ثورة نسائية ضد التحرش من المحيط إلى الخليج
حرب ضد التحرش في مصر والسعودية ولبنان
يبدو وكأن مواقع التواصل الاجتماعي قد تحولت لملاذ آمن للنساء والفتيات بعد أن غاب الأمان عن أرض الواقع. ففي خلال الأيام السابقة اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بحملة الكترونية ضخمة ضد التحرش. بدأ الأمر بعد اتهام أكثر من مائة فتاة لشاب بالاغتصاب والاعتداء الجنسي على قاصر والتحرش بأخريات. وهو ما فجر ثورة الكترونية ضد التحرش والمتحرشين، وحراكا كبيرا بقصد الكشف عنهم وفضحهم وقد تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي وسوم مثل افضحي_متحرش وبداية_الثورة_النسوية لكسر حاجز الصمت.
حملات تضامن واسعة:
وقد لاقى هذا الحراك تضامنا واسعا من العديد من المشاهير والفنانين ومن بينهم هند صبري ورانيا يوسف وسارة عبد الرحمن.
كما أعلن عدد من النشطاء والإعلاميون عن تطوعهم للتكفل بقضايا ضحايا التحرش وتقديم المشورة القانونية لهن مثل الإعلامية رضوى الشربيني التي حضت الضحايا على الإفصاح وبسرعة.كما دشنت فتيات وسوما أخرى ومجموعات على فيسبوك، يحكين فيها عن أول حادثة تحرش تعرضن لها. ومن بينها وسم #اول_محاوله_تحرش_كان_عمري الذي احتل مركزا متقدما في لوائح المواضيع الأكثر انتشارا في مصر. وامتلأ الوسم بقصص مفجعة لما يحدث للفتيات. وكذلك حملة #انا_ناجية ، التي تشجع الناجيات من الاغتصاب والتحرش على الإفصاح عما تعرضن له، بهدف التوعية وفضح المعتدي لينال عقوبته.
مبتز المراهقات.. يشعل الغضب في السعودية:
ولم يقتصر الأمر على مصر فقط، ففي السعودية اجتاح منصة تويتر هاشتاج مبتز_المراهقات_في_مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر شخص مجهول الهوية يعمل على جمع صور الفتيات عبر تويتر ويقوم بعرضها بموقع إباحي. وقد تفاعل الكثيرون عبر الهاشتاج، وعبروا عن غضبهم تجاه هذا النوع من التحرش والابتزاز. وأعلنوا عن غضبهم ورفضهم لمثل هذا النوع من الابتزاز.
وتعددت أيضا التغريدات التي تسعى لتوعية الفتيات بحقوقهن وبالتصرف القانوني الصحيح في مثل هذه الحالات. فبينما أشار بعض المغردين إلى قوانين الهيئة السعودية للملكية الفكرية، والتي تنص على أن الصور ملك لصاحبها وعقوبة انتهاكها غرامة 100 ألف ريال. كما حثت الكثير من التغريدات الفتيات اللاتي تعرضن للابتزاز على تبليغ الشرطة الالكترونية. وشجعت التغريدات الفتيات على الإبلاغ: "لو كل وحدة منكم نزلت بلغت مركز الشرطة وطلبت الحق الخاص وتعويضات ضرر ماعاد بيشوف الشارع. وهذا الحق العام في نظام الجرائم المعلوماتية للي ماتبي مثول امام المحكمة يكفي تنزل مرة مركز الشرطة وتقدم الدليل." وقد نشروا نص المواد القانونية التي تضمن حقوق الفتيات. مؤكدين على سرعة تفاعل الشرطة مع مثل هذه البلاغات.
" نحن حدك" .. لبنان:
وهذه ليست المرة الأولى التي يبرز فيها دور وسائل التواصل الاجتماعي في مقاومة هذه النوعية من الجرائم، ففي لبنان في العام الماضي وتحديدا في يونيو 2019 انطلق وسم ما_يبتزك_نحن_حدك والذي أطلقته الإعلامية والناشطة لطيفة الحسنية لدعم الفتيات خاصة المراهقات، بعد قيام فتاة في الثالثة عشر من عمرها بالانتحار بعد أن سرب زميلها صورا لها، وهو مادفع الفتاة الصغيرة للخوف والانتحار رغم أن الصور لم يكن فيها ما يشين.
ويأمل الناشطون أن يؤدي هذا الحراك النشط لزيادة التوعية بخطورة التحرش، وبأهمية التصدي له.