جسم غامض يحاول الهروب من مجرتنا بسرعة فائقة.. وناسا تكشف سره
سرعة الهائلة ستؤدي في النهاية إلى هروبه من جاذبية درب التبانة ودخوله الفضاء بين المجرات
حقق علماء الفلك من الهواة التابعين لأحد مشروعات وكالة ناسا، اكتشافًا مذهلاً، حيث رصدوا جسما غامضا ينطلق بسرعة هائلة خارج مجرة درب التبانة. تم تحديد هذا الجسم، الذي يحمل الرمز CWISE J124909.08+362116.0.
استخدم الفريق، الذي يتكون من مارتن كاباتنيك وتوماس بيكيل ودانيال كاسيلدن، بيانات من مهمة واسبر (WISE) التابعة لناسا، والتي قامت برسم خريطة للسماء بالأشعة تحت الحمراء بين عامي 2009 و2011. وجاء الاكتشاف عندما لاحظ العلماء جسما خافتا يتحرك بسرعة في صور واسبر.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
أكدت الملاحظات اللاحقة باستخدام عدة تلسكوبات أرضية حركة الجسم السريعة، حيث بلغت سرعته حوالي مليون ميل في الساعة. هذه السرعة هائلة لدرجة أنها ستؤدي في النهاية إلى هروب الجسم من جاذبية درب التبانة ودخوله الفضاء بين المجرات. لذلك، يمثل الجسم CWISE J1249، كما يُطلق عليه بشكل غير رسمي، تحديًا فريدًا لتصنيفه بشكل دقيق.
يرجع سبب حيرة العلماء في تصنيفه، إلى كتلته المنخفضة التي تجعل من الصعب تصنيفه بشكل قاطع كنجم أو قزم بني، وهي أجرام شبه نجمية ذات كتلة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن اعتبارها كواكب، كما إنها ليست كبيرة بما يكفي لدعم اندماج الهيدروجين في نواتها مثل النجوم الحقيقية.
كذلك، كشفت الدراسات الإضافية أن CWISE J1249 يحتوي على مواد معدنية أقل بكثير من النجوم والأقزام البنية الأخرى، مما يشير إلى أنه قد يكون أحد أقدم الأجرام في مجرتنا، ربما من أحد الأجيال الأولى من النجوم.
أهمية هذا الاكتشاف
لا تقتصر أهمية هذا الاكتشاف على حركة الجسم السريعة فحسب، بل تمتد أيضًا إلى أهمية المساهمات القيمة التي يمكن أن يقدمها علماء الفلك الهواة في البحث العلمي، حيث يشجع مشروع ناسا المتطوعين على البحث عن أجرام جديدة في النظام الشمسي الخارجي وما بعده. ويبين هذا المشروع، بالإضافة إلى 28 مبادرة أخرى خاصة بالهواة تدعمها ناسا حاليًا، قوة الجهود التعاونية بين العلماء المحترفين والهواة من الجمهور.
كما يسلط اكتشاف CWISE J1294 الضوء على أهمية مهمة واسبر، التي قدمت البيانات لهذا الاكتشاف، عن طريق دراسة السماء بأكملها بالأشعة تحت الحمراء، مما يساعد في الكشف عن الأجرام المخفية بطرق أخرى، خاصة الأجرام الباردة والخافتة مثل الأقزام البنية والنجوم البعيدة، التي تصدر معظم ضوئها في الأجزاء تحت الحمراء من الطيف.
كذلك، يوفر اكتشاف CWISE J1294 فرصة فريدة لدراسة خصائص الأجرام القديمة ذات الكتلة المنخفضة. وستساعد البيانات التي يتم جمعها من هذا الجسم العلماء على فهم أفضل لتكوين وتطور النجوم والأقزام البنية في مجرتنا. بالإضافة إلى ذلك، سيلهم نجاح مشروع علماء الفلك الهواة، العديد من المشاركين في المشاريع المستقبلية، مما يشجع المزيد من الناس على المشاركة والإسهام في مجال علم الفلك.