بدقة 98%.. باحثون يطورون طريقة لاكتشاف "ألزهايمر" في مراحله المبكرة
نشر باحثون من إمبريال كوليدج في لندن، نتائج دراسة جديدة أعدوها مؤخراً، طورت مسحاً دماغياً بسيطا قادرا على الكشف عن الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر في مراحله المبكرة، وذلك في خطوة قد تشكل اختراقاً علمياً.
ونجح باحثو "إمبريال كوليدج" في العمل على تطوير "خوارزمية" في إمكانها تشخيص الحالة بدقة تصل إلى 98 بالمئة، وتم اختبارها على أكثر من 400 شخص، ومن المتوقع اعتماد استخدامها بشكل رسمي من جانب إدارة الصحة الوطنية في بريطانيا مع حلول عام 2025، وفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وتكمن آلية عمل "الخوارزمية" في استخدام تقنية التصوير بالرنين المغناطيسي القياسية الموجودة في معظم المستشفيات لاستخراج النتيجة خلال 12 ساعة، وهو توقيت قياسي بالنظر إلى أن تشخيص الإصابة بمرض ألزهايمر في الوقت الحالي يتطلب شهوراً، فضلاً عن إجراء مجموعة من اختبارات الذاكرة والاختبارات المعرفية وعمليات المسح الدماغي.
وتبحث هذه التقنية عن الحالات الشاذة في 115 منطقة من الدماغ، وتحليل ميزات مثل الحجم والشكل والملمس، الأمر الذي قد يساعد الخبراء في تحديد أسباب حالة فقدان الذاكرة تحديداً.
واكتشف معدو الدراسة من خلال بحثهم أن هناك علامات مبكرة مفاجئة لمرض ألزهايمر في مناطق الدماغ التي لم ترتبط من قبل بالمرض، بما في ذلك المخيخ الذي ينظم النشاط البدني، والدماغ البطيني المرتبط بالبصر والسمع.
وسبق أن تم استخدام التقنية من أجل مسح أورام النساء المصابات بسرطان المبيض، للحكم على كيفية تقدم السرطان.
يشار إلى أن دراسة حديثة أخرى نشرت نتائجها الأسبوع الجاري في مجلة Alzheimer"s Disease، كانت قد أشارت إلى أن الاستعداد للتبرع بالمال يمكن ربطه بالمراحل الأولى من مرض ألزهايمر.
وعكف باحثون من كلية كيك للطب في جامعة جنوب كاليفورنيا، على إعداد هذه الدراسة للمساعدة في حماية كبار السن من الاستغلال المالي، وفهم من هم الأكثر عرضة للخطر.
وشارك 67 بالغاً في العينة التي استند إليها الباحثون، بمتوسط عمر يبلغ 69 عاماً، لم يعانوا من الخرف أو ضعف الإدراك، وخضعوا جميعاً لسلسلة من الاختبارات المعرفية، ووقع تقييمهم من خلال وضعهم في سيناريو حيث كان عليهم أن يقرروا تقديم الأموال الفعلية لشخص مجهول أو الاحتفاظ به لأنفسهم.
ووجدت النتائج أن أولئك الذين تبرعوا بمزيد من المال كان أداؤهم أسوأ في التقييمات المعرفية المعروف أنها حساسة لمرض ألزهايمر.
وأوضح كبير مؤلفي الدراسة، الدكتور دوك هان، أستاذ طب الأسرة وعلم الأعصاب وعلم النفس وعلم الشيخوخة في مدرسة كيك للطب: "هدفنا هو فهم لماذا قد يكون بعض كبار السن أكثر عرضة من غيرهم للاحتيال أو السرقة والاستغلال المالي.
وأضاف: "يُعتقد أن مشكلة التعامل مع الأموال هي إحدى العلامات المبكرة لمرض ألزهايمر، وهذه النتيجة تدعم هذه الفكرة".
وخلال الاختبارات، منع الباحثون المشاركين 10 دولارات وأمروا بتخصيصها كيفما رغبوا، بزيادات قدرها دولار واحد، بينهم وبين الشخص المجهول.
وفي المختبر، تم إخبار كل مشارك بأنه قد تم إقرانه بشخص مجهول كان يكمل الدراسة عبر الإنترنت، ثم تم منحهم 10 دولارات.
وأكمل المشاركون في الدراسة سلسلة من الاختبارات النفسية العصبية، بما في ذلك العديد من الاختبارات التي تستخدم عادة للمساعدة في تشخيص مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة. وتضمنت الاختبارات مهام استدعاء قصة وكلمات، حيث يُطلب من المشاركين تذكر المعلومات بعد تأخير قصير، واختبار طلاقة الفئة الذي يتضمن سرد الكلمات في موضوع معين، والعديد من التقييمات المعرفية الأخرى.
ووجد الباحثون أن المشاركين الذين أعطوا المزيد من المال حصلوا على درجات أقل بشكل ملحوظ في الاختبارات النفسية العصبية المعروف أنها حساسة لمرض ألزهايمر المبكر. ولم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية في الأداء على الاختبارات النفسية العصبية الأخرى.
وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد طبيعة العلاقة بين الإيثار المالي والصحة المعرفية لدى كبار السن.
ويمكن للدراسات المستقبلية أيضا جمع البيانات السلوكية والتقارير الذاتية حول الإيثار المالي لفهم دوافع المشاركين للعطاء بشكل أفضل.
ويعمل الباحثون الآن على جمع البيانات من أجل دراسة طولية الأمد باستخدام نفس مهمة العطاء، والتي يمكن أن تساعد في تحديد ما إذا كان بعض كبار السن يصبحون أكثر إيثارا بمرور الوقت.
من جانبه، قال الدكتور غالي هـ. ويسبرغر، المحاضر في قسم العلوم الاجتماعية متعدد التخصصات في جامعة بار إيلان في إسرائيل والمؤلف الأول للدراسة: "إذا كان الشخص يعاني من نوع من التغيير في سلوكه الإيثاري، فقد يشير ذلك إلى حدوث تغييرات أيضا في الدماغ".
وقد يؤدي توضيح هذه التفاصيل حول الصلة بين الإيثار والإدراك في نهاية المطاف إلى تحسين فحص مرض ألزهايمر ومساعدة الأشخاص على حماية أحبائهم من الاستغلال المالي.
ويمكن أن يساعد الباحثين أيضا على التمييز بين ما يمثل سلوك العطاء الصحي مقابل شيء يمكن أن يشير إلى المشكلات الأساسية.
وشرح الدكتور هان: "آخر شيء نريده هو أن يعتقد الناس أن الإيثار المالي بين كبار السن أمر سيئ يمكن أن يكون بالتأكيد استخداماً متعمداً وإيجابياً لأموال الشخص".