ترونيان.. قصة قرية لا تدفن الموتى وتمارس معها طقوسًا غريبة

  • تاريخ النشر: السبت، 11 مايو 2024

يتم هذا التقليد فقط مع المتزوجين حيث يتم تنظيف الجثة بمياه الأمطار ولفها ووضعها في أقفاص

مقالات ذات صلة
قصة اليوم الأسود.. احتفال سنوي يمارس فيه العزاب طقوسًا غريبة
قصة قرية يابانية تسكنها 350 دمية بحجم البشر.. مرعبة وغريبة
تواصل الموتى مع الأحياء في 9 قصص غريبة

على مر التاريخ، عاشت قبائل وشعوب مختلفة في أماكن حول العالم، لها طقوس فريدة وغريبة، بعضها مستمر حتى يومنا هذا، وبعضها انتهى بفعل التغيرات والحداثة والتطور الذي يشهده العالم.

واحدة من الطقوس القديمة والمستمرة حتى يومنا هذا، هي تلك التي يمارسها شعب قرية ترونيان في أندونيسيا، المعروفون بتقاليدهم الغريبة في العديد من الاحتفالات التي يقومون بها. لكن بشكل خاص طقوسهم مع الموتى تعد أغرب هذه التقاليد.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة قرية ترونيان الأندونيسية، وطقوسها وتقاليدها الغريبة. بالإضافة إلى حقائق مثيرة عن شعبها وطبيعة الحياة فيها.

قصة قرية ترونيان

تقع قرية ترونيان، المعروفة أيضًا باسم "قرية الموتى المعلقة"، في منطقة كينتاماني الخلابة في جزيرة بالي الإندونيسية. تعد هذه القرية موطنًا لقبيلة "ترونيان" العريقة، التي تتميز بثقافتها وتقاليدها الفريدة، خاصة فيما يتعلق بطقوس الدفن.

تعد طقوس الدفن في قرية ترونيان من أكثر العادات إثارة للدهشة في العالم. فبدلاً من دفن الموتى أو حرقهم، يتم وضع جثثهم داخل أقفاص من الخيزران معلقة على شجرة "تارو مينيان" المقدسة.

يؤمن سكان قرية ترونيان أن وضع الجثث في هذه الأقفاص يسمح للأرواح بالصعود إلى السماء. كما يعتقدون أن شجرة "تارو مينيان" تمتلك قوى روحانية تساعد في تحلل الجثث دون أن تصدر رائحة كريهة.

وتثير طقوس الدفن الفريدة في ترونيان الكثير من الجدل والفضول. يراها البعض بربرية، بينما يراها البعض الآخر تقليدًا مقدسًا يجب احترامه. كما تواجه القرية ضغوطًا للتخلي عن تقاليدها القديمة والتكيف مع العالم الحديث. ومع ذلك، لا يزال سكان القرية ملتزمين بمعتقداتهم وطقوسهم، معتقدين أنها ضرورية للحفاظ على هويتهم وتاريخهم.

كل ذلك يجعل القرية تجذب سنويًا العديد من السياح والباحثين الذين يرغبون في معرفة المزيد عن ثقافتها وتقاليدها الغامضة.

ما هي شجرة تارو مينيان؟

تقع شجرة تارو مينيان، المعروفة أيضًا باسم شجرة الكافور المقدسة، في قرية ترونيان القديمة على جزيرة بالي الإندونيسية. تعتبر هذه الشجرة الضخمة ذات المظهر المهيب رمزًا مقدسًا للحياة والموت بالنسبة لسكان القرية، حيث تستخدم تقليديًا لدفن الموتى بطريقة فريدة من نوعها.

يعتقد أن شجرة تارو مينيان يبلغ عمرها مئات السنين، بل إن بعض المصادر تشير إلى أنها قد تصل إلى ألف عام. لا توجد معلومات مؤكدة حول تاريخ زراعتها، لكنها ظلت راسخة في ثقافة قرية ترونيان لعدة أجيال.

وتمارس قرية ترونيان تقليدا فريدا لدفن الموتى عن طريق لف جثثهم بأكفان من القماش ووضعها في تجاويف داخل شجرة تارو مينيان، حيث يعتقد أن أرواح الموتى تنتقل إلى عالم آخر من خلال هذه الشجرة المقدسة.

لذلك، تمثل شجرة تارو مينيان أكثر من مجرد مكان للدفن بالنسبة لسكان قرية ترونيان. يظهر سكان القرية احترامًا وتقديرًا كبيرين لها. يحافظون عليها بعناية ويحرصون على عدم الإضرار بها. كما تعد رمزًا حيًا لتاريخهم وثقافتهم، وعلامة مميزة على ارتباطهم الوثيق بموطنهم.

طقوس قرية تورنيان الغريبة

تعتبر قرية ترونيان أكثر من مجرد وجهة سياحية غريبة. فهي نافذة على ثقافة وتقاليد فريدة من نوعها، لا تزال حية حتى يومنا هذا. لكنها تفرض قواعد صارمة على زوار قرية ترونيان، خاصة فيما يتعلق بالمقابر. حيث يمنع النساء من دخولها، ويجب على الزوار ارتداء ملابس محتشمة وإظهار الاحترام للعادات والتقاليد المحلية.

كذلك، تشمل التقاليد الأخرى التي تمارس داخل القرية، إقامة حفلًا لتكريم مخلوق أسطوري يشبه الأسد يدعى بارونج، من خلال موكب خاص من الأولاد الذين يرتدون جلود الموز المجففة.

يسمح فقط للشباب بالمشاركة في هذا الحفل، ويجب اختيارهم بشكل خاص. ثم يقضون 42 يومًا في الحجر الصحي لتطهير أنفسهم. ويستمر هذا الحفل عادة لمدة ثلاثة أيام متتالية، تبدأ عند الظهر وتنتهي حوالي الساعة الخامسة مساء.

معلومات عن قرية ترونيان

يعتقد سكان قرية ترونيان أنهم سكان بالي الأصليين، بالإضافة إلى مجموعة من المعلومات الأخرى المهمة. وفي السطور التالية، نستعرض معكم حقائق مثيرة عن قرية ترونيان.

. قرية جبلية على الشاطئ الشرقي لبحيرة باتور.

. عندما يموت شخص ما في ترونيان، لا يتم دفن جثته أو حرقها، بل يتم وضعها في قفص من الخيزران وتترك لتتحلل.

. بمجرد أن يتحلل كل اللحم تحت الحرارة، تتم إزالة الجمجمة من بقية الهيكل العظمي ووضعها على مذبح حجري تحت شجرة مقدسة هناك تحمل اسم تارو مينيان، حيث تصبح مثل الضريح.

. تمثل شجرة تارو مينيان أكثر من مجرد شجرة عادية بالنسبة لسكان هذه القرية. يعتبرونها رمزًا مقدسًا للحياة والموت، ومصدر إلهام ثقافي.

. يتم هذا التقليد فقط مع جثث المتزوجين. بينما يتم ببساطة دفن جثث غير المتزوجين بشكل عادي.

. يتم تحضير الجثث بطقوس خاصة، والتي تتضمن تنظيف الجثة بمياه الأمطار ولفها بقطعة قماش ووضعها في أقفاص من الخزيران. مع ترك الرأس مكشوفًا.

. . يسمح فقط للرجال بالذهاب إلى القرية أثناء تسليم الجثث.

. يعتقد أن النساء إذا غامرت بالذهاب إلى المقبرة، سوف تتعرض القرية لزلزال أو ثوران بركاني.

. عندما تمتلئ جميع الأقفاص بالجثث، تتم إزالة الجثث القديمة ويتم وضعها على كومة لإفساح المجال للأقفاص التالية.

. لا يمكن الوصول إلى القرية إلا عن طريق القوارب عبر بحيرة باتور.

. يمكن للزوار الاستمتاع بالعديد من الأنشطة في قرية ترونيان، مثل المشي، وزيارة المعابد، والتعرف على الثقافة المحلية.

. رغم التطور الذي تشهده بالي وأندونيسيا كوجهة سياحية، إلا إن ذلك لم يؤثر على ثقافة القرية المعزولة، والتي ما زالت تحافظ على هذه التقاليد المتأصلة منذ قرون.

في النهاية، تعد قرية ترونيان مكانًا فريدًا من نوعه يقدم لمحة عن ثقافة غامضة وتقاليد عريقة. إن قصة هذه القرية هي قصة صراع بين التقاليد والتقدم، وهي قصة تستحق أن تروى وتحفظ للأجيال القادمة.