جولة داخل أقدم حديقة حيوان في العالم.. عمرها 272 عامًا

  • تاريخ النشر: الإثنين، 09 سبتمبر 2024

تضم الحديقة مجموعة من الحيوانات الغريبة والنادرة من مختلف القارات، بما في ذلك الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك

مقالات ذات صلة
جولة داخل أسوأ حديقة حيوان في العالم.. حتى الشمبانزي يدخن
جولة داخل أقدم المتاحف في العالم.. بمناسبة يوم المتحف الدولي
حديقة الحيوان بالرياض.. كل ما تريد معرفته عن أقدم وجهة ترفيهية

في فيينا، النمسا، تقع حديقة الحيوان شونبرون، والتي تعرف الآن بأنها أقدم حديقة حيوان في العالم، حيث يبلغ عمرها 272 عامًا. منذ أن تأسست عام 1752، شهدت الحديقة العديد من التطويرات والأحداث، من بينها وقائع مأساوية أبرزها عندما سحق فيل أحد العمال الموجودين في الحديقة.

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم قصة الحديقة منذ بدايتها حتى الآن، والأحداث المأساوية التي مرت بها. بالإضافة إلى مراحل تطويرها ومعلومات عنها.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

تاريخ أقدم حديقة حيوان في العالم

بدأت القصة في منتصف القرن الثامن عشر، عندما سعى الإمبراطور فرانز الأول، إلى إحضار مجموعة حيوانات داخل قصره في شونبرون. ثم كلف ببناء حديقة الحيوان داخل أراضي القصر، الذي كان آنذاك مقر إقامة العائلة الإمبراطورية في الصيف.

بدأ الفكرة بمجموعة صغيرة من الحيوانات، ثم أصبحت الحديقة مليئة بمجموعة كبيرة من الحيوانات الغريبة، وأصبح القصر رمزًا للقوة والهيبة في المدينة، حيث يحتوي على حيوانات من جميع أنحاء العالم، في عصر كانت فيه مثل هذه المشاهد غريبة ونادرة للغاية.

التصميم المبتكر

كان تصميم حديقة الحيوان، الذي قام به مهندس البلاط جان نيكولا جادوت دو فيل-إيسي، ثوريًا في عصره. في قلبها يوجد جناح مركزي مثمن الشكل، تنبثق منه 13 مسارًا شعاعيًا مثل قضبان تقود الزوار إلى أقفاص مختلفة. سمح هذا التصميم في ذلك الوقت، بإطلالة بانورامية على الحيوانات كلها. وحتى الآن، لا يزال الكثير من هذا الهيكل الأصلي سليمًا.

كذلك، يمكنك أن تشعر بمجرد التجول في الحديقة أنك تعود بالزمن إلى الوراء، حيث توفر الميزات المعمارية الباروكية خلفية متنوعة لمجموعة متنوعة من الحياة البرية.

ظلام الماضي

للأسف، رغم العراقة والتاريخ الطويل الذي تتمتع بها هذه الحديقة، إلا إن ماضيها مظلم بالعديد من الأحداث المأساوية التي شهدها زوارها، قبل أن تصبح الآن  رائدة في مجال الحفاظ على البيئة.

يرتبط هذا التاريخ المظلم تحديدا بالقرن العشرين، وقت أحداث الحرب العالمية الثانية وصعود النظام النازي. آنذاك، كان النازيون يستخدمون هذه الحديقة وغيرها من الحدائق، في نشر أيديولوجياتهم عن النظام والحرب. من خلال الترويج لأفكارهم حول النقاء العرقي والتفوق.

تحولت الحديقة من مكان لتربية الحيوانات، ورمزا للقوة والهيبة باعتبارها مقرا نادرا للعديد من الكائنات من مختلف أنحاء العالم، إلى أداة للترويج لأيديولوجيتهم بطرق مقلقة، حول التسلسل الهرمي العرقي وضرورة تنقية العرق البشري.

في السنوات الخمس عشرة الأخيرة أيضا، شهدت الحديقة مآس أخرى بعد مقتل اثنين من موظفيها على يد الحيوانات. وفقًا لتقرير "كولتشر تريب"، تعرضت حارسة للحيوانات في عام 2002، للإصابة أثناء إطعامها للفهود. شاهد هذه المأساة آلاف الزوار. وبعدها بثلاث سنوات، هاجم الفيل حارسًا يدعى غيرد كول، وقتله أمام المارة، في مشهد مرعب داخل الحديقة.

هجوم وانتقادات

تسببت جملة الأحداث الأخيرة التي شهدتها الحديقة، في توجيه اتهامات متعددة إلى إدارة الحديقة عن طريق نشاط حقول الحيوان وغيرهم من المؤسسات والمنظمات المعنية. تم التشكيك في الأساليب التي تتبعها أقدم حديقة في العالم لتربية الحيوانات. وزعم البعض أنها لا تشارك في جهود الحفاظ على البيئة.

لا يرتبط هذا فقط بالمآسي التي وقعت في حديقة حيوان شونبرون، ولكن بقناعة عامة لدى هؤلاء المشاط أن تربية الحيوانات في الأسر قضية مثيرة للجدل منذ فترة طويلة، وتثير نقاشًا حادًا. ولكن على الرغم من هذه الادعاءات والمخاوف، يزور الحديقة كل عام ملايين السياح من جميع أنحاء العالم.

معلم جذب مزدهر

تضم حديقة حيوان تييرغارتن شونبرون، اليوم، أكثر من 700 نوع، تتراوح من الفيلة الأفريقية الضخمة إلى النمور الثلجية. وتنقسم الحديقة إلى مناطق محددة وإشارات وعلامات توجه الزوار، سواء للأماكن أو لكيفية الحفاظ على الأنظمة البيئية المختلفة، من المناطق الجليدية في القطب الشمالي إلى الغابات الكثيفة في جنوب شرق آسيا.

كذلك، توجد أماكن داخل الحديقة توفر عروضا تفاعلية رائعة لتثقف الزوار حول عالم الدببة القطبية والبطاريق. وكذلك آثار تغير المناخ. بالإضافة إلى حوض السمك وبيت الزواحف، والذي يعد من بين أشهر معالم الجذب في الحديقة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بتنوع الحياة المائية هناك، من الشعاب المرجانية الملونة إلى الكائنات البحرية المختلفة.

في السنوات الأخيرة، شهدت الحديقة مجموعة تطويرات جديدة، تهدف إل تقديم عروض مختلفة، تشمل أغلبها تجارب تفاعلية مثل جلسات لتغذية الحيوانات، وجولات للتعرف على الحياة البرية والطبيعة، وحتى فرصة لقضاء ليلة في الحديقة. وتهدف هذه البرامج إلى تعزيز صلة أعمق بين الزوار والحيوانات داخل المكان، مع التركيز على أهمية الحفاظ عليها.

معلومات عن أقدم حديقة في العالم

. لا تزال حديقة حيوان شونبرون، مفتوحة للجمهور حتى الآن.

. تقع في فيينا، النمسا. وتأسست في عام 1752، أي قبل أكثر من 270 عاما،

. تعتبر من أبرز المعالم السياحية في فيينا والنمسا بأكملها.

. تقع ضمن أراضي قلعة شونبرون التاريخية في فيينا.

. تعتبر أقدم حديقة حيوان لا تزال عاملة حتى الآن في العالم.

. تضم الحديقة مجموعة واسعة من الحيوانات من مختلف القارات، بما في ذلك الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك.

. تمتد الحديقة على مساحة شاسعة، مما يوفر مساحات واسعة للحيوانات للعيش فيها.

. تقدم الحديقة برامج تعليمية متنوعة للأطفال والكبار، تهدف إلى رفع الوعي بأهمية الحفاظ على الحياة البرية.

. تعتبر الحديقة واحدة من الحدائق القلائل التي تحتوي على حيوانات الباندا العملاقة، كما أنها تشتهر بوجود فيلة وأبقار وحيد القرن.

. تمثل الحديقة جزءًا هامًا من التاريخ النمساوي والثقافة الأوروبية.

. تساهم الحديقة في إجراء البحوث العلمية المتعلقة بالحياة البرية والحفاظ على التنوع البيولوجي.

. تجذب الحديقة ملايين الزوار سنويًا من جميع أنحاء العالم.

. تعتبر الحديقة مصدر إلهام للعديد من حدائق الحيوان الأخرى في العالم.

. على الرغم من أن حديقة شونبرون هي أقدم حديقة حيوان لا تزال تعمل حتى الآن، إلا أن هناك أدلة على وجود حدائق حيوان أقدم في التاريخ، مثل التي أنشأها الفراعنة في مصر القديمة.