اليوم العالمي للمرأة.. سر اختيار 8 مارس واللون الأرجواني
أصبح هذا اليوم رمزا لنضال المرأة وتقدمها في مختلف المجالات حول العالم
اليوم العالمي للمرأة، في الثامن من مارس من كل عام، يحتفل العالم بالمرأة ودورها في المجتمع والحياة العلمية والعملية بشكل عام، إذ أصبح رمزا لنضال المرأة وتقدمها في مختلف المجالات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ويعتبر هذا اليوم فرصة للاحتفال بإنجازات النساء وتقدير مساهماتهن في بناء المجتمعات، فضلاً عن كونه مناسبة لتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها النساء حول العالم.
وفي السطور التالية، نتناول أبرز القصص والتفاصيل حول اليوم العالمي للمرأة وأسباب اختيار يوم 8 مارس تحديدا، واللون الأرجواني كرمز له، وغيرها من الأمور، لعل أهمها الهدف منه وأهميته.
تاريخ اليوم العالمي للمرأة
بدأ نضال المرأة من أجل المساواة في أواخر القرن التاسع عشر، حيث ظهرت حركات نسوية في أوروبا والولايات المتحدة. وركزت هذه الحركات على المطالبة بحقوق متساوية للنساء في التعليم، والعمل، والسياسة، والأجور.
وفي السطور التالية، نستعرض التسلسل الزمني الذي دفع في النهاية الأمم المتحدة لاعتماد اليوم العالمي للمرأة وكذلك لماذا سمي يوم المرأة العالمي بهذا الاسم؟
في عام 1857، نظمت عاملات مصنع النسيج في مدينة نيويورك تظاهرة احتجاجا على ظروف العمل السيئة، والأجور المنخفضة، والتحرش الجنسي، وللمطالبة بتخفيض ساعات العمل، والحق في التصويت.
وفي عام 1895، عقد أول مؤتمر عالمي للمرأة في بكين، الصين. وناقش المؤتمر قضايا مثل حقوق المرأة، والتعليم، والعمل.
وفي عام 1908، نظمت 15 ألف امرأة مسيرة في مدينة نيويورك للمطالبة بتخفيض ساعات العمل، وزيادة الأجور، والحق في التصويت. وعرف هذا الحدث باسم "يوم المرأة" في الولايات المتحدة.
وعام 1910، اقترحت كلارا زيتكن، وهي اشتراكية ألمانية وناشطة في مجال حقوق المرأة، تخصيص يوم عالمي للاحتفال بإنجازات النساء وتوحيد نضالهن. وبالفعل تم اعتماد اقتراحها في المؤتمر الاشتراكي الدولي الثاني الذي عقد في كوبنهاغن، الدنمارك.
أما في عام 1911، تم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة لأول مرة في النمسا، الدنمارك، ألمانيا، سويسرا، والولايات المتحدة.
وفي عام 1975، أعلنت الأمم المتحدة يوم 8 مارس يومًا عالميًا للمرأة.
لماذا تم اختيار يوم 8 مارس؟
لا يوجد إجماع تام حول سبب اختيار يوم 8 مارس اليوم العالمي للمرأة. ولكن هناك بعض النظريات والأسباب التي يمكن أن نسرد تفاصيلها في السطور التالية، والتي أدت في النهاية إلى اعتبار اليوم العالمي للمرأة هو 8 مارس في جميع أنحاء العالم.
يربط البعض اختيار يوم 8 مارس بتظاهرة عمال مصنع النسيج في مدينة نيويورك عام 1857. حيث خرجت العاملات للاحتجاج على ظروف العمل السيئة، والأجور المنخفضة، والتحرش الجنسي.
كذلك، يربط البعض الآخر اختيار يوم 8 مارس بتظاهرة نسائية ضخمة في مدينة سانت بطرسبرغ عام 1917. حيث احتجت النساء على نقص الغذاء والظروف الصعبة خلال الحرب العالمية الأولى.
بالإضافة إلى ارتباط اختيار يوم 8 مارس بيوم "عيد الأم" في بعض الدول الأوروبية.
وبغض النظر عن سبب اختيار يوم 8 مارس، يعد اليوم العالمي للمرأة رمزا لنضال النساء وتقدمهن في مختلف المجالات.
ما الهدف من اليوم العالمي للمرأة؟
يمثل اليوم العالمي للمرأة، الذي يحتفل به في الثامن من مارس كل عام، واحدة من الخطوات المهمة التي يتم فيها الاعتراف رسميا بدور المرأة في مختلف المجالات، وليس فقط داخل الحياة الأسرية، إلى جانب أهميتها وضرورة حصولها على التقدير الملائم لها، وحماية حقوقها ومواجهة الظلم الذي تتعرض له في بعض المناطق والبلدان.
وفي السطور التالية، نستعرض معكم بعض أهداف اليوم العالمي للمرأة والتي يسعى العالم للتأكيد عليها وتنفيذها.
تسليط الضوء على إنجازات النساء
يعتبر هذا اليوم فرصة للاحتفال بإنجازات النساء في مختلف المجالات، مثل العلوم، والسياسة، والأعمال، والرياضة، والفنون.
تسليط الضوء على التحديات
لا تزال النساء تواجه العديد من التحديات حول العالم، مثل العنف، والتمييز، وعدم المساواة في الأجور. ويُعدّ هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على هذه التحديات والدعوة إلى العمل الجاد للقضاء عليها.
التوعية بأهمية المساواة بين الجنسين
يسعى اليوم العالمي للمرأة إلى التوعية بأهمية المساواة بين الجنسين في جميع مجالات الحياة، من التعليم والعمل إلى الصحة والمشاركة السياسية.
تقدير مساهمات النساء في المجتمع
يمثل هذا اليوم فرصة للاحتفال بإنجازات النساء في مختلف المجالات وتقدير مساهماتهن في بناء المجتمعات، حيث تلعب النساء دورًا هامًا في بناء المجتمعات، ويعد هذا اليوم فرصة لتقدير مساهماتهن في جميع المجالات.
دعم الحركات النسوية
يعد هذا اليوم فرصة لدعم الحركات النسوية التي تنادي بحقوق المرأة وتسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين.
التشجيع على تمكين المرأة
يسعى اليوم العالمي للمرأة إلى تشجيع تمكين المرأة من خلال توفير فرص التعليم والعمل والمشاركة السياسية والوصول إلى الخدمات الصحية.
إلهام الجيل القادم من النساء
يعد هذا اليوم فرصة لإلهام الجيل القادم من النساء لمتابعة أحلامهن وتحقيق طموحاتهن.
لماذا اللون الأرجواني رمز؟
في هذا اليوم ترى اللون الأرجواني في الغالب، ليكون هو الشيء المميز ونفس اللون الذي يظهر دائما على البطاقات المخصصة ليوم المرأة العالمي. ولكن لماذا اللون الأرجواني رمزًا ليوم المرأة العالمي؟ وكذلك لماذا ترتدي النساء ملابس أرجوانية في اليوم العالمي للمرأة؟
يمثل اللون الأرجواني رمزًا للعدالة والكرامة. وينظر إليه على أنه مرتبط بكرامة المرأة بشكل خاص. ولذلك، أصبح اللون الأرجواني رمزًا ليوم المرأة العالمي. ويعتبر ارتداء الأشياء ذات اللون الأرجواني في هذا اليوم الخاص رمزا لوحدة المرأة وتعبيرا عن أهمية توفير العدالة والكرامة لها.
وفي الوقت نفسه، يعتبر دور المرأة مهمًا أيضًا في الحفاظ على السلام في العالم، ولهذا السبب أصبح هذا اللون جزءًا من هذا الاحتفال الخاص يوم 8 مارس في كل عام.
اليوم العالمي للمرأة 2024
يركز موضوع اليوم العالمي للمرأة 2024 هذا العام على أهمية الاستثمار في المرأة كعامل أساسي لتحقيق التنمية المستدامة والتقدم في جميع المجالات. لذلك، جاء شعار اليوم العالمي للمرأة 2024 "الاستثمار في المرأة لتسريع وتيرة التقدم".
ومن منطلق هذا الشعار، هناك مجموعة من الأهداف الرئيسية للاستثمار في المرأة والتي يسعى العالم إلى تحقيقها هذا العام 2024، من أبرزها:
تحسين التعليم للفتيات
يعد التعليم من أهم العوامل التي تمكن المرأة وتساعدها على تحقيق طموحاتها.
توفير فرص العمل للمرأة
تساهم مشاركة المرأة في القوى العاملة في تحسين الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة. من هنا، لابد من التوعية في البداية بأهمية مشاركة المرأة في الحياة العملية ومجالات العمل المختلفة، وعدم حصر دورها في الحياة الأسرية فقط. ولدينا من الأمثلة الكثير بين النساء التي استطاعت أن تحقق إنجازات مختلفة وتصل إلى أعلى المراتب.
تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية
تساعد مشاركة المرأة في صنع القرار على تحقيق التنمية المستدامة والعادلة. وباعتبار أن المرأة نصف المجتمع كما يقولون، فلا يجب أن يتم تجاهل دورها الإيجابي في الحياة السياسية، وأهمية مشاركتها وتأثيرها على صنع القرارات.
القضاء على العنف ضد المرأة
يعتبر العنف ضد المرأة عقبة كبيرة أمام تحقيق المساواة بين الجنسين. لذلك، تسعى الدول ليس هذا العام فقط، بل كل عام، للحد من ممارسات العنف ضد المرأة، بل والسعي لتجريمها بشكل كامل ومنعها.
تحسين الصحة الإنجابية للمرأة
يمثل تحسين الصحة الإنجابية للمرأة عاملا ضروريًا لتحسين حياة النساء والأسر. فالأمر لا يتوقف فقط على دور المرأة في إنجاب أطفال للعالم، بل من الضروري التوعية بكيفية تحسين الصحة الإنجابية لمنع حدوث مضاعفات أثناء الحمل أو مشاكل صحية للمرأة أو الجنين تؤدي في النهاية لولادة طفل يعاني من مشكلات وأزمات صحية أو إعاقة.
إنجازات اليوم العالمي للمرأة
من خلال الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، والسعي بشكل دائم إلى تبني موضوعات وأفكار تساهم في تنمية الوعي الجمعي داخل الدول والمجتمعات المختلفة، أصبح بالفعل هناك العديد من الإنجازات، والتي يمكن أن نستعرض أبرزها في السطور التالية:
الحصول على حق التصويت
منذ نشأة الحركات النسوية، ناضلت النساء من أجل الحصول على حق التصويت. وتمكنت النساء في العديد من الدول من الحصول على هذا الحق في أوائل القرن العشرين.
زيادة فرص التعليم والعمل
ساهمت الحركات النسوية في زيادة فرص التعليم والعمل للنساء.
القضاء على بعض أشكال التمييز
أدت الحركات النسوية إلى القضاء على بعض أشكال التمييز ضد المرأة، مثل التمييز في الأجور.
تحديات تواجهها النساء
في نفس الوقت الذي نتحدث فيه عن الإنجازات، لا يجب أن نغفل الحديث عن التحديات والصعوبات التي لا تزال المرأة تواجهها في كثير من البلدان والمناطق، والتي يجب أن نسعى لخضوها والتغلب عليها، ومن أبرزها:
العنف ضد المرأة
تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف خلال حياتها.
التمييز في الأجور
لا تزال النساء تتقاضى أجورًا أقل من الرجال في العديد من الدول.
عدم المساواة في المناصب القيادية
لا تزال النساء تحتل عددًا قليلًا من المناصب القيادية في مختلف المجالات. ويعد اليوم العالمي للمرأة فرصة لتجديد العهد بمواصلة النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وبناء مستقبل أفضل للجميع.
في النهاية، يمثل اليوم العالمي للمرأة فرصة لتجديد العهد بمواصلة النضال من أجل تحقيق المساواة بين الجنسين وبناء مستقبل أفضل للجميع.