تعرف على أكثر بلدة تشاؤماً في العالم وكيف يعيش سكانها
تتسم البلدان والمدن ببعض السمات التي تكتسبها من سكانها أو التي تفرضها عليهم، لكن بلدة بولانكا في فنلدنا اشتهرت بالأخبار والمشاعر السلبية، وقرر سكانها التكيف مع الوضع حتى أصبحت أشهر بلد تشاؤماً في العالم.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
شاهد أيضاً: صور: أعلى 5 مباني بنيت في 2019
لافتات معلقة على جانب الطريق المؤدي إلى البلدة الصغيرة، تقول إحدهما "هل ضللت الطريق؟ إنها بولانكا" وتقول الأخرى: "بولانكا تقترب، مازال بالإمكان العودة" في محاولة لإقناع الزوار بعدم الدخول للبلدة الأكثر تشاؤماً في العالم.
من شدة شهرة البلدة بالتشاؤم أصبحت تستضيف مهرجانا للتشاؤم، وحفلا موسيقا له فضلا عن تدشين متجر على الإنترنت، وجميعها يقدم فكرة التشاؤم بصور مرحة، وتظهر مقاطع فيديو البلدة في أبهى حلل التشاؤم، ويتابع مئات الآلاف تلك الفيديوهات على الإنترنت.
المدير التنفيذي لرابطة بولانكا للمتشائمين، وهي الجهة المسؤولة عن اللافتات في البلدة الذي يدعى ومي رايالا، البالغ من العمر 41 عاماً: "يحلم البعض كثيراً كل يوم بالاصطدام بتلك اللافتات والتخلص منها".
ويقول هاري بيلتولا عمدة البلدة إن بقية الفنلنديين عندما يعرفون مسقط رأسه يتحدثون عن التشاؤم، ويؤكد رايالا قائلا: "يستحضر كثيرون اليوم التشاؤم عند الحديث عن بولانكا".
يبلغ عدد سكان البلدة نحو 2600 شخص، أكثر من 37% منهم تزيد أعمارهم على 64 عاماً، وتراجع سكان البلدة بنحو النصف منذ ثمانينيات القرن الماضي، في الوقت الذي تواصل فيه المراكز الحضرية الأكبر في اجتذاب بقية شباب البلدة.
يوجد في بولانكا متجران للبقالة وصيدلية ومحطة بنزين يلتقي فيها السكان لتجاذب الحديث واحتساء القهوة، فضلاً عن مطعم واحد يقدم الغداء، ويعمل أغلب السكان إما في قطاع الخدمات أو القطاع الزراعي.
وشهد ياكو بافلو، البالغ من العمر 63 عاماً ويعمل بمكتبة قريبة من مقر رئاسة الحي، موجة التشاؤم في منتصف العقد الأول من الألفية الجديدة.
ويقول إن البلدة أعلنت عن إقامة "حفل تشاؤمي" يضاف إلى قائمة المناسبات الصيفية القليلة بها، وبدلاً من دفع رسوم لدخول الحفل دفع المشاركون رسوما للخروج منه، "فالناس لم يأتوا لمتابعة البرنامج فحسب، بل للاجتماع معاً وتحية بعضهم البعض بروح تشاؤمية بالقول: حسنا أراك لاتزال على قيد الحياة!".
ويقول أحد السكان: "إذا كنت تعيش هنا، وتتمنى تغير الوضع في بولانكا للأفضل، وكيف سيتوافد الناس على البلدة، فأنت تحلم بالمستحيل"، وأحلام اليقظة لا تقود إلا إلى الإحباط.
ويضيف: "لكن إن قبلت الواقع كما هو، وكيفته لخدمتك، يمكن بالفعل العيش في البلدة والنجاح فيها"، وكأنه قد أصبح متفائلا.