/ ط.أ