اليوم العالمي للحمار.. سر الاحتفال به وأغرب المعلومات عنه
تعرف على سبب تسمية الحمار بهذا الاسم والدولة التي تمتلك أكبر عدد وحقائق مثيرة عنه
في الثامن من مايو من كل عام، يحتفل العالم بيوم الحمار العالمي، وذلك تقديرًا لدوره الهام في حياة الإنسان عبر التاريخ، ولتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها هذه الحيوانات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويؤكد هذا اليوم على إن الحمير حيوانات رائعة تستحق احترامنا وتقديرنا. وتشارك عدد من الدول في الاحتفال باليوم العالمي للحمار بالدعوة إلى تحسين حياتها وحمايتها.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اليوم العالمي للحمار وتعداد هذا الحيوان حول العالم وأهميته. إلى جانب مجموعة من الحقائق المثيرة عنه.
قصة اليوم العالمي للحمار
تعود أسباب اختيار يوم 8 مايو للاحتفال بالحمار إلى عام 1994، عندما تأسست شبكة حماية الحمير الدولية (The Donkey Sanctuary) في المملكة المتحدة، وتهدف إلى تحسين حياة الحمير حول العالم.
وفي عام 1999، أطلقت الشبكة مبادرة "اليوم العالمي للحمار" لزيادة الوعي بأهمية الحمير ومحنتها. وبعد مرور 10 سنوات بالضبط، وتحديدا عام 2009، حظيت المبادرة بدعم رسمي من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان.
ما سبب تسمية الحمار بهذا الاسم؟
هل يعود إلى اللغة العربية القديمة؟ في الحقيقة، لا يعرف بالضبط ما هو أصل كلمة "حمار" في التاريخ وكيف جاء هذا الاسم بالتحديد. لكنه يعني بشكل عام كما ورد في معجم اللغة العربية بمعنى "الحيوان الوحشي" أو "الوحش".
ومع ذلك، يمكن تتبع كيف ارتبط اسم الحمار بصفات مثل الصبر والجلد، ثم تحول الأمر إلى ارتباطه بالسب والتنمر على أشخاص لوصفهم بالغباء. ويرجع ذلك إلى آخر خلفاء الدولة الأموية، مروان بن محمد، والذي لقب بـ "الحمار" لعدة أسباب، منها صبره وجلده في الحروب، وطول مدة حكمه التي قاربت مائة عام.
كانت هذه محطة مهمة في ربط الحمار بصفات مثل الصبر. لكنها سرعان ما تحولت إلى صفة سلبية عندما سقطت الدولة الأموية بعد مروان بن محمد، الملقب بـ"الحمار". إذ اعتبر رمز للسقوط، مما ساهم في شيوع صورة سلبية عن هذا الحيوان في بعض الأوساط.
ما هي صفات الحمار؟
كما سبق وأشرنا، فإن الحمار يواجه نظرة مزدوجة عبر التاريخ. ففي بعض الثقافات، تم ربطه بالصبر والجلد والذكاء، بينما اعتبره البعض الآخر رمزًا للغباء والعناد.
لكن، وبشكل علمي بحث، يمكن أن نذكر مجموعة مهمة من الصفات الفعلية التي يتمتع بها الحمار، وهي كما يلي:
الذكاء
على عكس ما يعتقد، يتمتع الحمار بذكاء عال وقدرة على التعلم والتذكر. على سبيل المثال، الحمير قادرة على اتباع التعليمات، وتذكر الأماكن والأشخاص لفترات طويلة.
الصبر
من المعروف عن الحمير قدرتها على تحمل الصعاب والعمل لساعات طويلة دون كلل أو ملل. ويعتبر ذلك مثاليًا للعمل في البيئات القاسية.
القوة
رغم حجمه المتوسط، يتمتع الحمار بقوة عضلية كبيرة وقدرة على حمل الأحمال الثقيلة. لذلك، يستخدم على مر التاريخ في نقل البضائع والأشخاص.
التكيف
يتميز الحمار بقدرته على التكيف مع مختلف الظروف البيئية، من المناطق الجافة إلى الجبال الوعرة. يتحمل درجات حرارة مرتفعة وحتى النقص في الغذاء والماء.
الوفاء
يمكن اعتبار الحمار من الحيوانات الوفية إلى أصحابها، وتشكل معه روابط عاطفية قوية.
ماذا نستفيد من الحمار؟
إذا كنت تتساءل عن أهمية الحمار في حياتنا، وتبحث عن فوائد الحمير ومدى الاستفادة التي تعود علينا من وجودها. في السطور التالية، نستعرض معكم أبرز النقاط:
وسيلة نقل أساسية
تستخدم الحمير في نقل البضائع والأشخاص في العديد من الدول النامية، خاصة في المناطق الريفية.
المساهمة في البيئة
تلعب الحمير دورًا هامًا في الحفاظ على البيئة، من خلال مساهمتها في دورة المواد العضوية. تستخدم روث الحمير كسماد طبيعي غني بالعناصر الغذائية، مما يُساهم في تحسين خصوبة التربة.
الفوائد الاقتصادية
تعد الحمير مصدرًا هامًا للدخل في العديد من الدول النامية، حيث تستخدم في نقل البضائع والأشخاص، والزراعة، والسياحة. كما يستخدم حليب الحمير في بعض البلدان لصنع منتجات العناية بالبشرة والأدوية.
القيمة الثقافية
يمكن اعتبار الحمير رمزًا ثقافيًا هامًا في العديد من الحضارات، ويظهر ذلك في العديد من القصائد والأمثال الشعبية على سبيل المقال، والتي تكشف طرق التعامل مع هذا الكائن، بين وصفه بالصبر والمثابرة والوفاء، واعتباره رمزا للغباء.
تحديات تواجهها الحمير
رغم إن الحمار يعتبر حيوانًا استثنائيًا يتمتع بالعديد من الصفات المميزة التي تجعله مهما كما سبق وأشرنا، إلا إن هناك العديد من التحديات التي يواجهها عبر التاريخ، من أهمها:
الإساءة والاستغلال
تعاني الحمير من سوء المعاملة والإهمال في بعض الأحيان، مثل التحميل الزائد والضرب.
الأمراض
تهدد بعض الأمراض، مثل داء البثور الفموية، صحة الحمير وحياتها.
التناقص في أعدادها
تواجه أعداد الحمير في بعض المناطق انخفاضًا ملحوظًا بسبب استبدالها بالآلات.
كم عدد الحمير في العالم؟
يقدر عدد الحمير في العالم حالياً بـ 44 مليون حمار، وفقاً لإحصائيات عام 2023. لكن هذه الأرقام قد لا تعكس الواقع بدقة، حيث تواجه عملية حصر أعداد الحمير تحديات كبيرة بسبب انتشارها الواسع في المناطق الريفية النائية، وعدم وجود أنظمة ترقيم أو متابعة مركزية في العديد من الدول.
وتتوزع أعداد الحمير بشكل غير متساو حول العالم، حيث تعد الصين موطنًا لأكبر عدد من الحمير، وتضم ما يقارب 11 مليون حمار. تليها باكستان بـ 5 ملايين حمار، ثم إثيوبيا بـ 5 ملايين حمار، والمكسيك بـ 4 ملايين حمار.
معلومات غريبة عن الحمار
في السطور التالية، نستعرض معكم حقائق مثيرة عن الحمير:
. يقال إن الحمير تتمتع بذاكرة قوية للغاية، حيث يمكنها تذكر الأماكن والأشخاص حتى بعد مرور سنوات.
. أظهرت دراسات أن الحمير قادرة على تذكر مسارات معقدة، حتى بعد مرور عام كامل على آخر مرة سارت فيها في تلك المسارات.
. تتمتع الحمير بحاسة شم قوية للغاية، تفوق حاسة شم الإنسان.
. تساعدها حاسة الشم القوية في أشياء مهمة منها التواصل مع الحمير الأخرى.
. تتمتع الحمير بذكاء فطري ملحوظ، على عكس تماما الصورة النمطية التي اشتهرت بها.
. حيوانات اجتماعية للغاية، وتكون روابط قوية مع بعضها البعض ومع البشر.
. يوجد أكثر من 400 سلالة من الحمير في جميع أنحاء العالم، تأتي بأشكال وأحجام وألوان مختلفة.
. أشهر أنواع الحمير هي الحمار النوبي والحمار الصومالي والحمار الكتالوني.
. للأسف، تواجه العديد من سلالات الحمير خطر الانقراض.
في النهاية، لا يمكن أبدًا إنكار أن الحمير تعتبر حيوانات قوية وذكية، تلعب دورًا هامًا في حياة الإنسان، منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا. ومع ذلك، تواجه الحمير اليوم العديد من التحديات التي يجب أن ندركها ونتفاعل معها لحماية هذا الكائن المهم.