جولة داخل عربة قطار قديمة تحولت إلى فندق فاخر.. تحفة فنية

  • تاريخ النشر: الأحد، 19 يناير 2025

الآن، تعتبر هذه العربة مكانا استثنائيا للإقامة، حيث يمكن للضيوف الاستمتاع بتجربة فريدة داخل تحفة فنية يعود تاريخها إلى عام 1909

مقالات ذات صلة
فندق متحرك.. جولة داخل أفخم قطار في العالم
جولة داخل أول فندق فضائي في العالم.. أجواء خيالية
جولة داخل أسرع قطار في أوروبا.. يعود للعمل الشهر المقبل

كانت عربة القطار رقم 306، جزءا لا يتجزأ من سكة حديد واشنطن أيداهو ومونتانا في أوائل القرن العشرين، ولكنها توقفت عن الخدمة منذ عقود، ثم تحولت إلى عربة مهجورة مغطاه بالطحالب والصدأ. كذلك، تعفن الخشب، وتحول الجزء الداخلي من العربة إلى مأوى لقطط برية بلغ عددها عشرين قطة.

وعلى الرغم من حالة الخراب التي كانت عليها العربة، إلا أنها كانت تحمل سحرا غريبا، حيث أثارت خيال رجل يدعى إسحاق فرنش وعائلته، من ولاية أيداهو الأمريكية. رأوا فيها إمكانيات عديدة، رغم حالتها المتهالكة.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

عربة تاريخية

تعود جذور هذه العربة التاريخية إلى عام 1909. وقتها دخلت الخدمة، واستمرت حتى خمسينيات القرن الماضي. وبالرغم من قيمتها التاريخية الكبيرة، إلا أن حالة العربة المتردية جعلت البعض يعتبرونها مجرد خردة لا قيمة لها.

لكن الشاب الذي يدعى إسحاق، بدلا من ترك هذه العربة التاريخية تذهب إلى مكب النفايات، رأى فيها إمكانية لإعادة الحياة إليها، وهذا ما قام به بالفعل.

مراحل تجديد عربة القطار

قام الشاب إسحاق فرنش، البالغ من العمر 27 عاما، بتحويل هذه العربة المتداعية إلى ملاذ فاخر، وذلك بعد قيامه باستثمار كبير في تجديدها. بلغت تكلفة هذا المشروع الرائع حوالي مئة وتسعة وثلاثين ألف دولار. ولم يقتصر استثمار فرنش على شراء عربة القطار نفسها، بل شمل أيضا تكاليف نقلها إلى أرضه، والتي تبلغ مساحتها 145 فدانا.

وفي السطور التالية، نستعرض معكم كيف تحولت عربة القطار إلى فندق فاخر، سواء من الخارج أو الداخل.

تعديل العربة من الخارج

في البداية، تطلب الأمر إجراء العديد من الأعمال الهندسية والتصميمية. تم إعادة بناء الأساس الذي يرتكز عليه سطح عربة القطار لضمان مزيد من الاستقرار، وتم إضافة سطح جديد. ثم تم استبدال الأرضية القديمة المتآكلة بأرضية جديدة بالكامل. كما تم إجراء تجديد شامل للنظام الكهربائي في عربة القطار ليتوافق مع المعايير الحديثة.

تعديل العربة من الداخل

لم يقتصر الهدف من هذا المشروع على الحفاظ على الطابع التاريخي لعربة القطار، بل تم تصميمها بحيث تجمع بين السحر التاريخي والراحة الفاخرة. قام الشاب الأمريكي بذلك من خلال دمج وسائل الراحة العصرية والمرافق المريحة التي ستوفر لضيوف هذا الملاذ تجربة فريدة من نوعها.

شهدت عربة القطار القديمة عملية تجديد شاملة في الداخل أعادت إليها الحياة من جديد. تم تجديد العربة بالكامل، وحرصت العائلة على الحفاظ على روح التصميم الأصلي للعربة، مع إضافة لمسات عصرية لتوفير الراحة والرفاهية.

تحولت مساحة العربة الداخلية إلى مساحة معيشة فاخرة، تجمع بين الدفء والراحة العصرية. كما تم تحويل مساحة الشحن القديمة إلى خزانة ملابس أنيقة ورفوف للأمتعة. ويعتبر الحمام الفاخر، مع أبوابه المنزلقة الأنيقة، من أبرز معالم التجديد. كما تم إضافة غرف نوم فاخرة ومريحة لضمان راحة الضيوف وتوفير تجربة إقامة لا تنسى.

تحويلها إلى فندق

بعد الانتهاء من تجديد عربة القطار القديمة التي تعود إلى عام 1909، قرر إسحاق وعائلته تحويل هذا المشروع إلى مشروع تجاري. من هنا، أطلقوا على العربة المجددة اسم "Restored 1909 Train Carriage" وقاموا بإدراجها على موقع Airbnb الشهير. سرعان ما انتشر خبر هذا المشروع الفريد بين عشاق السفر والباحثين عن تجارب سياحية غير تقليدية.

وبالفعل، لاقت هذه العربة إقبالا سياحيا كبيرا، وذلك بفضل سحرها الخاص الذي يتمثل في تجربة النوم في عربة قطار فاخرة ذات تاريخ عريق. بالإضافة إلى إطلالاتها الخلابة على المناظر الطبيعية الخلابة لولاية أيداهو.

تم حجز هذه العربة بالكامل لعدة أشهر خلال أسبوع واحد فقط من بدء استقبال الحجوزات. وتراوحت أسعار الإقامة في هذه العربة الفريدة بين ثلاثمئة دولار أمريكي وثلاثمئة وخمسين دولاراً أمريكيا لليلة الواحدة. وبذلك، أثبتت هذه الفكرة نجاحا باهرا، حيث بدأ استثمار الأسرة في هذا المشروع الفريد يجني ثماره بشكل كبير.

مميزات هذا المشروع

يعتبر هذا المشروع الفندقي الفريد من نوعه تجربة استثنائية، حيث تمكنت عائلة فرنسية من تحويل عربة قطار قديمة متداعية إلى فندق فاخر ومربح خلال فترة زمنية قصيرة بلغت عاما واحدا فقط. وقد حقق هذا المشروع عائدات مالية كبيرة تجاوزت بكثير التوقعات الأولية للعائلة. بالإضافة إلى مميزات أخرى، أهمها:

قصة نجاح

ويعد هذا المشروع نموذجا رائعا للتفاني والرؤية الاستراتيجية، حيث نجحت العائلة في إعادة إحياء قطعة من التاريخ وتحويلها إلى مشروع تجاري ناجح.

إثراء السياحة

لم يقتصر نجاح هذا المشروع على الجانب المالي، بل ساهم أيضا في إثراء السياحة المحلية، حيث أصبح هذا الفندق الفريد من نوعه وجهة جديدة للمسافرين الباحثين عن تجارب سياحية مميزة وفاخرة.

إعادة التدوير

يبرز هذا المشروع أهمية إعادة تدوير الهياكل والعناصر القديمة، وإعادة إحيائها بطرق مبتكرة. فقد تمكنت العائلة من تحويل عنصر قديم ومتروك إلى مشروع جديد ومربح، مما يظهر الإمكانات الكامنة في إعادة استخدام الموارد وإضفاء قيمة جديدة على الأشياء التي قد تهمل أو تنسى.

استثمار رائع

يعتبر استثمار العائلة في صيانة العربة القديمة والحفاظ عليها عنصرا أساسيا في نجاح هذا المشروع. فقد أثبتت هذه التجربة أن الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي يمكن أن يكون متوافقا مع تحقيق النجاح التجاري والاستدامة البيئية والاقتصادية.

وبالتالي، يمكن اعتبار هذا المشروع نموذجا يحتذى به في مجال السياحة المستدامة والابتكار في مجال إعادة استخدام الموارد، حيث تمكنت العائلة من تحويل عربة قطار قديمة ومتهالكة، إلى فرصة استثمارية ناجحة ومستدامة تستحق التجربة والتقدير.

وفي النهاية، يمكننا القول إن إسحاق وعائلته تمكنوا من تحويل المستحيل إلى عمل رائع، بتحويل مكان قبيح إلى مزيج رائع بين سحر الماضي والحداثة الفاخرة. والآن، تعتبر هذه العربة مكانا استثنائيا للإقامة، حيث يمكن للضيوف الاستمتاع بتجربة فريدة من نوعها داخل تحفة فنية يعود تاريخها إلى عام 1909.