الميسوفونيا.. أسباب وطرق علاج القشعريرة من بعض الأصوات
يشعر البعض أحيانا بأنه لا يتقبل بعض الأصوات وقد يتطور الأمر إلى اضطراب عصبي وشعور بالضيق والغضب
هل تعاني من ضيق تجاه أصوات معينة؟ يشعر البعض أحيانًا بأنه لا يتقبل بعض الأصوات، لكن الأمر قد يتطور إلى اضطراب عصبي إذا كنت تعاني بشدة من أصوات طبيعية يومية مثل مضغ الطعام أو التنفس بصوت عال أو صوت الطرق على لوحة المفاتيح. ويمكن أن تتراوح ردود الفعل من الشعور بالضيق والغضب إلى الغثيان والرغبة في الهرب.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في هذه الحالة، ربما أنت تعاني من الميزوفونيا أو الميسوفونيا، وهو نوع من الاضطرابات العصبية التي يتجاهلها كثيرون، ورغم ذلك علينا أن ندرسها ونستوعب أسبابها وأعراضها وطرق التعامل معها وعلاجها، لأنها تحتاج إلى كل ذلك، وربما يتطلب الأمر استشارة طبيب متخصص للنجاة منها.
ومن خلال السطور التالية، سنتعرف سويًا على الميزوفونيا وكل المعلومات الواردة عنها والتي يمكن أن تساعدك في تجاوز حالة القلق والتوتر التي تعاني منها نتيجة سماع بعض الأصوات.
ما هي الميسوفونيا؟
الميزوفونيا، أو الميسوفونيا أو متلازمة حساسية الصوت الانتقائية، هي اضطراب عصبي يتميز بردة فعل انفعالية سلبية قوية تجاه بعض الأصوات المحددة، خاصة تلك الصادرة عن جسم الإنسان.
في عام 2001، بدأ تاريخ هذا المصطلح الذي صاغه كل من البروفيسور باول جاستريبوف والطبيبة مارغريت إم جاستريبوف، وذلك بمساعدة غاي لي، الذين قدموا وصفا لهذا المصطلح والمرض من خلال مقالتهم "احتداد السمع"، في مجلة دولية.
وفي عام 2002، بدأ استخدام مصطلح الميزوفونيا لأول مرة في المجلات العلمية، بعد أن كان التعريف المستخدم لمثل هذه الحالات هو "متلازمة حساسية الصوت الانتقائية"، والذي أطلقته أخصائية السمع مارشا جونسون.
وكلمة الميزوفونيا جاءت بالأساس من أصل الكلميات اليونانية القديمة، وتعني كراهية الصوت. وتم تداولخها لأنها التعبير الأمثل عن تلك الحالة المرتبطة بعدم القدرة على تحمل الصوت وفرط الحساسية لترددات معينة ونطاقات الصوت أو ورهاب الصوت، المعروف أيضا بالخوف من الأصوات.
كيف أعرف أني مصاب بالميسوفونيا؟
يمكن القول وفقا للعديد من الدراسات التي أجريت، أن الميزوفونيا ليست مرضًا نفسيًا، بل هي اضطراب عصبي. ولا يشعر جميع الأشخاص بنفس الأعراض، وتختلف شدة الأعراض من شخص لآخر. ومن المهم الحصول على تشخيص دقيق من مختص قبل البدء في أي علاج.
لكن، في السطور التالية، يمكن توضيح بعض من أبرز أعراض الميزوفونيا الشائعة والتي يمكن من خلالها تحديد إصابة الشخص بها. وهي كما يلي:
. الغضب الشديد والانزعاج عند سماع بعض الأصوات، مثل: مضغ الطعام، التنفس بصوت عال، نقر الأصابع، صوت الكتابة على لوحة المفاتيح، صوت العطس أو السعال.
. الشعور بالرغبة في الهروب من المكان أو إيذاء مصدر الصوت.
. القلق والتوتر والاكتئاب.
. صعوبة التركيز والانتباه.
ما سبب التوتر من الأصوات؟
يتساءل كثيرون من المصابين بالميزوفونيا أو الميسوفونيا عن سبب الميزوفونيا أو ما هو سبب عدم تحمل الأصوات؟ السبب الدقيق غير معروف: لكن تشير بعض النظريات إلى وجود خلل في النظام السمعي في الدماغ، أو وجود عامل وراثي.
كذلك، هناك مجموعة من العوامل النفسية، والتي تلعب بعضها دورًا في تفاقم أعراض الميزوفونيا، مثل القلق والتوتر، اضطراب الوسواس القهري واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
كيف أعالج نفسي من الميزوفونيا؟
لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق للتعامل مع هذا الاضطراب وتحسين نوعية الحياة، بالإضافة إلى إمكانية علاج الميزوفونيا الذي يجعل بعض الأصوات العادية تثير مشاعر قوية من الغضب والضيق، يزداد انتشاره بشكل ملحوظ.
العلاج السلوكي المعرفي
يساعد هذا العلاج على تغيير طريقة تفكير الشخص ورد فعله تجاه الأصوات المزعجة.
العلاج بالتعرض
يتم تعريض الشخص تدريجيًا للأصوات المزعجة في بيئة آمنة ومسيطرة.
الأدوية
قد تساعد بعض الأدوية في تخفيف أعراض القلق والاكتئاب، والتي قد تزيد من أعراض الميزوفونيا.
تقنيات الاسترخاء
يمكن أن يساعد التأمل على تهدئة العقل والجسم، وتقليل التوتر والقلق. كما يمكن أن تساعد اليوجا على تحسين التركيز والتحكم في المشاعر. إلى جانب التنفس العميق الذي يساعد على تقليل التوتر والقلق، وتعزيز الشعور بالهدوء.
تغيير نمط الحياة
يمكن أن تقوم بذلك من خلال النوم الكافي الذي يساعد على تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر. وممارسة الرياضة بانتظام، وتجنب الكافيين والنيكوتين.
أضرار الميزوفونيا
اضطراب عصبي يتميز برد فعل سلبي قوي تجاه بعض الأصوات المحددة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أضرار الميسوفونيا التي عليك تجنبها بالسعي إلى العلاج واستشارة طبيب دون تردد.
العزلة الاجتماعية
قد يميل الشخص المصاب بالميزوفونيا إلى تجنب المواقف الاجتماعية التي قد يتعرض فيها للأصوات المزعجة، مما قد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية.
القلق والاكتئاب
يمكن أن تؤدي مشاعر الغضب والاشمئزاز التي يسببها سماع بعض الأصوات إلى الشعور بالقلق والاكتئاب.
صعوبة التركيز
قد يجد الشخص المصاب بالميزوفونيا صعوبة في التركيز على العمل أو الدراسة بسبب الانزعاج الذي يسببه سماع بعض الأصوات.
التوتر والغضب
يمكن أن تؤدي الميزوفونيا إلى الشعور بالتوتر والغضب الشديدين، مما قد يؤثر على العلاقات الشخصية والمهنية.
الأرق
قد يجد الشخص المصاب بالميزوفونيا صعوبة في النوم بسبب الانزعاج من الأصوات المحيطة.
الألم الجسدي
قد تصاحب الميزوفونيا بعض الأعراض الجسدية مثل الصداع والدوخة وآلام المعدة.
اختبار الميزوفونيا
هناك العديد من اختبارات الميزوفونيا المتاحة عبر الإنترنت. وهي أداة تقييمية تساعدك في تحديد ما إذا كنت تعاني من هذه الحالة أم لا. ويتضمن الاختبار الاستماع إلى مجموعة من الأصوات المختلفة وتقييم مستوى انزعاجك من كل صوت.
ويمكنك إجراء اختبار الميزوفونيا من خلال البحث عن اختبارات الميزوفونيا على الإنترنت، فهناك العديد من المواقع الإلكترونية التي تقدم اختبارات الميزوفونيا المجانية. وكذلك استشارة طبيب مختص، حيث يمكن لطبيبك أن يساعدك في إجراء اختبار الميزوفونيا وتقديم العلاج المناسب لك.
نصائح للتعامل مع الميزوفونيا
يمكنك تعلم كيفية إدارة الميزوفونيا وتحسين نوعية حياتك بالصبر والمثابرة، وغيرها من الطرق الأخرى التي نستعرضها في السطور التالية. مع التأكيد على أن هذه المعلومات ليست بديلاً عن استشارة الطبيب أو المعالج النفسي.
. حاول تحديد الأصوات التي تثير ردة فعلك السلبية.
. إذا كان ذلك ممكنًا، حاول تجنب المواقف التي قد تتواجد فيها هذه الأصوات.
. يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس العميق، التأمل، اليوغا والاستماع إلى الموسيقى الهادئة.
. عليك أيضًا طلب المساعدة من مختص، خاصة إذا كانت أعراض الميزوفونيا تؤثر على حياتك بشكل كبير.
. تواصل مع عائلتك وأصدقائك وأخبرهم عن حالتك واحتياجاتك.
. انضم إلى مجموعة دعم وتواصل مع أشخاص آخرين يعانون من نفس الاضطراب.