بينها مدة العزل في المستشفيات.. أبوظبي تحدّث بروتوكول علاج جدري القردة
أعلنت دائرة الصحة في أبوظبي، تحديث إجراءات التعامل مع حالات جدري القردة في الإمارة (تعريف الحالة، وبروتوكول العزل، والتعامل مع المخالطين، والبروتوكول المخبري، بالإضافة إلى إجراءات ضبط العدوى).
وأكدت الدائرة في تعميم أرسلته إلى مزودي الرعاية الصحية في إمارة أبوظبي، أن التحقيقات الوبائية المبدئية لمنظمة الصحة العالمية تشير إلى احتمالية انتقال المرض بين الأشخاص عن طريق الاتصال المباشر والحميم مع الحالات المصابة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
وأشارت إلى أنها في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على الصحة العامة وعافية المجتمع وتماشياً مع سياسات دائرة الصحة ومركز أبوظبي، فإنه يجب على المنشآت الصحية كافة في إمارة أبوظبي تنسيق جهود كوادرها الطبية لتعزيز الترصد الوبائي النشط لاكتشاف الإصابات المحتملة والتعامل معها طبقاً لتعريف الحالة، وبروتوكول العزل، والتعامل مع المخالطين، والبروتوكول المخبري، بالإضافة إلى إجراءات ضبط العدوى.
وشددت الدائرة على ضرورة استبعاد الأمراض الأخرى التي تسبب الطفح الجلدي مثل الجدري المائي، الهربس النطاقي، الهربس البسيط سريرياً أو بالفحص المخبري ما أمكن ذلك، والإبلاغ عن أي حالة مشتبه بها أو محتملة أو مؤكدة عبر نظام التبليغ الإلكتروني الخاص بالأمراض السارية.
وحددت الدائرة الحالات المشتبه فيها بأنها أي شخص يعاني من ظهور حاد لطفح جلدي أو حمى غير مبررة (38.5 درجة مئوية)، أو علامتين أو أكثر من أعراض المرض والتي تشمل الصداع وتضخم العقد اللمفية (تضخم الغدد الليمفاوية)، وألم عضلي (ألم عضلي / آلام في الجسم)، وألم في الظهر، والوهن (ضعف شديد).
وأشارت إلى أن الحالة المحتملة تكون لشخص يستوفي تعريف الحالة المشتبه بها وله صلة وبائية بحالة محتملة أو مؤكدة من جدري القرود في 21 يوماً قبل ظهور الأعراض أو تم الإبلاغ عن تاريخ السفر إلى بلد موبوء بجدري القرود في 21 يوماً قبل ظهور الأعراض، أو كان له شركاء جنسيون متعددون أو مجهولون خلال 21 يوماً قبل ظهور الأعراض، فيما يتم تأكيد حالة الإصابة عقب تطابق تعريف حالة مشتبه بها أو محتملة وتأكيدها مخبرياً من خلال الكشف عن التسلسلات الفريدة للحمض النووي الفيروسي لفيروس جدري القردة.
كما أشارت الدائرة إلى أن بروتوكول عزل المصابين بجدري القردة يلزم الحالات التي تم تأكيد إصابتها بالعزل في أحد المستشفيات المخصصة لذلك من قبل الجهات الصحية، حيث يجب أن تستمر احتياطات العزل حتى يتم تأكيد الشفاء مع عدم خروج المريض قبل أن تلتئم جميع آفات الطفح الجلدي (تشفى وتجف) وليس لها أعراض أو مضاعفات أخرى تتعلق بالمرض، وقد تستمر الأعراض من أسبوعين إلى أربعة أسابيع).
وأكد البروتوكول أهمية الشروع في تحديد هوية المخالطين لحالات مؤكدة وتعقبهم بمجرد تحديد حالة مشتبه بها، حيث يجب أن يكون الحجر الصحي لمدة 21 يوماً من آخر اتصال بالحالة المؤكدة، يتم خلالها مراقبة الأعراض الخاصة بالمرض، ويمنع المخالطين خلال فترة الـ21 يوماً من التبرع بالدم أو الخلايا أو الأنسجة أو الأعضاء أو حليب الثدي أو السائل المنوي، فيما يجب عزل الشخص الذي تظهر عليه علامات أعراض أولية غير الطفح الجلدي ومراقبته عن كثب، وفي حالة عدم ظهور طفح جلدي، يمكن مراقبة درجة الحرارة لما تبقى من 21 يوماً، وفي حال أصيب الشخص المخالط بطفح جلدي، فيجب عزله وتقييمه كحالة مشتبه بها، وأخذ عينة منه لتحليلها معملياً.
وحذرت دائرة الصحة في أبوظبي من إمكانية انتقال جدري القردة بشكل مباشر من الشخص المصاب إلى أشخاص آخرين من خلال الاتصال المباشر بالتقرحات الجلدية، وسوائل الجسم، وقطرات الجهاز التنفسي، أو بشكل غير مباشر عند ملامسة المواد الملوثة، بالإضافة إلى إمكانية انتقال المرض عن طريق الاتصال الجنسي.
وشددت على أن الكشف المبكر عن فيروس جدري القردة ومكافحة انتشار العدوى من الطرق الفعالة للحد من العدوى والوقاية من المرض، مشيرة إلى قيامها بالتنسيق المستمر مع الجهات الصحية بالدولة لتطبيق جميع الإجراءات الوقائية المشددة في ما يتعلق بالأمراض المُعدية للحفاظ على الصحة العامة لأفراد المجتمع.
"الصحة العالمية" تستبعد تحول "جدري القردة" إلى جائحة
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد استبعدت، الاثنين الماضي، أن يؤدي انتشار "جدري القردة" إلى جائحة عالمية، وذلك بعد أن تم رصد أكثر من 300 حالة مشتبه بها أو مؤكدة من الفيروس في مايو الجاري، معظمها في أوروبا.
في الوقت ذاته، لا تزال المنظمة بصدد دراسة ما إذا كان ينبغي تقييم التفشي على أنه "حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقاً دولياً" من عدمه.
وأفادت مسؤولة بالمنظمة، الاثنين الماضي، أن "الصحة العالمية" لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القردة خارج أفريقيا سيؤدي إلى جائحة، مضيفة أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن ينقلوا المرض".
وتدرس منظمة الصحة العالمية ما إذا كان ينبغي تقييم التفشي على أنه "حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقا دوليا". ومن شأن صدور إعلان من هذا القبيل، مثلما حدث مع كوفيد-19 وإيبولا، أن يساعد في تسريع جهود البحث والتمويل لاحتواء المرض.
وبشأن ما إذا كان تفشي مرض جدري القردة يمكن أن يتحول إلى جائحة، قالت روزاموند لويس مديرة إدارة الجدري ببرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية "لا نعرف ولكننا لا نعتقد ذلك"، وتابعت "في الوقت الراهن لا نشعر بالقلق من تفشي جائحة عالمية".
ومن المعروف أن سلالة الفيروس المتسبب في المرض لا تؤدي للوفاة سوى في حالات قليلة، ولم يتم تسجيل أي وفيات حتى الآن.
وظهرت معظم الحالات في أوروبا، وليس في بلدان وسط وغرب أفريقيا التي يتوطن فيها الفيروس، ولا ترتبط معظمها بالسفر. وبدأت بعض الدول في تقديم لقاحات للمخالطين وثيقي الصلة بالحالات المؤكدة.
الكشف عن أول علاج لـ"جدري القردة" ببريطانيا
وأظهرت نتائج دراسة طبية بريطانية حديثة أن أعراض جدري القرود قد تمر بشكل أسرع عندما يُعالج المرضى بمضاد فيروسات معروف.
وأعطي المرضى الذين تعافوا جميعا بعد العزل والعلاج، دورات تجريبية من نوعين مختلفين من الأدوية المضادة للفيروسات، وهما "Brincidofovir" و"Tecovirimat"، والتي أثبتت سابقاً إمكانية علاج جدري القرود في الحيوانات.
ووجد الفريق القائم على الدراسة القليل من الأدلة التي تشير إلى أن أدوية "Brincidofovir" كانت مفيدة، وخلص إلى أن "Tecovirimat" يبدو أنه يقصر مدة أعراض جدري القرود، وبالتالي قد يقلل أيضا من مقدار الوقت الذي يكون فيه المرضى المصابون معديين.
ورُخّص "Tecovirimat" داخل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لعلاج جدري القرود، لكن لم يتم التصريح به بعد من قبل وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا، وفقا لصحيفة "ديلي إكسبريس".
وتُعرف منظمة الصحة العالمية جدري القرود على أنه مرض نادر يحدث أساساً في المناطق النائية من وسط أفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية الماطرة.
ويُنقل فيروس جدري القرود إلى البشر من طائفة متنوعة من الحيوانات البرية، ولكن انتشاره على المستوى الثانوي محدود، من خلال انتقاله من إنسان إلى آخر.
ويتراوح معدل حالات الوفاة في الحالات الناجمة عن فاشيات جدري القردة بين 1 و10 بالمئة، وتلحق معظم وفياته بالفئات الأصغر سناً.
وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
ويشير الباحثون إلى تقسيم مرحلة الإصابة بجدري القرود إلى فترتين اثنتين، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.
الفترة الأولى هي فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن علاماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر والعضلات وضعف شديد (فقدان الطاقة).
وفي المرحلة الثانية يظهر الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، وتتبلور مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95 بالمائة من الحالات)، وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75 بالمئة).
ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام إلى حويصلات مملوءة بسوائل وبثرات قد يلزمها أسابيع لكي تختفي تماما.
وتحدث الإصابة بسبب مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.
ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوة جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة بجدري القدرة.
كما يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي، أو من إنسان إلى آخر عن طريق الإفرازات أو الملامسة.
وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير، كما أيضا من الممكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق العلاقات الجنسية أو عبر المشيمة.
تاريخ اكتشاف مرض فيروس جدري القرود؟
كُشِف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968.
وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.
وسجلت أولى الحالات للمرض خارج إفريقيا عام 2003، في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة.