انهيار جرف بحجم روما يجدد مخاوف ذوبان «جليد يوم القيامة»
شهدت منطقة أنتاركتيكا القطبية الجنوبية، الجمعة الماضية، انهيار جرف جليدي، ضخم، بحجم العاصمة الإيطالية روما، وذلك بسبب الارتفاع قياسي في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن جرف «كونجر» الجليدى، الذي تبلغ مساحته تقريبا 1200 كيلومتر مربع، في قارة انتراكتيكا الجليدية في جنوب الكرة الأرضية قد تعرض للانهيار بالكامل.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وكشف علماء في وكالة «ناسا» الفضائية ومراكز بحوث علوم الجليد والمناطق القطبية، أن ما حدث في جرف «كونجر» الجليدى، يجدد الحديث عن مخاوف ذوبان جرف «ثواتيس» الجليدى، الذي يفوق حجمه 100 ضعف ولاية فلوريدا، ويوصف بأنه «جليد يوم القيامة».
وأكد مجموعة من علماء «ناسا»، أن في حال ذوبان جرف «ثواتيس»، سيؤدي ذلك لارتفاع مستويات سطح البحار عالمياً بما يزيد عن نصف متر.
وذكر العلماء أن مناطق شرق أنتاركتيكا شهدت ارتفاعًا غير عادي في درجات الحرارة خلال الأسبوع الماضي، إذ سجلت «محطة كونكورديا» درجات حرارة قياسية بلغت سالب 11 فى 18 مارس الماضي، وهي أعلى بـ40 درجة مئوية مقارنة بالمستويات المألوفة في المواسم السابقة، وتسببت درجات الحرارة القياسية في نشوء ما يوصف بأنه «نهر طقسي»، أدى لاحتباس الحرارة في الأجواء فوق القارة الجليدية.
من جانبها، قالت عالمة بحوث الأرض والكوكب في «وكالة ناسا» وفي «معهد وودز هول لتصوير المحي»"، كاترين كوليلو والكر، إنه برغم الصغر النسبي لحجم جرف «كونجر» الجليدي، فإنه يعد «أحد أهم الانهيارات التي حدثت في أنتاركتيكا منذ مطلع الألفية الثالثة، عندما انفصل جرف لارسن بي’الجليدي».
وأضافت في تصريحات لصحيفة «الجارديان» البريطانية، أنه على الأرجح، لن ينجم عن ذوبان جرف «كونجر» الجليدي أثر بالغ الضرر، لكنه ربما يكون دلالة على ما هو قادم.
وتابعت «والكر» أن جرف «كونجر» بدأ في الانكماش منذ منتصف العقد الأول من الألفية الثالثة، لكنه أخذ في الانحسار بصورة تدريجية اعتباراً من 2020، وبحلول 4 مارس الماضي، بدت المنطقة السطحية للجرف الجليدى أقل بأكثر من نصف حجمها مقارنة بقياسات شهر يناير التي قدرته بنحو 1200 كيلومتر مربع.
وفي نفس السياق، يرى عالم الجليد، والبروفيسور المساعد في جامعة مينسوتا، بيتر نيف، أن متابعة انهيار جرف جليدي، وإن صغر حجمه، في شرق أنتاركتيكا كان «مفاجأة»، مضيفًا «إننا لا زلنا نتعامل مع شرق أنتاركتيكا على أنها كتلة جليدية ضخمة وعالية وراسخة وباردة وجافة ولا تتحرك».
ولفت «نيف»، إلى أن «المشهد الراهن يطرح علينا بقوة لا تستطيع معها استيعاب معدلات فقدان الجليد المتسارعة مثلما هو الحال في شرق أنتاركتيكا، في ضوء هندسة الأبعاد الجليدية والأسس التحتية الموجودة هناك».
ويشير «نيف»، أن «هذا الانهيار، خصوصًا إذا ما ارتبطت أسبابه بالارتفاع الحاد في الحرارة التي نجمت عن ظاهرة النهر الطقسي في منتصف مارس الماضي، سيقودنا إلى إجراء بحوث إضافية بشأن هذه التطورات في المنطقة».
وعلى الصعيد نفسه، يؤكد البروفسور مات كينج، الذي يترأس «مركز الإبداع في علوم الأنتاركتيكا»، أنه نظرًا لأن الجروف الجليدية في الأصل هي كتل طافية، لذا فإن انهيار جليد جرف كونجر ربما لن يؤثر كثيراً على مستوى البحر، وبين أنه لحسن الحظ أن الكتلة الجليدية خلف جرف «كونجر» كانت صغيرة، لذا فقد يكون لها أثر طفيف على مستوى البحر في المستقبل»
ويضيف «كينج»، أن العالم سيشهد المزيد من الانهيارات الجليدية في المستقبل بسبب الاحترار المناخي، مؤكدًا على أن انهيارات جروف جليدية كبرى- أكبر كثيراً مما حدث مؤخرًا- ستقود إلى ذوبان كميات كبيرة من الجليد ستكون كافية لأن تؤثر بشكل خطير على مستويات البحار عالميًا.
ويشدد «كينج» على أن سرعة ذوبان الجرف الجليدى كونجر تنبهنا إلى أن الأمور قد تتبدل بسرعة «فانبعاثاتنا الكربونية سيكون لها تأثير على أنتراكتيكا، التي ستقوم بدورها بضرب بقية سواحل العالم.. وقد يحدث ذلك بشكل أسرع مما نتخيل».
يذكر أن العديد من علماء الجليد، كانوا قد أعربوا عن قلقهم البالغ من مستقبل منطقة «ثواتيس» الجليدية، التي تضاهي في مساحتها ولاية فلوريدا الأميركية، وبات يطلق عليها «جليد يوم القيامة»، والتي يفوق حجمها 100 ضعف «جرف لارس بي»، وتحتوي على كميات من المياه كافية لرفع مستويات البحار في العالم بأكثر من نصف متر.