اليوم الوطني السعودي.. فعاليات مميزة بمركز إثراء بمشاركة 90 ألف زائر
على مدار يومين، احتفل أكثر من 90 ألف زائر لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بفعاليات الوطني السعودي 92، مساء يومي الجمعة والسبت 23 و 24 سبتمبر.
وعانق كل من الفنان معاذ بقنة والفنانة جوري قطان، نجوم السماء بمسرح معلق بالهواء الطلق، على ارتفاع شاهق كاد يوازي ارتفاع مبنى "إثراء"؛ ليَشْدُوَا معًا بأجمل الأغنيات الوطنية، وسط تصفيق حار وحماس منقطع النظير من الجماهير التي تَوافدت على المركز منذ الساعات الأولى من افتتاحه.
وحظيت لحظة اليوم الوطني السعودي 92 بتوثيق جماهيري ورصد تاريخي لها، مع بدء العد التنازلي وظهور الفنان معاذ بقنة وجوري قطان، ملتفّين حول الجمهور بمسرح تم تصميمه بصورة لافتة موجهين التهنئة باليوم الوطني بباقة من الأغاني الفلكلورية والوطنية، يتصدرها أغنية "نغني للوطن" التي عمل "إثراء" على إصدارها تزامنًا مع المناسبة الوطنية السنوية؛ لتكون ضمن ألبوم حافل بالأغاني والأهازيج الوطنية؛ إذ ردد الحضور الكلمات بقوالب لافتة، فكانوا أشبه بسيمفونية متجددة ذات ألوان متمازجة؛ بحسب رأي العديد منهم.
واستمرت اللوحات الغنائية والفعاليات على مدى أربعة أيام خلال الفترة 21- 24 سبتمبر 2022 الموافق (25- 28 صفر 1444هـ)، وكانت بمثابة فرصة ثرية لتخليدها، كفعالية "قولها بلهجتك" المقامة في مكتبة "إثراء"؛ حيث استحوذت على اهتمام المشاركين بها؛ مما منحهم مساحة فكرية وثقافية واسعة للتعرف على لهجات المناطق، عبر خيارات متعددة، وصولًا إلى عادات وتقاليد كل منطقة ومفاهيم شعبية لا يدركها إلا أبناء منطقتها؛ لكشف المزيد من اللهجات ومعاني الكلمات المتداولة.
وفي وسط البلازا بمركز "إثراء"، اصطفّ المهتمون حول الألحان والموسيقى الفلكلورية للاستمتاع بسيل من الأغنيات التي تصدح في كافة أرجاء المركز، إلى جانب فعاليات متحف الطفل والعديد من التصاميم الذي نفّذها الأطفال تعبيرًا عن فرحتهم بيوم الوطن، ومنها سار الحضور إلى المسرح لكي يتسنى لهم فرصة الالتحاق بكورال "نغني للوطن" حيث اختلط به الطرب والفن مع المقطوعات الغنائية المستوحاة من أرشيف فنانين سعوديين؛ مما أذهل الجمهور المكتظ والتواقّ لعذوبة الألحان بحسب وصف الحاضرين.
وزار مئات الزوار حدائق إثراء؛ لمشاهدة عرض موسيقيّ منظم للفرقة الموسيقية العسكرية والخيالة الذي قرعت طبولها إيذانًا بإعلان الحفل العسكري المستوحى من متانة وقوة المملكة وكيفية سيرها نحو القمم، وضم الموكب أكثر من 60 عسكريًّا وسط تلهف من الجميع وحالة ترقب لإعادة ذلك المشهد المهيب مرات عدة.
وانطلقت عائلات عدة للانخراط في تجربة القهوة السعودية؛ تزامنًا مع عام القهوة 2022 من أجل التلذذ بمذاقها ومعرفة الفروق بين قهوة كل منطقة عن الأخرى؛ حيث تصف عائلة أحمد السلطان التجربة بأنها "احتكاك بمنتج ثقافي، باعتبارها تقاليد وطقوس ورمز الضيافة؛ فهناك طرق متعددة لتحضيرها مع اختلاف الطعم واللون".
ومن المشروب الثقافي العجيب ينتقل المتذوقون إلى ركن آخر لمأكولات شعبية تضم كافة مناطق المملكة، قام بإعدادها الشيف راكان العريفي، ولم تتوقف البرامج والأنشطة الحية داخل المعارض كمعرض الذاكرة الصوتية السعودية، ومعرض الهجرة، ومعرض أماكن، وجميعها اكتظت بمئات الزوار لرؤية قصص وحكايات ذات لغة بصرية.
وفي معرض الطاقة، كانت ثمة حكايات للتعرف على مستقبل المملكة عبر مسابقات حملت عنوان "المستقبل الجديد"؛ للكشف عن جوهر المعلومات الحديثة؛ فكانت قوة دافعة لتحفيز المتسابقين من العائلات لتعزيز الحوار المشترك فيما بينهم؛ حيث تمثلت الأسئلة حول مدينة نيوم، ذا لاين، التشجير والبيئة، ومستقبل زراعة النخيل في المملكة، إضافة إلى استفسارات حول مشروع البحر الأحمر وما يحتويه من نظام بيئي، وغيرها من معلومات كانت بمثابة منارة وإضاءات معرفية؛ بحسب إحدى العائلات التي حظيت بالفوز ونالت المرتبة الأولى.
واختُتمت فعاليات اليوم الوطني السعودي 92 وسط فرحة غامرة عاشها الزائرون على مدى أربعة أيام متواصلة، قدّم "إثراء" خلالها باقة من الفعاليات المتنوعة؛ إذ أجمع مرتادوها على أنها "قوالب وطنية نُقشت على خريطة الثقافة السعودية".