جولة على سطح القمر عام 2100.. منازل وحدائق وروبوتات
هناك خطط جارية بالفعل لتطوير بنية تحتية ووسائل نقل ستكون قادرة على خدمة البشر
منذ سنوات، يسعى العلماء والباحثون عن ملاذ آمن للحياة خارج كوكب الأرض، لاستكشاف إمكانية أن يكون ذلك على سطح القمر، باعتباره جار كوكبنا وأول عالم خارجي سعى الإنسان لزيارته والوقوف عليه.
تطورت أفكار البشر على مر السنين حول فكرة الحياة على سطح القمر. والآن، بدأت بالفعل عدد من المنظمات والمؤسسات التعاون من أجل التفكير في شكل هذه الحياة التي يمكن أن يقيمها الإنسان هناك، سواء من خلال إقامة مستوطنات أو توفير موارد وحتى وسائل النقل والمواصلات.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
في التقرير التالي، نستعرض معكم مزيدًا من التفاصيل حول الأفكار المستقبلية المطروحة للحياة على سطح القمر، بالإضافة إلى إمكانية تحويله إلى وجهة سياحية.
تنافس دولي
تتنافس العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، ليس فقط من أجل التفكير في طرق الحياة على سطح القمر، ولكن من أجل فرض السيادة على القطب الجنوبي للقمر بالتحديد، والذي يقال إنه مليء بالغموض وإنه الأنسب للحياة، لأنه من المحتمل أن يحتوي على الجليد، وهو مورد لا يقدر بثمن للاستكشاف المستقبلي، حيث يمكن استخدامه لإنتاج الإمدادات الحيوية بما في ذلك الأكسجين والماء.
وفي الوقت الذي يعرف فيه الجميع إنه لا يمكن قانونًا أن يكون القمر مملوكًا لدولة أو منظمة، فإن المنافسة تتمثل في سعي كل دولة لإنشاء قاعدة أو مستوطنة هناك لتفرض سيادتها عليها وتكون أشبه بقطعة أرض مملوكة بوضع اليد.
وبالفعل، قام اللاعبون الرئيسيون بما في ذلك وكالة ناسا والصين وروسيا والهند ووكالة الفضاء الأوروبية، والتي تعد المملكة المتحدة جزءًا منها، بتكثيف الجهود مؤخرًا عن طريق وضع خطط وإقامة مشاريع مبدئية لإنشاء قواعد وإثبات وجود بشري أكثر استدامة على القمر.
وتسعى الدول بحلول عام 2100 لبناء منازل شبيهة بالهوبيت، وإقامة مركبات وروبوتات وحدائق تسمح للبشر بالعيش بشكل مريح على القمر.
خطط مستقبلية
تسعى الدول المهتمة في الوقت الحالي لوضع خطط من أجل إنشاء بنية تحتية تعتمد بشكل أساسي على مصادر الجليد المحتملة في القطب الجنوبي للقمر، حيث سيتم من خلالها تصنيع الأكسجين واستخراج الماء، ورغم إن هذا مكلف، إلا إنه مهم إذا كنت تريد أن تكون هناك بشكل دائم.
وتتطلع هذه الخطط إلى استخدام الإمدادات الحيوية بحلول نهاية القرن لإطعام ما يصل إلى 100 شخص على سطح القمر، سواء كانوا هناك لأغراض بحثية، أو كانوا هناك لأسباب تجارية. وكذلك، من الممكن أيضًا أن يكون هناك بعض السياح "الأثرياء جدًا"، لأن الذهاب إلى القمر قد يكلف عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية.
بيئة مغلقة ومواصلات
نظرًا لعدم وجود غلاف جوي على القمر، فمن يريد أن يعيش هناك في عام 2100، سيتعين عليه أن يعيش في بيئة مغلقة.
ولإنشاء هذه البيئة، يمكن استلهام الفكرة من محطة الفضاء الدولية، وهي أكبر محطة فضائية تم بناؤها على الإطلاق، والتي تقع حاليًا في مدار أرضي منخفض. وفيها تبدو أماكن المعيشة وكأنها مجموعة من الأنابيب المرتبطة ببعضها البعض مع وحدات يمكن إضافتها بمرور الوقت.
كذلك، هناك خطط جارية بالفعل لتطوير شبكة سكك حديدية للتشغيل على القمر والتي ستكون قادرة على نقل البشر والإمدادات، ومن المحتمل أيضًا أن يستخدم الناس مركبات القمر المتجولة التي تشبه سيارة الجيب للتنقل، ولكن سيتعين عليهم القيادة بشكل أبطأ وبعناية أكبر مما يفعلون على الأرض.
دور الروبوتات
من المقرر أيضا أن تلعب الروبوتات دورا في الحياة المستقبلية على سطح القمر، حيث سيحتاج البشر المقيمون هناك إلى الدعم من قبل الروبوتات، والتي يمكن التحكم فيها للإمساك بالأشياء وتحريكها. بالإضافة إلى كاميرات وأدوات لإجراء القياسات وميزات أخرى مفيدة .
وتتميز الروبوتات بأنها ستتمكن من الذهاب إلى الأماكن الأكثر خطورة التي يصعب الدخول إليها على سطح القمر، فمن المعروف أن سطح القمر متين ومغطى بالحفر.
الطعام على سطح القمر
على الرغم من أن السياحة على سطح القمر، والتي من المقرر لها أن تبدأ في عام 2100، ستكون مخصصة للأثرياء فقط، إلا إنه من غير المرجح أن يأكلوا هناك وجبات الأثرياء، حيث سيتم الاعتماد بشكل مبدئي على الوجبات والمشروبات المجففة والمعبأة مسبقًا.
ولكن هذا لن يكون كل شيء، فمع تزايد الأبحاث، يمكن توفير مزيد من المنتجات على مدى عقد أو عقدين من الزمن. مثل زراعة نبات الرشاد، والتي تمكن العلماء منها خلال العام الماضي، داخل تربة مشابهة لتربة القمر والتي تم الحصول عليها من رحلات أبولو 11 و12 و17 التي هبطت هناك، وهو نبات مزهر صغير من نفس عائلة القرنبيط.
كذلك، يمكن زراعة الخضروات والفواكه عموديًا على القمر في المستقبل، حيث تجري الآن أبحاث على إمكانية زراعة حدائق هناك باستخدام الضوء الاصطناعي.
الوقت المناسب للسفر
بسبب الطريقة التي ينحصر بها دوران القمر مع مداره حول الأرض، يتكون الشهر على القمر من أسبوعين من ضوء الشمس يتبعهما أسبوعان من الظلام الدامس. ولذلك، قد يحتاج المسافرون في المستقبل إلى التفكير مليًا في تواريخ سفرهم، إذا كانوا يريدون بعض أشعة الشمس.
وفي الوقت الحالي، يسعى الباحثون إلى التفكير في طريقة لتوفير الطاقة هناك طوال الوقت. فكروا في الألواح الشمسية، لكنها تعمل لمدة أسبوعين فقط، وبالتالي ليست مفيدة تمامًا خلال الفترة التي لا يكون هناك فيها أي ضوء شمس.
لذلك، يفكر الباحثون في إنشاء محطات الطاقة النووية الصغيرة لدعم البشرية في عام 2100.
في النهاية، يمكننا القول إن القطب الجنوبي للقمر موقعًا مثيرًا للاهتمام للدول التي تريد أن تقتحم الفضاء، بما في ذلك الهند وروسيا والصين والولايات المتحدة. ففي العام الماضي، دخلت الهند التاريخ عندما أصبحت أول دولة تهبط بالقرب من الموقع الجنوبي. وقبل أيام، قامت روسيا أيضًا بمحاولة الهبوط في القطب الجنوبي، والتي انتهت بهبوط اضطراري.
والآن، تسعى مهمة Artemis III التابعة لناسا في استكشاف منطقة قريبة من القطب الجنوبي للقمر.