تعرف على يوم تجاوز الأرض.. ولماذا يتغير تاريخه كل عام؟

  • تاريخ النشر: الخميس، 01 أغسطس 2024

يعتبر يوم تجاوز الأرض بمثابة جرس إنذار خطير وتذكير لنا بأننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نعيش بها

مقالات ذات صلة
لماذا يتغير موعد شهر رمضان كل عام؟
تعرف على أقدم صخرة موجودة على سطح الأرض.. تاريخها يسبق ظهور البشرية
تعرف على أعلى الحيوانات صوتًا على وجه الأرض.. لن تصدق شدتها

تخيلوا الأرض عبارة عن محفظة ضخمة مليئة بثروة طبيعية. كل عام، نستهلك من هذه الثروة ما يكفي لحياتنا. لكن، ماذا لو أنفقنا أكثر مما يمكن تعويضه في هذا العام؟ هذا بالضبط ما نفعله كل عام، حيث تستنفذ البشرية كل ما تستطيع الطبيعة إنتاجه كل عام، قبل أن ينتهي العام. إنه مثل أن تنفق راتبك بالكامل قبل نهاية الشهر، ثم تنتظر الراتب التالي.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

للأسف، يعود ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها زيادة عدد السكان، نمط حياتنا الاستهلاكي، وتأثير الصناعات على البيئة. لكن هذا لا يعني اليأس. إذ يحاول العالم من خلال ما يعرف باسم يوم تجاوز الأرض، دعوة البشر للاستيقاظ، والتوعية بضرورة تغيير عاداتنا الاستهلاكية والتفكير بجدية في الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة يوم تجاوز الأرض، الذي يتم الدعوة إليه كل عام في موعد مختلف، وكيف يتم حساب هذا اليوم، وغيرها من المعلومات المهمة التي تساعدنا على فهم المؤثرات التي تضر كوكبنا، وكيف يمكننا حمايته.

ما هو يوم تجاوز الأرض؟

يوم تجاوز الأرض هو التاريخ التقريبي الذي يستهلك فيه البشر موارد طبيعية أكثر مما تستطيع الأرض تجديده في ذلك العام. بمعنى آخر، هو اليوم الذي "نستدين" فيه من موارد المستقبل. هذا يعني أننا نستهلك الخشب والمياه والطعام والوقود بمعدل أسرع بكثير مما تستطيع الطبيعة تجديده، مما يؤدي إلى تدهور النظم البيئية وتغير المناخ.

ولكن كيف يتم حساب يوم تجاوز الأرض؟ في الواقع، يتم حساب يوم تجاوز الأرض سنويًا من قبل شبكة البصمة العالمية (Global Footprint Network)، وهي منظمة بحثية دولية، حيث يتم حساب هذا التاريخ من خلال مقارنة البصمة البيئية للإنسانية، أي كمية الموارد الطبيعية التي نستهلكها، بالقدرة البيولوجية للأرض، أي قدرة الأرض على تجديد هذه الموارد.

وفي هذا العام، تم تحديد يوم 1 أغسطس ليكون يوم تجاوز الأرض، في محاولة للتنبيه والتوعية بالخطر الذي نواجهه.

معلومات عن يوم تجاوز الأرض

. يعتبر يوم تجاوز الأرض بمثابة جرس إنذار للتحذير من تدهور النظم البيئية وتجاوزنا الحد الطبيعي من الاستهلاك العادل للموارد الطبيعية في الكوكب.

. بدأت فكرة هذا اليوم مع أندرو سيمز، المفكر في مؤسسة الاقتصاد الجديد في المملكة المتحدة، حيث طور سيمز هذا المفهوم، وفي عام 2006، تعاونت شبكة البصمة العالمية مع المؤسسة لإطلاق أول حملة ليوم تجاوز الأرض.

. منذ عام 2007، انضم الصندوق العالمي للطبيعة، وهو منظمة حماية كبرى، إلى هذه الجهود المبذولة من جانب سيمز ومؤسسة الاقتصاد الجديد في المملكة المتحدة.

. يمثل هذا اليوم التاريخ الذي يستنفد فيه البشر أكثر مما يمكن للكوكب تجديده في عام واحد.

. يتم حساب هذا اليوم بقسمة السعة الحيوية للأرض، أي ما يمكن للكوكب تقديمه في عام واحد، على الطلب البشري لهذه الموارد، ثم ضرب النتيجة في 365، وهي عدد أيام السنة.

. يتقدم تاريخ يوم تجاوز الأرض بشكل متسارع على مر السنين. في البداية، كان في ديسمبر، لكنه انتقل مؤخرًا إلى أغسطس، مما يعكس زيادة طلبنا على موارد الأرض الطبيعية.

. انتقلت تواريخ يوم تجاوز الأرض من 25 ديسمبر 1971 أول مرة تم فيها حسابه، إلى 2 أغسطس في العام الماضي 2023.

. يشير تقدم هذا التاريخ إلى نمو بصمتنا البيئية وعدم قدرة كوكبنا على مواكبة ذلك، حيث نستهلك أكثر مما تستطيع الأرض تجديده.

العوامل المؤثرة على يوم تجاوز الأرض

إذا كنت تتساءل: ما هي العوامل التي تؤثر على يوم تجاوز الأرض؟ فهناك العديد من العوامل التي تؤثر على يوم تجاوز الأرض، بما في ذلك:

نمو السكان

كلما زاد عدد السكان، زاد الطلب على الموارد الطبيعية.

النمو الاقتصادي

مع نمو الاقتصادات، يزداد استهلاك الطاقة والموارد.

التغيرات في أنماط الاستهلاك

تغير أنماط الاستهلاك، مثل زيادة استهلاك اللحوم والمنتجات الحيوانية، يؤثر على البصمة البيئية.

التكنولوجيا

يمكن للتكنولوجيا أن تساعد في تقليل البصمة البيئية، ولكنها يمكن أيضًا أن تزيدها إذا تم استخدامها بطريقة غير مستدامة.

التغيرات المناخية

تؤثر التغيرات المناخية على قدرة الأرض على تجديد مواردها.

ما هي أضرار تجاوز الأرض؟

يؤدي تجاوز الأرض إلى العديد من الآثار السلبية التي قد تؤثر على كوكبنا، وعلى حياتنا في المستقبل بشكل كبير، بما في ذلك:

نقص المياه

يؤدي الإفراط في استهلاك المياه إلى نقص المياه العذبة، مما يؤثر على الزراعة والصناعة والحياة البرية.

نضوب الغابات

يؤدي قطع الأشجار بوتيرة أسرع من قدرة الغابات على التجدد إلى تدهور الغابات وفقدان التنوع البيولوجي.

تدهور التربة

يؤدي الإفراط في استخدام الأراضي الزراعية والمبيدات الحشرية إلى تدهور التربة وفقدان خصوبتها.

تغير المناخ

يؤدي انبعاث غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري إلى تغير المناخ وارتفاع درجة حرارة الأرض.

فقدان التنوع البيولوجي

يؤدي تدمير الموائل الطبيعية إلى انقراض العديد من الأنواع الحية.

ماذا يمكننا أن نفعل لحماية كوكب الأرض؟

هناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها للحد من آثار تجاوز الأرض، بما في ذلك:

تقليل استهلاك الطاقة

يمكننا تقليل استهلاك الطاقة من خلال استخدام الأجهزة الموفرة للطاقة، والحد من استخدام السيارات، واستخدام وسائل النقل العام.

تقليل النفايات

يمكننا تقليل النفايات من خلال إعادة التدوير، والحد من استخدام المنتجات البلاستيكية، وشراء المنتجات المحلية.

تغيير نظامنا الغذائي

يمكننا تقليل البصمة الكربونية لنظامنا الغذائي من خلال تناول المزيد من الخضروات والفواكه، وتقليل استهلاك اللحوم والمنتجات الحيوانية.

دعم السياسات المستدامة

يمكننا دعم السياسات التي تشجع على الاستدامة، مثل الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، وإدارة النفايات.

في النهاية، يمكننا التأكيد على إن يوم تجاوز الأرض هو تذكير لنا بأننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نعيش بها. من خلال اتخاذ إجراءات فردية وجماعية، يمكننا تقليل تأثيرنا على البيئة وحماية كوكبنا للأجيال القادمة، لأن للاستخدام المفرط آثارًا متعددة، مثل تراكم ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، مما يساهم في تغير المناخ.

إن يوم تجاوز الأرض هو تذكير بأن لكل فعل تأثير، وأن من خلال اتخاذ خيارات أكثر استدامة، يمكننا المساعدة في تأجيل يوم تجاوز الأرض إلى وقت لاحق من العام، بهدف الوصول إلى مرحلة يتطابق فيها طلبنا مع ما تستطيع الأرض تقديمه.