اليوم العالمي للسكان الأصليين.. تعرف على أشهرهم وحقائق عنهم
هناك أكثر من 476 مليون شخص من السكان الأصليين في العالم، ينتشرون في 90 دولة ويمثلون 5000 ثقافة مختلفة
في التاسع من أغسطس كل عام، يحتفل باليوم العالمي للسكان الأصليين، وذلك للاعتراف بالمساهمات الفريدة التي تقدمها الشعوب الأصلية للمجتمع العالمي والحفاظ على ثقافاتها وتراثها.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتشمل الشعوب الأصلية، البشر الذين سكنوا الأراضي قبل وصول المستوطنين الأوروبيين أو غيرهم. وتتميز هذه الشعوب بتاريخها وثقافتها الفريدة، والتي تشمل لغاتها، عاداتها، تقاليدها، ومعارفها التقليدية حول البيئة.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة اليوم العالمي للسكان الأصليين، وأهدافه. إلى جانب قائمة تتضمن أشهر الشوب الأصليين المتواجدة في العالم.
اليوم العالمي للسكان الأصليين
يساهم هذا اليوم في زيادة الوعي بالقضايا التي تواجه الشعوب الأصلية، مثل فقدان الأراضي، والتمييز، وانتهاك حقوق الإنسان. كما يشجع على التضامن مع الشعوب الأصلية ودعم حقوقهم في الحفاظ على ثقافاتهم ولغاتهم وأراضيهم. ويوفر منصة للحوار بين الشعوب الأصلية والحكومات والمنظمات الدولية لبناء علاقات أكثر عدالة واستدامة.
ويهدف أيضا هذا اليوم إلى تسليط الضوء على التنوع الثقافي الغني للشعوب الأصلية وأهمية الحفاظ عليه. بالإضافة إلى التأكيد على حقوق الشعوب الأصلية في المشاركة في صنع القرار والوصول إلى العدالة والخدمات الأساسية.
كما تدعونا هذه المناسبة إلى الاعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه الشعوب الأصلية في الحفاظ على التنوع البيولوجي والثقافي لكوكبنا، وإلى ضرورة احترام حقوقها في تقرير مصيرها والحفاظ على تراثها.
أهمية الشعوب الأصلية
تلعب الشعوب الأصلية دورا مهما في العديد من جوانب الحياة، الأمر الذي يعزز من أهمية الاحتفال بها ونشر الوعي حول ضرورة احترامها وتقديرها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أهمية هذه الشعوب.
حفظ التنوع الثقافي
تساهم الشعوب الأصلية في إثراء التنوع الثقافي العالمي، حيث تحمل كل مجموعة ثقافة فريدة تمتد لآلاف السنين.
حماية البيئة
غالبًا ما ترتبط الشعوب الأصلية بعلاقة وثيقة بالأرض، وتتمتع بمعرفة عميقة بالبيئة والنظم البيئية المحلية، مما يجعلها شريك أساسي في جهود حماية البيئة.
حقوق الإنسان
تمتلك الشعوب الأصلية حقوقًا أساسية مثل الحق في الحياة، الحرية، الكرامة، والثقافة، والتي تكفلها الإعلانات الدولية لحقوق الإنسان.
تحديات تواجه الشعوب الأصلية
الشعوب الأصلية هي جزء لا يتجزأ من التنوع الثقافي العالمي، وتلعب دورًا حيويًا في حماية البيئة. رغم ذلك، تواجه هذه الشعوب العديد من التحديات التي يجب مواجهتها والتصدي لها، أهمها:
الاستعمار والاستيطان
أدى الاستعمار والاستيطان إلى فقدان الشعوب الأصلية لأراضيها ومواردها، وانتهاك حقوقها، وتدمير ثقافاتها.
التمييز والعنصرية
لا تزال الشعوب الأصلية تواجه التمييز والعنصرية في العديد من البلدان، مما يؤثر على فرصهم في التعليم، العمل، والوصول إلى الخدمات الأساسية.
تغير المناخ
يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على الشعوب الأصلية، خاصة تلك التي تعتمد على الموارد الطبيعية في سبل عيشها.
فقدان الهوية الثقافية
تواجه العديد من الشعوب الأصلية خطر فقدان هويتها الثقافية بسبب العولمة والتحديث.
معلومات عن الشعوب الأصلية حول العالم
. هناك أكثر من 476 مليون شخص من السكان الأصليين في العالم، ينتشرون في 90 دولة، ويمثلون 5000 ثقافة مختلفة.
. يشكل السكان الأصليون 6.2% من سكان العالم، ويعيشون في جميع المناطق الجغرافية.
. تشير التقديرات إلى أن لغة أصلية واحدة من لغات الشعوب الأصلية حول العالم تموت كل أسبوعين.
. هم أكثر عرضة بثلاث مرات تقريبًا للعيش في فقر مدقع. وأكثر عرضة للمعاناة من سوء التغذية.
. متوسط العمر المتوقع للشعوب الأصلية أقل بنحو عشرين عامًا من متوسط العمر المتوقع لنظرائهم من غير السكان الأصليين.
. 47% من جميع السكان الأصليين العاملين لا يتمتعون بأي تعليم رسمي. وهذا الرقم أكبر بالنسبة للنساء.
. يعتمد ما يقرب من 70 مليون شخص من السكان الأصليين حول العالم على الغابات في معيشتهم، والعديد منهم مزارعون أو صيادون أو رعاة.
. تظهِر الأبحاث أن الغابات والتنوع البيولوجي تزدهر في الأماكن التي تسيطر فيها الشعوب الأصلية على الأراضي.
. تساهم الشعوب الأصلية في مكافحة تغير المناخ بشكل كبير للغاية. إذ تخزن أراضيها ربع الكربون الموجود فوق سطح الأرض في الغابات الاستوائية على الأقل، أي ما يعادل 55 تريليون طن متري.
. الشعوب الأصلية هي عنصر أساسي في خطة التنمية المستدامة المقرر تحقيقها في عام 2030.
أشهر الشعوب الأصلية حول العالم
يضم عالمنا تنوعًا هائلا في الثقافات والمجتمعات، يعود جزء كبير منه وسبب رئيسي في هذا التنوع هو تواجد الشعوب الأصلية التي سكنت هذه الأرض قبل ظهور الحضارات الحديثة. ساهمت هذه الشعوب، في الحفاظ على التراث والتقاليد عبر الأجيال، وتتميز بهوياتها وعلاقتها العميقة بالأرض. وفي السطور التالية، نتعرف على بعض أشهر هذه الشعوب:
الأمريكتين
يتواجد في هذه القارة عدد كبير من الشعوب الأصلية، أشهرها الإنكا، وهي إمبراطورية ضخمة امتدت في جبال الأنديز، اشتهروا ببناء مدن ضخمة مثل ماتشو بيتشو، وتنظيمهم الزراعي المتقدم.
كذلك حضارة الأزتك المتقدمة في وسط المكسيك، حيث بنوا مدنًا كبيرة، وأقاموا طقوسًا دينية معقدة، وكانوا فنانين ماهرين. أما الهنود الحمر، وهم مجموعة متنوعة من القبائل التي سكنت أمريكا الشمالية، لكل منها لغتها وعاداتها الخاصة، فما زالت العديد من هذه القبائل تحافظ على هويتها الثقافية حتى يومنا هذا.
آسيا
في شمال اليابان، يعيش شعب الأينو، ويتميزون بملامحهم المميزة ولغتهم الفريدة، ويعيشون في تآلف مع الطبيعة. كما يوجد شعب الأبوريجين، وهم سكان أستراليا الأصليون. ويتميزون بفلكلور غني وحكايات أسطورية، ورسم على الصخور، ويعيشون في صحاري وأراضي قاحلة.
كما يوجد السيبيريون، وهم مجموعة متنوعة من الشعوب الأصلية التي تعيش في سيبيريا، مثل اليوكاجير والتشوكشي، وتتميز بتكيفها مع البيئة القاسية.
أفريقيا
تشهد هذه القارة تنوعا كبيرا للشعوب الأصلية، من بينها البوشمن، وهم شعب بدوي يعيش في صحراء كالاهاري، يتميزون بمهاراتهم في جمع الثمار والصيد، ولغتهم النقيرية الفريدة. وكذلك شعب البيغمون قصير القامة، حيث يعيش في الغابات المطيرة في وسط أفريقيا، ويتميزون بمعرفتهم العميقة بالطبيعة وحياة الحيوان.
ولا يمكن أن ننسى قبيلة الماساي الرعوية المشهورة في شرق أفريقيا، حيث تتميز بزخارفها الجسدية الملونة وعلاقتها الوثيقة بالماشية.