تعرف على فيروس حمى الكسلان بعد التحذير منه.. ليس له علاج
انتاب سكان الولايات المتحدة الأمريكية حالة من القلق، بعد الإعلان عن ظهور أولى حالات الإصابة به هناك
انتاب سكان الولايات المتحدة الأمريكية حالة من القلق، بعد الإعلان عن ظهور أولى حالات الإصابة بمرض "حمى الكسلان" وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في البلاد. ويرجع ذلك إلى عودة 21 مسافرًا في شهر أغسطس من كوبا، مصابين بفيروس الأوروبوش (Oropouche).
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ورغم الإعلان عن تعافي أغلب الحالات المصابة بهذا المرض الذي ينقله الحشرات، والتي تم رصدها بين المسافرين، إلا إن ما زال هناك ثلاث حالات منهم يعانون من أعراض متكررة.
وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة حمى الكسلان، أسبابه وأعراضه وطرق علاجه والوقاية منه.
ما هو مرض حمى الكسلان؟
حصل هذا المرض على اسمه نسبة إلى حيوان الكسلان الذي ينتقل إليه المرض بشكل كبير، وذلك عن طريق بعض الحشرات الاستوائية في أمريكا الوسطى والجنوبية، حيث تصيب هذه الحشرات بعض الحيوانات البرية، خاصة الكسلان، بالإضافة إلى بعض القوارض والطيور.
ورغم أن الفيروس حتى الآن لم يتم التأكيد على إنه ينتقل من إنسان إلى إنسان، إلا إنه يمتلك قدرة كبيرة على التطور. لذلك، أصدرت منظمة الصحة العامة تحذيرًا يحث الدول الأعضاء على تعزيز مراقبتها لهذا المرض، في ظل انتشار أعداد كبيرة من المصابين في أمريكا الوسطى والجنوبية والكاريبي، حيث تشهد هذه الأماكن ارتفاعًا غير مبرر.
كذلك، يعرب مسؤولون عن قلقهم البالغ من إمكانية انتشار فيروس الأوروبوش في مناطق لم يظهر فيها من قبل، مثل بوليفيا وكوبا. خاصة في ظل تأثير بعض العوامل على هذا الانتشار مثل تغير المناخ وإزالة الغابات والتوسع العمراني غير المخطط له، حيث تساهم جميعها في تطور المرض وانتشاره.
أسباب حمى الكسلان
ينتشر فيروس الأوروبوش بواسطة بعض الأنواع من الحشرات، لكن الحشرة الأكثر شيوعا في نقل المرض هي البعوض. ومن بعدها ينتقل إلى بعض الحيوانات، خاصة الكسلان. وبالفعل شوهد لأول مرة في كسلان ثلاثي الأصابع، ومن هنا جاء اسمه العلمي.
وبالنسبة لانتقاله إلى البشر، فإن نفس السبب الذي يؤدي لانتقاله إلى بعض الحيوانات، هو الذي يؤدي لانتقاله إلى البشر، حيث يتعرض البعض للدغات من البعوض المصاب في بعض المناطق التي تظهر فيها حالات الإصابة. لكن حتى الآن لا يعرف الباحثون ما إذا كان بإمكانه أن ينتقل بين البشر أم لا، أو احتمالات تطوره لينتقل من إنسان إلى إنسان.
أعراض حمى الكسلان
يمكن الخلط بسهولة بين أعراض هذه العدوى الفيروسية وداء الشيكونغونيا أو زيكا أو الملاريا. وتشمل الأعراض التي يمكن أن يواجهها المريض فور إصابته الحمى المفاجئة والصداع الشديد والإسهال والغثيان والقيء والرعشة وآلام العضلات أو المفاصل.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يكون المرض قاتلاً، خاصة إذا كان المريض يعاني من ضعف المناعة أو أمراض خطيرة أخرى تقلل من قدرة جسمه على مقاومة حمى الكسلان، مثل السرطان أو غيره.
كذلك، تتشابه أعراض حمى الكسلان مع أعراض حمى الضنك. لذلك، يحذر المسؤولون من الخلط بين التعامل مع فيروس الأوروبوش وحمى الضنك، بسبب الأعراض المشابهة. لذلك، يجب في البداية التعامل مع المرضى الذين يشتبه في إصابتهم بالضنك بحذر، وبعد التأكد من إصابتهم بالضنك أو عدمه يتم اتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة للسيطرة على المرض.
هذا ما حدث بالفعل مع المسافرين الذين عادوا إلى الولايات المتحدة حاملين الإصابة، حيث قام قسم الصحة في فلوريدا بتحليل العينات، وبعد أن ظهرت نتائج الجميع سلبية بالنسبة لفيروس الضنك، تبين أنهم مصابون بفيروس الأوروبوش.
علاج حمى الكسلان
للأسف، حتى الآن لا توجد أدوية لعلاج فيروس الأوروبوش أو الوقاية من هذا التفشي المستمر. الأمر الذي يدفع منظمة الصحة العالمية لقلق منزايد من احتمالات تفشي هذا المرض. حتى شهر يوليو، أبلغت المنظمة عن أكثر من 8000 حالة، موزعة على بوليفيا والبرازيل وكولومبيا وكوبا وبيرو.
وحتى الآن، يعتمد العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض وتقديم الرعاية الداعمة للمريض، مثل:
. تناول الأدوية المسكنة للآلام لتخفيف آلام الرأس والعضلات.
. تناول الأدوية الخافضة للحرارة لخفض درجة الحرارة المرتفعة.
. شرب الكثير من السوائل للوقاية من الجفاف.
. الراحة التامة للسماح للجسم بالتعافي.
مخاطر حمى الكسلان
تم اكتشاف فيروس الأوروبوش لأول مرة عام 1955 في الكاريبي. وقتها، تفشي الفيروس في أمريكا الجنوبية والوسطى، وأصيب حوالي نصف مليون شخص، حيث لدغتهم البعوضة التي تحمل اسم Culicoides paraensis . وكذلك نوع من البعوض يسمى Culex quinquefasciatus، وكلاهما موجود في المناطق الاستوائية.
لكن تزداد المخاوف في الوقت الحالي؛ نظرًا لحدوث حالات وفاة بشرية نتيجة هذا الفيروس. أودت حمى الكسلان حتى الآن بحياة امرأة تبلغ من العمر 21 عامًا، وأخرى تبلغ من العمر 24 عامًا في البرازيل.
كما يخشى الخبراء أن يكون فيروس الأوروبوش (المسبب للمرض) له تأثير قاتل على الأجنة بطريقة مشابهة لفيروس زيكا. يأتي ذلك بعد العثور مؤخرًا على أجسام مضادة لهذا الفيروس في حديثي الولادة بأمريكا الجنوبية المصابين بالصغر الدماغي، وهي حالة خلقية تؤثر بشدة على نمو الدماغ.
طرق الوقاية من حمى الكسلان
يحذر مسؤولون في الصحة العامة من ارتفاع معدل خطورة هذا الفيروس. ولا تزال التحقيقات في المراحل الأولية لمحاولة فهم المسار الحقيقي لحمى الكسلان، وما إذا كان يمكن أن ينتشر المسبب المرضي بواسطة حشرات المناطق المصابة فقط، أم عن طريق الحشرات الموجودة في مناطق أخرى.
لذلك، يسعى الباحثون للتفكير في طرق للحد من انتشار حمى الكسلان داخل أي قارة جديدة، وتوفير طرق للوقاية من هذا المرض. وبالفعل، أصدر مسؤولون صحيون أوروبيون مؤخرًا توجيهات بعد اكتشاف 19 حالة من حمى الكسلان في المسافرين العائدين من أمريكا الجنوبية. كما تم تحذير الحوامل من ضرورة تأجيل السفر إلى المناطق التي تشهد تفشيًا.
وفي النهاية، علينا التأكيد على إن الوقاية من لدغات البعوض أثناء السفر إلى هذه المناطق أمر ضروري. كما يجب الحفاظ على النظافة الشخصية من خلال غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد التعامل مع الحيوانات أو التربة.