تعرف على أشهر ظواهر فلكية يمكننا رؤيتها.. أبرزها سديم الجبار
يشهد يوم 12 أكتوبر كل عام، الاحتفال باليوم العالمي لعلم الفلك الذي بدأ الاعتراف به منذ عام 1973
فتح علم الفلك أمام العالم أبوابا عديدة لاكتشاف الكون وعجائبه، اخترق حدود الكرة الأرضية ليعرف المزيد عن ما يدور حولنا، وكيف يمكن أن يؤثر علينا. أصبحنا الآن على قدر من المعرفة بالكوكب المحيطة بنا، ومجموعتنا الشمسية، وبعض الظواهر الفلكية التي تحدث حولنا. وما زال الكون يفاجئنا بالمزيد، وعلى العلماء أن يستمروا في البحث.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
بدأ علم الفلك منذ آلاف السنين، عرفه المصريون القدماء، ودونوا بعض ما عرفوه عن الكون على جدران المعابد. ومن وقتها، يتطور هذا العلم، ويزداد الاهتمام به، لأن الكون الواسع مجال مفتوح لا تنتهي متعة اكتشافه أبدا. في كل مرة، يفاجئنا الفضاء بمعلومات وقصص جديدة، نتمكن من خلالها من فهم عالمنا أكثر.
يمثل اليوم العالمي لعلم الفلك، فرصة مثالية للتعرف أكثر على هذا المجال الذي يفتح أمامنا آفاقا جديدة كل يوم في الكون الفسيح الذي نحن جزء منه. وفي التقرير التالي، نستعرض معكم تاريخ وأهمية وأهداف هذا اليوم، بالإضافة إلى أشهر الظواهر الفلكية التي ساهم هذا العلم في تعرفنا عليها.
اليوم العالمي لعلم الفلك
يشهد يوم 12 أكتوبر كل عام، الاحتفال بهذا اليوم الذي بدأ الاعتراف به منذ عام 1973. أسسه في البداية دوج بيرجر، رئيس الجمعية الفلكية في شمال كاليفورنيا آنذاك. وكان يهدف إلى تعريف الناس بالعالم الخارجي المحيط بهم، وزيادة الوعي لديهم بأهمية الدور الذي يمارسه علم الفلك. لذلك، كان يتم تركيب تلسكوبات في بعض المناطق الحضرية ليستمتع الماس بالفضاء.
الآن، اتسع نطاق الاهتمام بهذا اليوم، ليشمل العديد من المنظمات والمؤسسات والمجموعات العلمية التي تحاول تعريف الناس بأهمية علم الفلك. إنه ليس فقط طريقة مثالية وفرصة رائعة للتعرف على مزيد من المعلومات عن الفضاء الخارجي وما يدور حولنا، لكن أيضا فرصة لزيادة أعداد المهتمين به، لمشاركة معرفتهم وحبهم للفضاء الخارجي.
أهمية علم الفلك
يمكننا من خلال التعرف على فوائد علم الفلك، وما الذي نجنيه من معلومات وحقائق عن طريق هذا العلم الذي يحاول استكشاف الكون من حولنا، أن نفهم لماذا يستحق الاحتفاء به. وفي السطور التالية، نجيب لكم على سؤال ما هو علم الفلك وأهميته؟
فهم أصولنا الكونية
يساعدنا علم الفلك في المقام الأول على تتبع مراحل تطور الكون منذ الانفجار العظيم. وبالتالي فهم كيفية تشكل النجوم والمجرات والكواكب، وكيف بدأت الحياة على كوكبنا. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد للبحث عن عوالم شبيهة لما، داخل أو خارج نظامنا الشمسي. في محاولة للإجابة عن سؤال: هل توجد حياة في مكان آخر؟
التنبؤ بالظواهر
يساهم علم الفلك في قدرتنا على التنبؤ بالعديد من الظواهر الفلكية التي تشهدها الكرة الأرضية، مثل الزلازل والبراكين. وبالتالي يساعدنا على حماية الأرواح والممتلكات.
تطوير التكنولوجيا
يساهم الاهتمام بعلم الفلك في تطوير أدوات وأساليب ومعدات لمراقبة الكون، ومتابعة ما يدور حولنا إلى حد ما. نمتلك الآن التلسكوبات الفضائية والأقمار الصناعية، وغيرها. كما يساعدنا في فهم التحديات التي تواجهنا، مثل تغير المناخ وتلوث البيئة.
الإلهام والإبداع
تتسع حدود علم الفلك إلى آفاق بعيدة جدا بقدر اتساع الكون، وبالتالي يتسع معها الإلهام والفضول وآفاق التفكير، مما يدفعنا إلى طرح أسئلة جديدة طوال الوقت. ويعتبر هذا طريقة رائعة لنشر الثقافة العلمية بين الناس، مما يجعلهم أكثر وعياً بأهمية المعرفة والبحث العلمي.
أشهر الظواهر الفلكية في العالم
تعتبر الظواهر الفلكية أكثر من مجرد مناظر مذهلة يمكننا مشاهدتها في السماء ليلا،. إنها تذكرنا بأهمية علم الفلك الذي ساعدنا بمعلوماته وتقنياته على استشكاف وفهم هذه الظواهر، من القمر إلى المجرات البعيدة، لنتذكر دائما مدى اتساع الكون والأسرار التي يحتويها. وفي السطور التالية، نستعرض معكم أشهر الظواهر الكونية المحيطة بنا.
الكسوف والخسوف
تعتبر من أشهر الظواهر الفلكية التي يواجهها كوكبنا، لذلك تتحول إلى حدث كبير يتابعه الملايين في مختلف الدول حول العالم. يحدث الكسوف عندما يحجب القمر بعض أو كل من ضوء الشمس عن الأرض. وينقسم إلى كسوف كلي وحلقي وجزئي. بينما يحدث الخسوف عندما يدخل القمر في ظل الأرض، وبالتالي يحجب ضوء الشمس عنه. وهناك أيضا خسوف كلي وجزئي.
الأمطار النيزكية
تحدث هذه الظاهرة عادة عندما تدخل الأرض في مدار مذنب، عندها يمكننا أن نشاهد في السماء حطامه الذي يحترق بمجرد دخوله في الغلاف الجوي. ينتج عن ذلك شهبا مضيئة في السماء. وتعتبر أشهر الأمطار النيزكية هي البرشاويات، التي تحدث في شهر أغسطس، والتوأميات، التي تحدث في ديسمبر.
الشفق القطبي
واحدة من الظواهر الفلكية التي يمكن مشاهدتها في المناطق القطبية، حيث تتحول إلى عروض بالأضواء الطبيعية الملونة في السماء الليلية. وتحدث هذه الظاهرة نتيجة اصطدام بعض الجسيمات المشحونة من الشمس مع ذرات الغلاف الجوي للأرض. وتتكون من ألوان مختلفة هي الأخضر، والوردي، والأرجواني، والأزرق، في مشهد ساحر حقًا.
مجرة درب التبانة
بعيدًا عن المناطق الملوثة، يمكن أن نستمتع بمشاهدة مجرتنا كشريط ضبابي من الضوء في سماء الليل، بالتحديد خلال الفترة من مايو إلى أغسطس. يمكنك وقتها أن تلاحظ هذه المجرة التي تعد موطنًا لأكثر من 100 مليار نجم، باستخدام المنظار أو التلسكوب.
مجرة أندروميدا
رغم أنها تقع على بعد حوالي 2.5 مليون سنة ضوئية من الأرض، إلا إنها يمكن مشاهدتها في السماء الليلية ببعض المناطق خلال الخريف والشتاء تحديدا، حيث تبدو كبقعة خافتة من الضوء. وتعتبر أقرب مجرة إلى مجرة درب التبانة، وتتميز ببنيتها الحلزونية.
سديم الجبار
واحدة من ألمع السدم وأكثرها روعة، والتي يمكن رؤيتها في سماء الليل باستخدام التلسكوب، على شكل رقعة غامضة من الضوء، حيث تتشكل النجوم الجديدة.
في النهاية، من المهم التأكيد على إن علم الفلك أكثر من مجرد علم يمنحنا المزيد من المعلومات والحقائق عن الكون والفضاء، هو رحلة مثيرة يمكننا من خلالها تدعيم الإبداع والخيال، واكتشاف أنفسنا. إنه مفتاح لفهم أصولنا، وتطوير تقنيات تكنولوجية جديدة، وإلهام الأجيال القادمة.