تصنيف إدمان ألعاب الفيديو كمرض عقلي رسميًا من قبل منظمة الصحة العالمية
ممارسو ألعاب الفيديو حول العالم قد أصبحوا الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث أصبحت ظاهرة إمضاء ساعات عديدة أمام الشاشات المضيئة أمراً غير مستغرب تواجده ضمن الأجيال الشابة وصغيرة السن. لربما يكون ذلك الاهتمام المكتسب حديثاً أمراً إيجابياً بالنسبة لمجتمع اللاعبين، إلا أنه قد لفت أيضاً أنظار بعض الجهات التي ترى في هذا النشاط أكثر من كونه مجرد تسلية لا ضير فيها.
على الرغم من معارضة الأغلبية من لاعبي الفيديو لتصنيف نشاطهم المفضل ضمن الأمراض العقلية لدى منظمات الصحة العالمية كما أُشيع قبل بضعة أشهر، إلا أن World Health Organization أو اختصاراً WHO قد أصدرت قرارها في الأمس بتضمينها إدمان ألعاب الفيديو كمرض عقلي يدعى “Gaming Disorder“، وذلك في أحدث إصداراتها من مجلة تصنيف الأمراض الداخلية “Internal Classification of Diseases“.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أعراض “خلل اللعب” ذلك تتلخص في ثلاثة نقاط رئيسية اعتمدها الباحثون وهي:
-
عدم القدرة على التحكم بنشاط لعب الفيديو (المدة، التواتر، الكثافة، الانتهاء..الخ)
-
أولوية متزايدة لألعاب الفيديو على أي نشاط يومي آخر أو هوايات أخرى
-
استمرار أو تزايد لعب ألعاب الفيديو على الرغم من وقوع عواقب سلبية
قد يبدو ذلك التصنيف منطقياً للبعض، إلا أن عدداً من خبراء الصحة وآخرون قد قاموا بالنظر إلى الأمر لكونه سطحي جداً وموضوعي، حيث تختلف التأثيرات والحالات من شخص إلى شخص بنسبة كبيرة بل وحتى حسب نوع اللعبة التي يقوم بإدمانها. المثير للاهتمام هو تشارك الوصف الخاص بخلل ألعاب الفيديو مع مرض إدمان القمار، والذي قامت منظمة WHOبتصنيفه سابقاً.
“الاختلالات التي تنتج عن سلوك إدماني قابلة للتعريف من أعراضها السريرية المتعلقة بالضغط النفسي أو التداخل مع الخصائص الشخصية التي يتم تطويرها نتيجة للتصرفات المتكررة التي تعود بالرضى على المريض دون استخدام المواد المُنتجة فردياً” تتحدث المنظمة. “الاختلالات الناتجة عن التصرفات الإدمانية تتضمن القمار أو لعب ألعاب الفيديو، والتي من الممكن أن تتألف من تصرفات عبر الإنترنت أو بشكل فردي”
قد تتسائل ماعلاقة Fortnite بكل ذلك، وفي الحقيقة فإن لعبة النجاة الأكثر شعبية في العالم والمتوافرة بشكل مجاني على أي منصة يمكن أن تتخيلها حالياً قد تسببت بعدد من المشاكل لدى الأهل في مناطق عديدة أبرزها شمال أميركا، حيث يعاني عدد من الأطفال إدمانها لساعات عديدة جعلها العدو رقم واحد لوالدي ضحاياها. في الحقيقة، عدد من الأهالي قاموا بمطالبة شركة Epic Games بإغلاق اللعبة كلياً لتأثيرها الكبير على مهارات أطفالهم الاجتماعية والدراسية، بينما اختار آخرون التوجه إلى المنظمات الصحية لتعريف إدمان ألعاب الفيديو على أنه مرض فعلي، حيث عبرت والدة أحد الأطفال عناستيائها من عدم تقبل مراكز الرعاية الصحية لعلاج ولدها لعدم تصنيف ألعاب الفيديو كمرض نفسي يمكن معالجته (تستطيعون شكرها لاحقاً لأن ألعاب الفيديو قد أصبحت كذلك الآن!).
على الرغم من ذلك، قد لا يكون هذا التصنيف هو نهاية العالم التي قد تتصورها كأحد محبي ألعاب الفيديو. وفقاً للطبيب Vladimir Poznyak أحد أعضاء منظمة WHO، فرص الإصابة بهذا الخلل هي “ضئيلة جداً”، حيث تحدث لقناة CNN قائلاً: “الملايين من اللاعبين حول العالم، حتى مع جلساتهم الطويلة بلعب ألعاب الفيديو، لن يعانوا من هذا الخلل أو يتم اعتبارهم كمرضى نفسيين على الإطلاق”.
يمكنكم إلقاء أسلحتكم جانباً، فالأمر قد لا يعنينا في نهاية المطاف إذاً!