بينها الاحتراق النفسي.. أبرز مخاطر التربية المثالية للأطفال

  • تاريخ النشر: الجمعة، 01 نوفمبر 2024
مقالات ذات صلة
ما هي أبرز أسباب تلوث البيئة ومخاطره
بالصور.. أغرب طرق تربية الأطفال من جميع أنحاء العالم
من بينها أمراض القلب والسرطان.. دراسة حديثة تحذر من مخاطر الصيام

حذرت الدكتورة منى مرعشلي، اختصاصية علم النفس والتربية، من خطورة السعي المفرط وراء تحقيق تربية مثالية للأطفال، مؤكدة أنه قد يؤدي إلى ما يعرف بـ"الاحتراق النفسي" لدى الآباء والأمهات، وهي ظاهرة متزايدة تُثقل كاهل الصحة النفسية للأهل، وتؤثر سلباً على الاستقرار الأسري بشكل عام.

وأضافت مرعشلي أن هذا النوع من الاحتراق النفسي ينشأ تدريجياً، حيث يستثمر الآباء وقتاً وجهداً هائلاً في تلبية احتياجات أطفالهم، سعياً لتحقيق نموذج أسري مثالي، مما يؤدي إلى استنزاف طاقتهم وشعورهم الدائم بالإرهاق النفسي والجسدي وعدم الرضا عن أدائهم.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وأوضحت أن الآباء والأمهات الذين يعانون من هذا النوع من الاحتراق غالباً ما يضعون معايير صارمة على أنفسهم فيما يخص تربية أبنائهم، وينكبّون على تلبية احتياجاتهم بلا حدود، تفادياً لتكرار أخطاء تربيتهم الخاصة، ما يؤدي بهم إلى إهمال حاجاتهم الذاتية، فيصبحون عُرضة للإرهاق المستمر، ما يشعرهم بالذنب عند أي تقصير، مما يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي عليهم.

  • اقرأ أيضاً

توصية باستخدام الوسائط الرقمية للأطفال خلال القراءة، ما أهمية ذلك؟

وأشارت مرعشلي إلى أن هذا الضغط النفسي يتفاقم مع الوقت، حيث يشعر الأهل بالإحباط لعدم تحقيق النتائج المرجوة أو عدم الحصول على التقدير المناسب لتضحياتهم، فيضاعفون جهودهم على حساب راحتهم الشخصية، مما يجعل أبناءهم محور حياتهم بالكامل.

ونبّهت إلى أن هذه الظاهرة تؤثر بشكل كبير على العلاقات الأسرية، حيث ينتشر التوتر بين الزوجين، ويتعرضان لمشاعر العزلة وكأنهما ضحيتا الضغوط المتزايدة.

ولفتت إلى أن الدراسات تشير إلى أن 5-8% من العائلات تعاني من "الاحتراق النفسي" الناجم عن التربية المفرطة، مما يؤثر سلباً على العلاقات الأسرية، ويؤدي إلى تدهور الصحة النفسية للوالدين والأطفال، وهو الأمر الذي يستدعي الانتباه لهذه الظاهرة والتحذير منها.

وحثّت مرعشلي على ضرورة اتباع نهج متوازن في التربية، مؤكدةً أن النجاح في الأبوّة والأمومة يعتمد على المرونة والصبر، وليس على الكمال، مشددة على أهمية الدعم العاطفي المتبادل بين الزوجين، باستماع كل طرف إلى مشكلات الآخر وتقدير جهوده، مشيرة إلى أن هذا الدعم النفسي بين الوالدين يعد ضرورياً لصحة الأسرة النفسية، ويساعد على خلق بيئة عائلية مستقرة وسليمة لأبنائهم.

  • اقرأ أيضاً

5 أسئلة شائعة عن تربية القطط في المنزل.. عيوبها واحتياجاتها