جولة داخل أسوأ حديقة حيوان في العالم.. حتى الشمبانزي يدخن

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 11 سبتمبر 2024

نشطاء وباحثون يحذرون من وجود تصرفات داخل هذه الحديقة قد تؤدي بتلك الكائنات إلى مصير مخيف

مقالات ذات صلة
جولة داخل أقدم حديقة حيوان في العالم.. عمرها 272 عامًا
جولة داخل أول فندق فضائي في العالم.. أجواء خيالية
الصداقة بين الحيوانات: شمبانزي يصادق دب في حديقة الحيوانات التركية

تثير العديد من حدائق الحيوان الموجودة حول العالم هجوم وانتقادات من قبل نشطاء ودعاة حقوق الحيوان. يرون أن مثل هذه الحدائق تستغل الحيوانات للترفيه، ولا تهتم بحقوقها، ولا تراعي حريتها. لكن في النهاية، هذا أمر نسبي وفقا للكثير من الباحثين، الذين يرون في حدائق الحيوان أهمية أخرى تتعلق بالبحث والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض.

مع ذلك، هناك حديقة حيوان يلقبها الكثير من النشطاء والباحثين على حد سواء، بـ "أسوأ حديقة حيوان في العالم". يرجع ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها انتشار عدد من الفيديوهات من داخل الحديقة، على مراحل وسنوات مختلفة، تؤكد على وجود تصرفات قد تؤدي بتلك الكائنات إلى مصير مخيف.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة هذه الحديقة، ولماذا يصفها العديد من النشطاء والباحثين بأسوأ حديقة حيوان في العالم. مع بعض الوقائع المرتبطة بها.

أسوأ حديقة حيوان في العالم

وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية، تعتبر حديقة الحيوان المركزية في كوريا الشمالية، الأكثر إثارة للجدل من بين الحدائق الموجودة في العالم. يرجع ذلك إلى العديد من الأحداث التي نقلتها فيديوهات من داخل الحديقة، تتعلق بإجبار العديد من الأنواع، بعضها مهدد بالانقراض، على خوض منافسات ومعارك شرسة داخل الأقفاص الصغيرة، من أجل ترفيه الجمهور وتحقيق مكاسب.

تعود قصة هذه الصور والفيديوهات المثيرة للجدل إلى سنوات مضت، حيث توثق معاملة الحيوانات القاسية، وفقا للنشطاء. من بينها على سبيل المثال مقطع فيديو منتشر يعود إلى التسعينيات من القرن الماضي.

يظهر في هذا الفيديو لقطات من داخل الحديقة، حيث يتم إجبار بعض الحيوانات مثل النمور والدببة والكلاب البرية والبوم، على التواجد في قفص واحد، أو في نفس المكان معا، للتحريض على المحاربة والتنافس. بعض هذه المنافسات تسفر عن مقتل بعضها.

يشير النشطاء إلى إن هذا الفيديو يحتوي على العديد من المقاطع، كما لو كان فيلما وثائقيا يعكس الوقائع السيئة التي تشهدها هذه الحديقة. في أحد المقاطع على سبيل المثال يظهر نمرًا يتصارع مع دب أسود بعد أن تم وضعهما في نفس المساحة معًا. كما يظهر في مقطع آخر كلبان بريان في مشهد صعب يتصارعان مع بعضهما البعض، دون أن يحاول أحد الفصل بينهما.

ترتفع حدة الصراع بين الكلبين لدرجة أنهما يعضان ويطاردان بعضهما البعض في محاولة للقتل. وكذلك، في مقطع ثالث، يلاحظ النشطاء ثعبانًا يهاجم بومة تم وضعها في مساحته الخاصة، حيث يلف جسمه حولها، ويقوم بسحقها تمامًا.

ردود فعل الباحثين والنشطاء

في تصريحات لصحيفة "ذا صن"، يقول مات كوليس، الخبير من الصندوق الدولي للرفق بالحيوان، أن هذه المعارك بالتأكيد تترك أثرا سيئا للغاية في نفس هذه الكائنات. وربما يؤدي ذلك إلى عواقب وخيمة أكبر تضر بالحيوانات أو بالبشر الذين يعملون في هذه الحديقة، نتيجة هذه المعارك المفتعلة.

ويضيف كوليس: "لا يمكننا أن نعتبر هذه الصراعات مجرد صراعات برية طبيعية، حيث يتم إجبار الحيوانات على القتال ضد بعضها البعض من أجل الترفيه والمتعة فقط داخل مساحات ضيقة، حيث لا يوجد فرصة للهروب. هذا يعتبر أمرا قاسيًا جدًا يمكن أن يعرض سلامة الكائنات الجسدية والنفسية للخطر، وقد يسفر عن عواقب قاتلة".

ويتعجب خبير الصندوق الدولي للرفق بالحيوان من هذه الفيديوهات، مشيرا إلى أننا يمكن أن نعتبرها فيلمًا وثائقيًا "وحشيًا" يحمل اسم "قتال الحيوانات".

كذلك، يقول خبير الرفق بالحيوان الدكتور نيل دي كروز، من منظمة حماية الحيوان العالمية، إن هذه الأوضاع مقلقة للغاية، ويجب بشكل ما أن يتم البحث عن حل لمثل هذه السلوكيات سيئة السمعة لحماية الحيوانات. كما يجب وقف تصدير الحيوانات إلى حدائق لا تحترمها أو ترعاها بشكل جيد".

ويقترح كروز، إدارة هذه الحديقة بشكل مسؤول من قبل منظمات معنية بحماية حقوق الحيوانات. أو غلقها ووضع الحيوانات في حدائق ومحميات حديثة لإنقاذها من حياة المعاناة. بالإضافة إلى دعم جهود حماية وإنقاذ الأنواع المهددة بالانقراض.

ويتابع الدكتور دي كروز: "الكثير من الأماكن للأسف تسيء معاملة الحياة البرية من أجل الترفيه". ويشير إلى إن أفكار مثل حلبات القتال بين الحيوانات أو دفع الحيوانات إلى التدخين للضحك والترفيه، كلها أمور لا تتناسب مع مهمة دعم جهود حماية الحياة البرية.

كواليس هذه الوقائع

تزعم العديد من وسائل الإعلام أن هذه الفيديوهات والمقاطع، كان يتم تصويرها في عهد الزعيم السابق لكوريا الشمالية، كيم جونغ إيل، قبل وفاته في عام 2011. ويشيع بعضها أيضا إلى إن هذه اللقطات كانت بتوجيه مباشر منه، لعرض بعض الحيوانات النادرة والقيمة التي يمكن أن تراها فقط في حديقة حيوانات كوريا الشمالية المنعزلة في بيونغ يانغ.

كذلك، تظهر بعض اللقطات في المقاطع المتداولة، أن حراس حديقة الحيوان يقومون بالمشاركة في التحريض على هذه المعارك، من خلال وضع أنواع مختلفة من الحيوانات في نفس الأقفاص، وبالتالي إجبارها على التصارع والهجوم على بعضها البعض.

وقائع حديثة

في عام 2018، واجهت حديقة الحيوان المركزية في بيونغ يانغ، انتقادات جديدة بعد ظهور صور لنمر أبيض بجوار صغاره الميتين، حيث يحاول بشكل بائس أن يحركها. وكذلك، لقطات لقرد شمبانزي مدمن على التدخين. ومقطع آخر تظهر فيه بعض السلاحف مغطاة بالطحالب، حيث تسبح في برك متعفنة وقذرة.

ووفقا لصحيفة "ذا ميرور"، يقول أحد شهود العيان إنه رأي أحد الحراس، وهو يلتقط هذه السلاحف من ذيلها، قبل أن يلقيها في البركة النتنة. وهو تصرف وصف من جانب بعض النشطاء بغير الإنساني، لأنه يدل على معاملة سيئة للحيوان.


 

تجديد الحديقة

في عام 2016، أمر كيم جونغ أون بتجديد بنية حديقة الحيوان المتهالكة. وبالفعل، ظهرت الحديقة في ثوب جديد، حيث ذهب الجزء الأكبر من الاستثمار في تصميم تمثال كبير يصور رأس نمر عند مدخل الحديقة.

لكن النشطاء والباحثين يرون أن هذا التجديد لن يقدم أي فائدة للحيوانات طالما المعاملة السيئة مستمرة. تظل الحيوانات في النهاية محبوسة في أقفاصها الصغيرة، وتعامل بشكل غير طبيعي لمجرد التسلية والترفيه. كما إن المعلم الرئيسي الآن في هذه الحديقة هي شمبانزي يدعى أزاليا، تلقب بأنها "الشمبانزي المدخن".

تعتبر أزاليا من أكثر عوامل الجذب داخل الحديقة، والتي يتم الترويج لها من قبل إدارة الحديقة وكذلك الحراس، حيث تخطف أنظار الزوار بإشعال السجائر باستخدام ولاعة، تحت تشجيع مدربها. هذا بالإضافة إلى إمكانية لمس أنفها إذا دفعت مقابل ذلك. كما أنها تنحني شكرًا، وتؤدي رقصة بسيطة.