ج. ك. رولينج كاتبة سلسلة هاري بوتر.. تعرف على قصتها الكاملة
بدأت في تأليف القصص بعمر السادسة ورفضتها 12 دار نشر
سلسلة هاري بوتر هي واحدة من أشهر سلاسل كتب الأطفال والمراهقين، وهي من أكثر سلاسل الكتب مبيعا، وهو ما جعل كاتبتها جوان رولينج تحقق ثروة هائلة. لكن هذا الثراء لم يكن حالها منذ البداية فقد عانت من حياة صعبة في بداياتها.
طفولتها وحكاية الأرانب:
ولدت في 31 يوليو من عام 1965 في مدينة جلوسيسترشير الانجليزية في جنوب غرب إنجلترا، منذ صغرها والجميع ينادونها ’جو‘ اختصارا، وحين يغضب أحدهم منها، كان يناديها جوان.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
اعتادت على أن تحكي لأختها الصغيرة ديان القصص الخيالية. في السادسة من عمرها ألفت قصة خيالية أسمتها الأرنب. حيث أرادت أن تقنع والديها بأن يسمحا لها بتربية أرنب في المنزل.
للأسف لم تحصل جوان على أرنبها، لكنها خطت خطوتها الأولى في عالم الحكايات الخيالية.
حكايات المدرسة:
انتقل والداها للعيش في الريف الانجليزي في بيت أوسع، ولم تكن سعيدة في المدرسة، لكنها استطاعت اكتساب أصدقاء كثر من خلال قصصها الخيالية التي كانت ترويها لهم في أوقات الغداء.
وحين بلغت مرحلة الدراسة الجامعية، كانت الكتابة والتأليف مجرد هواية جانبية لها، درست اللغة الفرنسية في جامعة اكستر حتى تخرجت، أملا في أن يساعدها ذلك بعد التخرج في العمل في وظيفة سكرتيرة.
لكن التخصص في اللغة الفرنسية منحها كذلك عاما دراسيا في العاصمة الفرنسية باريس ضمن نطاق دراستها الجامعية.\
السكرتيرة الكاتبة:
تخرجت جوان وعملت باحثة وسكرتيرة في لندن من أجل غرض واحد، إذ أن عملها وفر لها حاسوبا تعمل عليه، وهو ما استطاعت أن تستغله أثناء أوقات فراغها في كتابة قصصها، ولم تمض فترة طويلة حتى كان تأليف القصص والروايات قد استولى على كل تفكيرها وشغل كل وقتها.
الرحيل إلى البرتغال:
في عمر السادسة والعشرين أدركت جوان أنهالا تستطيع مواصلة العمل في هذه الوظيفة. خاصة بعد وفاة أمها في عمر مبكر ولم تكن تبلغ الخامسة والأربعين.
قررت وقتها أن تترك كل أحزانها خلفها وتسافر إلى مدينة بورتو في البرتغال لكي تعمل في تدريس اللغة الانجليزية، ورغم أنها وظيفة بعيدة عما كانت تحبه، لكنها سمحت لها بأوقات فراغ أطول، وهو ما قررت استغلاله من أجل إنهاء الجزء الأول من قصة هاري بوتر.
من أين جاء هاري بوتر؟
في أحد الأيام كانت جوان مسافرة في رحلة تأخرت 4 ساعات في قطار مزدحم عندما هبطت عليها فكرة هاري بوتر، وقضت هيه الساعات في تخيل مدرسة السحر هوجوارتس، ورسم خيالها أشهر شخصيات المدرسين والعاملين في المدرسة، وظلت منذ هذا الوقت تكتب مغامرات هاري في عامه الأول، مستغلة أي وقت وكل وقت يتوفر لها.
زواجها الأول.. حياة صعبة:
في البرتغال تزوجت جوان من صحفي، وأنجبت ابنتها جيسيكا ثم انفصلت عن زوجها بعد عام تقريبا، وبعدها قررت أن تترك البرتغال وتسافر لمدينة إدنبرة في اسكتلندا حيث كانت أختها الصغيرة تقيم،وهناك حاولت أن تحصل على وظيفة تكفل لها وﻹبنتها حياة جيدة.
بعد جهد كبير عثرت على وظيفة معلمة لغة فرنسية، لكن كل ما أرادته هو إيجاد وقت للتركيز على التأليف والكتابة لإنهاء حكاية هاري بوتر. كانت أماً وحيدة تعتمد على المعونة الحكومية وأجر وظيفتها الزهيد لكي تستطيع أن تكفل نفسها وطفلتها. ولشهور طويلة وصل الأمر ﻷن تعجز عن دفع فاتورة الكهرباء الشهرية.
الوقوف في وجه الرفض:
كانت تستغل أوقات نوم طفلتها الرضيعة كي تجمع خيوط قصتها وتنهيها، وكتبتها على آلة كاتبة قديمة. أنهت كتابتها عام 1995 بعد مرور خمس سنوات من رحلة القطار حين خطرت لها الفكرة.
وبلغت الرواية حوالي 90 ألف كلمة.
لم تكن تملك ما يكفي من المال لعمل نسخة مطبوعة من الرواية لتقديمها لدور النشر فاضطرت لكتابتها مرتين على آلتها الكاتبة.و هو ما كان يجعلها تطلب من دور النشر التي ترفضها أن تعيد النسخة كي تستطيع إرسالها لدار أخرى.
واجه جوان الرفض من 12 دار نشر. لكنها امتلكت الإصرار الكافي لدق جميع الأبواب حتى قبلتها أخيرا الثار الثالثة عشر.
وأخيرا تعاقدت على نشر الرواية مقابل 1500 جنيه استرليني، دفعت منها عمولة وكيل أعمالها التي بلغت 225 جنيه استرليني.
اسم مستعار:
لم تختر جوان أن تنشر الرواية باسم ج. ك. رولينج، لكن دور النشر أجبرتها على ذلك. حيث توقعوا أن آباء الأطفال لن يرغبوا فى قراءة كتاب ألفته امرأة، ولهذا اختارت حرف "ك" من (كاثلين) حرفًا ثانيًا لاسمها وهو أول حرف من اسم جدتها من جهة أبيها، ولأنها لم يكن لديها اسم أوسط. وتعتبر رولينج أن "جو" هو اسمها وقالت "لم ينادنى أحد قط بجوان عندما كنت صغيرة إلا إذا كانوا غاضبين منى".
بدايات صعبة:
وعلى الرغم من أنها أخيرا استطاعت نشر روايتها إلا أنها لم تنجح على الفور، ففي أول حفل ﻹطلاق الرواية حضر أربعة أشخاص فقط حتى أن العاملين في المكتبة جلسوا بدلا من الحضور لكي تجد بعض الدعم. وهو ما جعل الناشر يشعر بالقلق، فنصحها أن تجد وظيفة نهارية لكسب المال.
بالإضافة لذلك هوجمت القصة من الجماعات الدينية التي رفضت ما فيه من سحر وسحرة، حتى أن الحكومة المحلية اضطرت لسحب الكتاب من المكتبات العامة في بعض المدن.
بدايات النجاح:
بعد شهور استطاعت أن تحصل على منحة من مجلس الفنون الاسكتلندي قدرها 8 آلاف جنيه استرليني، وهو ما ساعدها على الاستمرار في الكتابة، وبعدها بيعت حقوق النشر داخل الولايات المتحدة في مقابل مبلغ كبير وقتها بلغ 105 ألف دولار، وهو ما سمح لها أخير أن تستقيل من وظيفتها وتركز على تأليف القصص، وإكمال قصص السنوات التاليةعن الصغير بوتر بينما يجتاز صفوفه الدراسية.
التحقق والنجاح:
في يونيو 1997، طبعت دور النشر ألف نسخة من الجزء الأول – حجر الفيلسوفة وبعد خمسة أشهر فاز هذا الجزء بأول جائزة له، وبعدها بعدة أشهر ثلاث جاءت الجائزة الثانية ثم الثالثة، ليشهد شهر يوليو من عام 1998 طباعة الجزء الثاني من القصة.
وفي الوقت الحالي تقدر القيمة المالية للعلامة التجارية ’هاري بوتر‘ بأكثر من 15 مليار دولار، كما أنها ترجمت إلى 65 لغة في العالم، وبيع منها ما يربو عن 400 مليون نسخة عالميا.