اليوم الدولي لمكافحة المخدرات.. نصائح مهمة لحماية أبنائنا
يهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي بمشكلة المخدرات وتعزيز العمل والتعاون الدولي لمكافحتها
في 26 يونيو من كل عام، يحتفل العالم بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وذلك لتعزيز العمل والتعاون الدولي لتحقيق هدف عالم خال من المخدرات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اختيار هذا اليوم بالتحديد ليكون اليوم الدولي لمحاربة ومكافحة المخدرات والإتجار بها. إلى جانب أضرارها وكيف يمكن أن نحمي شبابنا منها.
اليوم الدولي لمكافحة المخدرات
في عام 1987، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بهذا اليوم، وذلك بقرار رقم 42/112. وتم اختيار هذا التاريخ تخليدًا لذكرى تفكيك تجارة الأفيون في هومين تاون، وغوانغدونغ، قبل حرب الأفيون الأولى في الصين.
ويهدف اليوم الدولي لمكافحة المخدرات كما هو واضح من اسمه، إلى زيادة الوعي بمشكلة المخدرات على الصعيد العالمي، وتعزيز العمل والتعاون الدولي لمكافحة المخدرات. بالإضافة إلى تقديم الدعم للمتضررين من تعاطي المخدرات، والترويج للوقاية من تعاطي المخدرات والعلاج منها.
وتواصل الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات بتشجيع الأفراد والمجتمعات والحكومات والمدارس والمنظمات المختلفة، ليس فقط على تثقيف الشباب حول مخاطر تعاطي المخدرات، ولكن أيضًا على تعزيز الطرق الصحية للتعامل مع مشاكل الحياة دون اللجوء إلى المخدرات.
وفي كل عام، يقدم المنظمون من الأمم المتحدة موضوعًا يساعد على تحقيق الهدف من اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، وجذب الاهتمام من أجل الترويج لهذا اليوم. ومن بين المواضيع الماضية على مر السنين كانت "رسالة أمل: اضطرابات تعاطي المخدرات يمكن الوقاية منها وعلاجها" و"قيم نفسك.. واتخذ خيارات صحية" و"اجعل الصحة هدفك في الحياة، وليس المخدرات".
أضرار المخدرات
تعتبر المخدرات هي آفة العصر الحديث، سم قاتل يهدد الأفراد والمجتمعات. لذلك، من المهم أن نواجه هذا الطاعون المدمر والذي يهدد مستقبل شبابنا والأجيال كلها. ولكي نتمكن من مواجهة خطورتها علينا في البداية أن نعرف ما هي أضرار المخدرات؟
أضرار جسدية
تتأثر أجهزة الجسم كلها بسبب تعاطي المخدرات، فالجهاز العصبي يختل وظيفته، والجهاز الهضمي يضطرب، والقلب يتعرض لأضرار جسيمة، والجهاز المناعي يضعف، ناهيك عن الأمراض المزمنة كالإيدز والتهاب الكبد الوبائي.
أضرار نفسية
تفقد المخدرات الفرد قدرته على التحكم بمشاعره وأفكاره، وتدخله في دوامة من القلق والاكتئاب والهلاوس، مما قد يدفعه إلى سلوكيات عدوانية أو انتحارية.
تُذهب العقل
تغير المخدرات كيمياء الدماغ، مما ينشئ رغبة قوية لا تقاوم في تعاطي المزيد، فتصبح السيطرة على النفس مستحيلة، ويصبح الفرد أسيرًا للإدمان.
تدمر العلاقات
تتأثر علاقات المدمن بعائلته وأصدقائه بشكل سلبي، فيفقد ثقتهم وحبهم، وتمزق الروابط الأسرية، مما قد يؤدي إلى العزلة والوحدة.
المستقبل
تضيع المخدرات مستقبل الفرد، تؤثر على تحصيله الدراسي أو عمله، وتعيقه عن تحقيق طموحاته وأحلامه، مما قد يؤدي إلى مشاكل مادية وفقدان للوظيفة.
ما هي طرق الوقاية من المخدرات؟
تكمن أهمية الوقاية من المخدرات في كونها السبيل الأمثل لحماية أنفسنا وأبنائنا من الوقوع في فخ الإدمان المدمر. لذلك، في السطور التالية، نستعرض معكم طرق الوقاية من المخدرات.
التوعية بمخاطر المخدرات
نشر الوعي بمخاطر المخدرات على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية والاجتماعية. وتوعية الأفراد، خاصة الشباب، بآثار المخدرات الوخيمة على حياتهم ومستقبلهم. بالإضافة إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة الشائعة حول المخدرات، مثل أنها تساعد على الاسترخاء أو تعزز التركيز.
الدين والأخلاق
من المهم غرس القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأفراد، وحثهم على الابتعاد عن كل ما يحرمه الله تعالى. وتربية الأبناء على حب الله تعالى والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، والابتعاد عن المحرمات.
وبالطبع هذا يتطلب تعزيز دور المؤسسات الدينية في نشر التوعية بمخاطر المخدرات، وتقديم الدعم للمتعاطين.
تقوية الروابط الأسرية
يجب خلق بيئة أسرية دافئة ومستقرة، قائمة على الحب والاحترام والحوار. وتخصيص وقت كاف للتواصل مع الأبناء، والاستماع إليهم، ومشاركة مشاعرهم ومراقبة سلوكهم، وتقديم الدعم والمشورة لهم عند الحاجة.
شغل أوقات الفراغ
تشجيع الأبناء على ممارسة الأنشطة الرياضية والهوايات المفيدة. إل جانب إتاحة الفرصة لهم للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية، ومساعدتهم على اكتشاف مهاراتهم ومواهبهم، وتوجيههم نحو استثمارها بشكل إيجابي. كلها أمور تعزز طرق مكافحة الإدمان.
دور المدرسة والمجتمع
تلعب المدرسة دورا مهما في التوعية بمخاطر المخدرات، من خلال تقديم برامج تثقيفية للطلاب. لذلك، من المهم تعاون الأسرة مع المدرسة لمتابعة سلوك الطلاب، وتقديم الدعم اللازم لهم.
كما يجب نشر الوعي بمخاطر المخدرات في المجتمع من خلال وسائل الإعلام المختلفة. وتوفير برامج علاجية وإعادة تأهيل للمتعاطين.
كيف نحمي شبابنا من المخدرات؟
لا بد من اتباع نهج شامل يجمع بين الجهود الوقائية والعلاجية والتأهيلية، بالتعاون مع مختلف أفراد المجتمع ومؤسساته من أجل تحقيق هذا الهدف. إلى جانب مجموعة نصائح لحماية شبابنا من المخدرات نستعرضها في السطور التالية.
التوعية
يجب نشر الوعي حول مخاطر المخدرات على الصحة الجسدية والنفسية، والعواقب الوخيمة المترتبة على تعاطيها، وذلك من خلال برامج توعوية مُوجّهة للشباب في المدارس والجامعات والنوادي والمراكز الشبابية.
كذلك، يجب علينا توظيف وسائل الإعلام المختلفة لنشر التوعية حول مخاطر المخدرات، وتقديم برامج تثقيفية تُسلّط الضوء على تجارب المتعاطين وطرق العلاج المتاحة.
الوقاية
من المهم تعزيز العوامل الوقائية لدى الشباب، مثل تنمية مهاراتهم الحياتية، وغرس القيم الإيجابية، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية والهوايات المفيدة.
كما يجب خلق بيئة أسرية صحية، والتي تساعد على توفير بيئة داعمة للشباب، قائمة على الحوار والمشاركة والتفاهم، بعيدًا عن العنف والإهمال.
العلاج والتأهيل
يعد من الأولويات توفير خدمات علاجية وتأهيلية مناسبة للمتعاطين، بما في ذلك البرامج النفسية والسلوكية، ومساعدتهم على إعادة الاندماج في المجتمع.
كذلك، يجب مكافحة تجار المخدرات وتكثيف الجهود الأمنية لمكافحة الاتجار بالمخدرات ومروجيها، ومنع انتشارها بين الشباب.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن حماية شبابنا من المخدرات مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود من جميع أفراد المجتمع ومؤسساته. ومن خلال التوعية والوقاية والعلاج والتأهيل، نستطيع أن نبني جيلاً واعيًا وقويًا بعيدًا عن آفة المخدرات.