ثورة الذكاء الاصطناعي في الطب: هل يحل محل الأطباء قريبا؟
أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، وامتد تأثيره ليشمل العديد من المجالات الحيوية، بما في ذلك القطاع الطبي. ومع التطورات المتسارعة في هذا المجال، يتساءل البعض: هل سيغني الذكاء الاصطناعي عن زيارات الأطباء في المستقبل؟.
حول هذا السؤال، استعرض تقرير لـ"دوتش فيله"، العديد من الابتكارات القائمة على الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، حيث تم الكشف عن تقنيات جديدة تشكل قفزة نوعية في التشخيص الطبي، من بينها تقنية "تخطيط القلب الفائق"، التي تعتمد على تحليل ملايين البيانات لتقديم تشخيصات دقيقة.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
ووفقاً لتقرير أوردته صحيفة "بيلد" الألمانية، يقوم هذا النظام بتسجيل حوالي 3.2 مليون نقطة بيانات، يتم تحليلها باستخدام خوارزميات متقدمة تتناول 290 معلمة لكل نبضة قلب، ما يجعل التشخيص أكثر تفصيلًا مقارنة بالتخطيط التقليدي.
اقرأ أيضاً: لقاح لعلاج السرطان بالذكاء الاصطناعي
بعد الانتهاء من الفحص، يحصل المريض على تقرير شامل ودقيق عن وظائف قلبه، ما يساعد في رصد المشكلات الصحية في مراحل مبكرة.
وبحسب تقرير "دوتش فيله"، يجري العمل على تطوير تقنية جديدة حالياً في مجال آخر، تعتمد على تحليل أصوات مرضى قصور القلب، حيث ترتبط هذه التقنية برصد التغيرات الصوتية الناتجة عن وذمة الرئة وتراكم السوائل، ما يمكن من تقديم إنذارات مبكرة حول تفاقم الحالة.
وتعمل شركة ألمانية بالتعاون مع مستشفى "شاريتيه" في برلين على تطوير هذه التقنية، التي من المتوقع أن تصبح جاهزة للاستخدام بحلول عام 2026.
ورغم هذه التطورات الكبيرة، يرى الخبراء أن دور الإنسان سيبقى حاسماً في اتخاذ القرارات الطبية النهائية، حيث يقول الدكتور فلوريان غيسلر، الباحث في معهد "فراونهوفر" الألماني: "الطب الرقمي سيواصل التطور ليشمل جميع مراحل الرعاية الصحية، بدءًا من الوقاية، مروراً بالتشخيص والعلاج، وصولًا إلى الرعاية اللاحقة".
ويشير غيسلر إلى أن الذكاء الاصطناعي، رغم دقته، سيظل بحاجة إلى تقييم البشر لضمان اتخاذ قرارات صحيحة وشاملة.
وإجمالًا، يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيصبح شريكاً أساسياً في الرعاية الصحية المستقبلية، دون أن يلغي الحاجة إلى العنصر البشري.
اقرأ أيضاً: هل يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بالزلازل؟