اليوم العالمي لحيوانات المعامل.. تعرف على قصته وأغرب التجارب
يهدف هذا اليوم إلى التوعية بمعاناة الحيوانات التي تستخدم في التجارب العلمية والمطالبة ببدائل أخلاقية
حكاية اليوم العالمي لحيوانات المعامل
لماذا يتم تجربة الدواء على الحيوان؟
عرف الإنسان صداقته مع الحيوانات منذ فجر التاريخ، حيث تكشف العديد من الجدران والوثائق القديمة كيف كانت الحيوانات شريكًا للإنسان في رحلته ومهامه المختلفة، سواء الزراعة أو المغامرة أو غيرها. حتى وصل الأمر إلى حد المشاركة في إنجازاته العلمية التي يحققها، ولكن هذه المرة ليس من باب الصداقة ولكن من باب الاستغلال.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ففي السنوات الأخيرة، ارتفعت نبرة أهمية حماية الحيوانات من سوء المعاملة، وكانت التجارب المعملية واحدة من أسمال سوء المعاملة التي أقرها المهتمون بحقوق الحيوانات. لذلك، ليس غريبًا أن يخصص هؤلاء يوما للاحتفال بحيوانات المعامل.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اليوم العالمي لحيوانات المعامل، وأشهر التجارب التي أجريت على الحيوانات على مر التاريخ، وغيرها من التفاصيل.
حكاية اليوم العالمي لحيوانات المعامل
يخلد العالم في 24 أبريل من كل عام اليوم العالمي لحيوانات المعامل. ويهدف هذا اليوم إلى التوعية بمعاناة الحيوانات التي تستخدم في التجارب العلمية، وتعزيز الدعوة إلى بدائل أخلاقية لهذه التجارب.
بدأ هذا الاحتفال في عام 1979، عندما اتخذت منظمة "الجمعية الدولية لمناهضة التجارب على الحيوانات" خطوة جريئة باختيار هذا اليوم ليكون رمزًا لنضالها ضد معاناة الحيوانات في المختبرات. واختير 24 أبريل ليكون عيد ميلاد هيو داودنج، وهو قائد القوات الجوية البريطانية الذي دافع عن حقوق الحيوان وعارض بشدة تشريحهم.
مع مرور الوقت، ازدادت أصوات المطالبة بحقوق الحيوانات، وبرزت العديد من المنظمات والجمعيات التي تنادي بوقف التجارب على الحيوانات واستبدالها بأساليب بديلة أكثر إنسانية وأخلاقية.
أهمية اليوم العالمي لحيوانات المعامل
تستخدم ملايين الحيوانات سنويًا في مختلف المجالات البحثية والتجارب العلمية، من اختبار مستحضرات التجميل والأدوية إلى دراسة وظائف الجسم البشري.
وتتعرض هذه الحيوانات لمعاناة جسدية ونفسية هائلة، حيث تحرم من حريتها وتقيد في أقفاص ضيقة، وتخضع لتجارب مؤلمة قد تفضي إلى موتها. من هنا كانت أهمية هذا اليوم، والتي يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
تسليط الضوء على معاناة الحيوانات
تستخدم ملايين الحيوانات كل عام في التجارب العلمية في مجالات الطب والأدوية ومُستحضرات التجميل.
التوعية ببدائل أخلاقية
توجد طرق بديلة لاختبارات الحيوان، مثل الاختبارات في المختبر ونماذج الكمبيوتر.
دعم الجهود لإنهاء التجارب على الحيوان
تساهم الفعاليات والتبرعات في دعم المنظمات التي تعمل على حماية الحيوانات وإنهاء التجارب عليها.
لماذا يتم تجربة الدواء على الحيوان قبل الإنسان؟
يثير استخدام الحيوانات في التجارب العلمية جدلًا أخلاقيًا حادًا. يرى البعض ضرورة ذلك للتقدم العلمي، بينما يدافع آخرون عن حق الحيوانات في العيش بكرامة بعيدًا عن الألم والمعاناة. ويبرر الطرف الأول هذه التجارب لعدة أسباب أبرزها:
سلامة الإنسان
يقوم العلماء بدراسة تأثير الدواء على وظائف الجسم المختلفة للحيوان، مثل وظائف الأعضاء والأجهزة، لتجنب تعريض البشر للخطر. خاصة لاكتشاف الآثار الجانبية للدواء، مثل التسمم أو التفاعلات الدوائية، قبل اختباره على البشر.
فهم آليات عمل الدواء
تساعد تجارب الحيوان على فهم كيفية عمل الدواء في الجسم، وكيف يتفاعل مع مختلف الأعضاء والأنسجة. كما تساعد على تحديد الجرعة المناسبة للدواء للبشر، والتي تعد فعالة وآمنة في نفس الوقت.
ويمكن أيضًا من خلال هذه التجارب تطوير علاجات جديدة للأمراض التي لا يوجد لها علاج حاليًا.
تشابه بيولوجي
تتشابه بعض الحيوانات، مثل القوارض والفئران، مع البشر من الناحية الجينية، مما يجعلها نماذج مناسبة لدراسة الأمراض البشرية، وبالتالي يسمح للعلماء بمراقبة تأثير الدواء على مختلف وظائف الجسم.
ما هي الحيوانات التي تستخدم في التجارب العلمية؟
تلعب الحيوانات دورًا هامًا في العديد من المجالات العلمية، بما في ذلك الطب وعلم الأحياء والصيدلة وعلم النفس. ومن أبرز الحيوانات التي تستخدم في التجارب العلمية هي الفئران والجرذان، والتي تستخدم بشكل واسع لدراسة الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب والسكر، وكذلك لتطوير الأدوية والعلاجات الجديدة.
تستخدم القرود أيضًا لدراسة الدماغ والسلوك، وكذلك لتطوير علاجات للأمراض العصبية. وتستخدم الأسماك، مثل الزردة، لدراسة التطور وعلم الأعصاب والسلوك.
كما يتم استخدام الكلاب لدراسة أمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك لتطوير تقنيات جديدة في الجراحة.
أشهر التجارب على الحيوانات
لا تزال التجارب على الحيوانات قائمة في بعض المجالات، مثل تطوير الأدوية واللقاحات الجديدة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أشهر التجارب التي أجريت على الحيوانات في العالم:
تجربة إيفان بافلوف على الكلاب
في أوائل القرن العشرين، أجرى إيفان بافلوف، عالم فسيولوجي روسي، سلسلة من التجارب على الكلاب لدراسة الاستجابة الشرطية. قام بتقديم الطعام للكلاب بينما كان يرن جرسًا، مما أدى إلى ربط الكلاب بين الجرس والطعام.
مع مرور الوقت، بدأت الكلاب في إفراز اللعاب استجابةً للجرس حتى لو لم يتم تقديم الطعام، مما يدل على أنهم تعلموا ربط الجرس بالطعام.
ساعدت تجارب بافلوف على فهم كيفية تعلم الكائنات الحية. وأدت إلى تطوير مبادئ التعلم السلوكي، والتي لا تزال تستخدم اليوم في مجالات مثل التدريب على الحيوانات وعلم النفس البشري.
تجربة هارفي على الدورة الدموية
في القرن السابع عشر، أجرى ويليام هارفي، طبيب إنجليزي، تجارب على الحيوانات لفهم الدورة الدموية. إذ قام بربط شرايين وأوردة الحيوانات ولاحظ كيف يتدفق الدم عبر الجسم.
دحضت تجارب هارفي نظرية جالينوس القديمة بأن الدم يتدفق ذهابًا وإيابًا في الجسم من القلب. وساعدت على فهم كيفية عمل الدورة الدموية، مما أدى إلى تقدم كبير في الطب.
تجربة لويس باستور على الجراثيم
في القرن التاسع عشر، أجرى لويس باستور، عالم أحياء فرنسي، تجارب على الحيوانات لإثبات أن الجراثيم تسبب الأمراض. إذ قام بحقن حيوانات بمواد ملوثة بالجراثيم، مما أدى إلى إصابتها بأمراض.
أثبتت تجارب باستور أن الجراثيم تسبب الأمراض، مما أدى إلى ثورة في الطب والنظافة الصحية. وساعد ذلك على تطوير لقاحات وعلاجات جديدة للعديد من الأمراض.
تجربة جوناس سالك على لقاح شلل الأطفال
في منتصف القرن العشرين، أجرى جوناس سالك، عالم فيروسات أمريكي، تجارب على الحيوانات لتطوير لقاح ضد شلل الأطفال. إذ قام بزراعة فيروس شلل الأطفال في خلايا القرود، ثم قام بضعفه باستخدام مادة كيميائية.
أدت تجارب سالك إلى تطوير لقاح فعال ضد شلل الأطفال، مما ساعد على القضاء على هذا المرض تقريبًا في جميع أنحاء العالم.
تجدر الإشارة إلى أن هناك جدلًا أخلاقيًا كبيرًا حول استخدام الحيوانات في التجارب المعملية. وهذا ما يؤكد عليه اليوم العالمي لحيوانات المعامل من خلال نشر مقالات وإنتاج أفلام وثائقية عن قضايا حقوق الحيوان. ومحاولة دعم البدائل ومطالبة الشركات بالتوقف عن التجارب على الحيوان.