بعد سيطرة دامت نصف قرن.. بريطانيا تسلم جزر تشاغوس لموريشيوس
أعلنت الحكومتان البريطانية والموريشية، اليوم الخميس، عن اتفاق نهائي يقضي بتسليم جزر تشاغوس الاستراتيجية إلى موريشيوس بعد أكثر من نصف قرن من السيادة البريطانية.
جاء الإعلان في بيان مشترك لرئيسي وزراء البلدين، كير ستارمر وبرافيند جوغنوث، عقب مفاوضات مطولة استمرت عامين، وانتهت بتسليم (جزر تشاغوس) إلى موريشيوس في إجراء تاريخي.
وتشمل الجزر قاعدة عسكرية مشتركة للسفن والمقاتلات بين الولايات المتحدة وبريطانيا في جزيرة دييغو غارسيا، والتي ستبقى قيد التشغيل لدورها المحوري في استقرار المنطقة والأمن الدولي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن الاتفاقية تضمن استمرارية عمل القاعدة العسكرية المهمة، وتعزز دور المملكة المتحدة في حفظ الأمن العالمي، وتحد من الهجرة غير الشرعية عبر المحيط الهندي.
فيما أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالاتفاق، واصفاً إياه بأنه "إثبات واضح على قدرة الدبلوماسية والشراكة على تجاوز التحديات التاريخية طويلة الأمد من أجل التوصل إلى نتائج سلمية وذات منفعة متبادلة".
تفاصيل الصراع على جزر تشاغوس
وكانت موريشيوس تطالب باستعادة سيادتها على جزر تشاغوس منذ استقلالها عن بريطانيا في عام 1968، معتبرة أن استيلاء بريطانيا على الجزر كان قسرياً.
وقد واجهت المملكة المتحدة ضغوطاً دولية متزايدة في السنوات الأخيرة قادتها وكالات الأمم المتحدة للتخلي عن سيادتها على الجزر.
أهمية جزيرة دييغو غارسيا
تعتبر جزيرة دييغو غارسيا ذات أهمية استراتيجية كبيرة؛ بسبب موقعها الجغرافي في المحيط الهندي، وهي تستخدم كقاعدة عسكرية لدعم العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة. وقد تعرضت الجزيرة لانتقادات بسبب إجلاء سكانها الأصليين في خمسينيات وستينيات القرن الماضي.
وشهدت الجزيرة توافد عدد قليل من المهاجرين منذ عام 2021 وطالبوا بحق اللجوء إليها، وهو ما تم الاستناد إليه في الاتفاقية الموقعة حديثاً والتي تلزم حكومة موريشيوس بالعمل على منع استغلال المحيط الهندي للعبور غير القانوني للاجئين في المستقبل.