بشرى سارة من "الصحة العالمية" بشأن "جدري القردة"
قال عبد الناصر أبوبكر، مدير برنامج الوقاية من مخاطر العدوى والتأهب لها، في منظمة الصحة العالمية، إن مرض جدري القردة لن يتحول إلى وباء عالمي، مشيراً إلى تسجيل 157 حالة إصابة مؤكدة على مستوى العالم.
وأضاف "أبوبكر" خلال مؤتمر صحافي، أمس الخميس: "لم يحدث تحور لمرض جدري القردة ولن يتحول إلى وباء عالمي ولكن ما يراه العالم انتشاراً محدوداً لبعض الحالات لفيروس نادر وتسعى المنظمة لتحديد أسباب ظهور هذه الحالات في دول غير موطن الفيروس لأول مرة".
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأوضح أن الفيروس متوطن في دول وسط وغرب أفريقيا، ويظهر ويختفي ويظهر بين الحين والآخر في هذه الدول نظراً لوجود حيوانات ناقلة للفيروس، مشيراً إلى أن ظهور حالات بدول غير السالف ذكرها هو ما دفع "الصحة العالمية" لتسليط الضوء عليها حتى لا تزيد العدوى بين المواطنين بالفيروس.
وأتم "أبوبكر" أن "فيروس القردة" له عدة سلالات، تتركز الأشد فتكاً في وسط أفريقيا، والأقل في دول غرب أفريقيا، منوهاً إلى أن "المنظمة شددت على دول العالم بضرورة الترصد للمرض لمنع تفشيه".
موديرنا" تسابق الزمن لإنتاج لقاح "جدري القرود" قبل خروج الوضع عن السيطرة
وفي سياقٍ متصل، تجري شركة موديرنا اختباراً للقاح محتمل للوقاية من جدري القرود في مرحلة الاختبارات قبل السريرية مع انتشار المرض في الولايات المتحدة وأوروبا.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن عدد حالات الإصابة بجدري القرود المؤكدة بلغت 157 حالة، وهناك 106 حالات أخرى مشتبه بها منذ الإبلاغ عن أول إصابة بالمرض في السابع من مايو الجاري خارج نطاق الدول الذي عادة ما ينتشر فيها المرض.
وأوضحت "الصحة العالمية"، أن الإصابات المؤكدة والحالات المشتبه بها تم رصدها في 12 دولة غير متوطنة للفيروس، من بينها 9 دول أوربية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، مشيرة إلى أن المرض في طور الانتشار.
يشار إلى أن "موديرنا" لم تستجب بعد لطلب الإفصاح عن المزيد من التفاصيل بشأن اللقاح المحتمل.
أطباء يفجرون مفاجأة بشأن "جدري القردة": معظم المصابين رجال مثليين
وأوضح عدداً من أطباء المتخصصين في علوم الفيروسات والأوبئة، أن غالبية الحالات التي تم تسجيلها حتى الآن، بفيروس "جدري القردة" كانت من الذكور.
وأفاد موقع "دويتشه فيله" نقلاً عن أطباء متخصصين في علوم الفيروسات والأوبئة، أن معظم حالات الإصابة بـ"جدري القردة" كانت لرجال مثليين، مارسوا علاقات جنسية كاملة مع أصدقائهم مرة على الأقل قبل أيام من إصابتهم بالمرض.
ومع ذلك، يقول معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية، إن الذكر والأنثى معرضين للإصابة بمرض "جدري القرود" بنفس الدرجة، لكن تبقى الإحصائيات تؤكد أن أغلب الوفيات في أفريقيا بسبب جدري القرود تتم في صفوف الأطفال.
وبحسب معهد "روبرت كوخ"، فإن العدوى تتنقل عادة عن طريق الاحتكاك مع الحيوانات المصابة أو عن طريق دم الحيوانات وإفرازاتها كما قد تحصل العدوى أيضا من خلال تناول لحكم القردة والتعرض لرذاذات الحيوانات.
وفي نفس السياق، أوضح مكتب الصحة التابع للحكومة البريطانية، أن جدري القرود عادة تكون أعراضه خفيفة، لكن أيضاً قد تكون له مضاعفات خطيرة.
وتشير البيانات إلى أن اللقاحات التي يتم استخدامها للقضاء على الجدري فعالة بنسبة تصل إلى 85 بالمئة ضد جدري القرود، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
يذكر أنه تم تأكيد أول حالة إصابة في أوروبا في السابع من مايو لشخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا حيث يتوطن جدري القرود.
ما هو فيروس جدري القرود؟
جدري القرود هو عدوى فيروسية نادرة لا تنتشر بسهولة بين البشر، وتماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في المرضى المصابين بالجدري، ولكنه أقل شدة.
وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، لكن قد تتسبب أحياناً في مرض شديد لدى بعض المصابين.
وتُعرف منظمة الصحة العالمية جدري القرود على أنه مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.
ويُنقل فيروس جدري القرود إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود، من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.
ويتراوح معدل حالات الوفاة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و10 بالمئة، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سناً.
ولا يوجد أي علاج أو لقاح متاح لمكافحة المرض، رغم أن التطعيم ضد الجدري أثبت نجاعة عالية في الوقاية أيضا من جدري القردة.
تاريخ اكتشاف مرض فيروس جدري القرود؟
كُشِف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968.
وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.
وسجلت أولى الحالات للمرض خارج إفريقيا عام 2003، في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة.