تعامد القمر على الكعبة المشرفة: ظاهرة فلكية تحدث لأول مرة في 2021
تشهد سماء مكة المكرمة، مساء الخميس، ظاهرة فلكية نادرة، وهي تعامد القمر على الكعبة المشرفة، في المملكة العربية السعودية، وذلك بالتزامن مع وقوعه في طور البدر، وذلك التعامد الأول في عام 2021.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية واس، تصريحات المهندس ماجد أبوزاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، والذي قال إن القمر سيصل لحظة البدر المكتمل بزاوية 180 درجة من الشمس ويكون بذلك أكمل نصف مداره حول الأرض خلال هذا الشهر.
وأضاف في تصريحاته أنه يتبع ذلك وصول القمر لحظة التعامد عند الساعة التاسعة و43 دقيقة و34 ثانية مساء بتوقيت جرينتش، وسيكون على ارتفاع 89.57.46 درجة، وقرصه مضاء بالكامل بنسبة 99.9% وعلى مسافة 381.125 كيلومتر.
تعامد القمر
ليست هذه فقط الظاهرة الوحيدة، فبعد التعامد سيظل القمر مشاهداً في السماء لبقية الليل إلى أن يغرب مع شروق شمس الجمعة.
وأكد أبوزاهرة، في تصريحاته التي نقلتها الوكالة الرسمية أن ظاهرة التعامد من الطرق العلمية لتأكيد دقة الحسابات لحركة الأجسام السماوية ومنها القمر التي تجعل تحديد موقعة في غاية الدقة، كما أنه يمكن الاستعانة بهذه الظاهرة الفلكية في معرفة اتجاه القبلة بطريقة بسيطة من عدة مناطق حول العالم كما فعل القدماء.
وتابع في تصريحات نقلتها قناة العربية، إنه بشكل عام، يعتبر منتصف الشهر القمري التوقيت المثالي لرصد الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير، خلافاً لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس. هذه الفوهات المشعة هي عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات. ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين.
ووفقا لرئيس الجمعية الفلكية فإنه يمكن الاستعانة بهذه الظاهرة لمعرفة اتجاه القبلة، حيث يمكن للقاطنين في المواقع البعيدة عن المسجد الحرام الاعتماد على اتجاه القمر الذي يشير لمكة المكرمة بشكل يضاهي دقة تطبيقات الهواتف الذكية.
تعامد القمر على الكعبة
في وقت سابق من العام الماضي 2020، كان القمر تعامد على الكعبة، وذلك على ارتفاع 89.58.40 درجة، وقرصه مضاءً بنسبة 13.7% بنور الشمس، وكانت الزاوية التي تفصله عن الشمس 43 درجة، وعلى مسافة 373.958 كيلومتر، وبلغ ميله عرض مكة ومتوسطاً خط زوالها التعامد.
وعملياً، تُستخدم هذه الظاهرة في تحديد اتجاه القبلة بشكل بسيط، إذ يشير اتجاه القمر، بالنسبة للقاطنين في الأماكن البعيدة عن المسجد الحرام وقت التعامد، إلى اتجاه مكة المكرمة كما فعل القدماء بدقة توازي دقة تطبيقات الهواتف الذكية.