حادث سيارة يثير غضبا وسخرية في بغداد بسبب "كهرمانة".. ما القصة؟
أثار حادث غريب في العاصمة العراقية بغداد، ليلة العيد، مزيجا بين الجدل والغضب والسخرية في البلاد، بعد أن اصطدمت سيارة مسرعة بتمثال "كهرمانة والأربعين حرامي" الشهير ببغداد.
المثير للسخرية، من وجهة نظر متداولي المقطع، هو أن السيارة لم تصطدم بالمارة أو أحد الأرصفة، لكنها تجاوزت كل ذلك لتصطدم بالتمثال والنصب الضخم.
أما الغضب، فكان بسبب الأضرار التي سببتها السيارة للتمثال الفني المهم، حيث حطمت 3 جرات منه.
اصطدام سيارة نوع لاندكروزر بتمثال كهرمانة والاربعين حرامي في بغداد.
— غانـم العابـد (@GH3ABID) May 2, 2022
ادى الحادث لاضرار جسيمة في جرار الحرامية تحت التمثال.
كل عام وانتم بخير pic.twitter.com/Vz4n9H9thH
وأظهرت صور ملتقطة تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي لسيارة نوع "لاند كروزر"، رباعية الدفع، وهي تقع في الخندق الذي يحيط بمقتربات تمثال كهرمانة.
كان على متن السيارة شخصان نقلا إلى المستشفى.
وتناول مغردون الحادثة بشيء من التلطف والفكاهة، بعد أن علقوا على ذلك المنشور عبارات عديدة من بينها "وفاة أحد حرامية بغداد جراء حادث سيارة"، فيما تساءل آخر "هل بقيت كهرمانة أم انهزمت؟".
مقتل احد حرامية كهرمانة بعد أن صدمته سيارة جكسارة
— 🌹Ali Alwaelly 🇮🇶 (@Alishoo1414) May 2, 2022
زحمة من محمد غني حكمت pic.twitter.com/xAUjEJhm96
البستوگات بساحة كهرمانه التي ترمز للحرامية قبل كم يوم اتكسرت بحادث مروري
— دُرة حـيـدر (@aiyean90) May 3, 2022
نسأل الله ان يكسر كل بستوگات الحرامية العدنه . pic.twitter.com/fkaJsma9zT
بعد تعرض نصب كهرمانة لأضرار "جسيمة" إثر اقتحام سيارة واصطدامها به .. أمين بغداد علاء معن:
— إيرث نيوز EARTH NEWS (@earth_news_iq) May 3, 2022
- نعمل على اعداد دراسة بالتعاون مع عدد من الفنانين والنحاتين لإعادة صيانة وتأهيل النصب
- نصب كهرمانة للفنان الراحل محمد غني حكمت مهم جداً لذاكرة بغداد ومشهدها الحضري ويجب الحفاظ عليه pic.twitter.com/8GkdmnqURL
وبعد أن رجح عراقيون على مواقع التواصل أن يكون سبب الحادث الغريب هو أن السائق لم يكن في وعيه وتحت تأثير مواد كحولية، أصدرت الشرطة بيانا نفت فيه تلك الفرضية، وقالت إن سبب الحادث هو سوء الأحوال الجوية.
وكانت موجة غبار كثيف ضربت العديد من مناطق العراق استمرت شدتها أكثر من 15 ساعة، على إثرها علقت سلطة الطيران المدني تسيير الرحلات في مطاري بغداد والنجف قبل أن تعاود رفع الحظر مع تحسن الظروف الجوية.
لكن رغم هذا البيان طالب كثيرون بمعاقبة السائق لأنه ألحق أضرارا بتمثال له قيمة جمالية في المنطقة، معتبرين أن سبب الحادث الحقيقي هو الاستهتار والقيادة برعونة في ظل غياب تطبيق القانون بالشكل الرادع.
اصطدام سيارة نوع لاندكروز يقودها رجل مخمور، بتمثال كهرمانة مما ادى لاضرار جسيمة في التمثال…
— Lina Ghanawi حساب ثاني (@LGhanawi) May 2, 2022
طبعاً من عربانة النفط للاندگروز شغلهم تهديم وتفليش… هذا هم معلم من معالم بغداد راح يتشوه ويسرق 🤬 pic.twitter.com/qR8S5wmsrl
وساحة كهرمانة هي منطقة فاصلة ما بين منطقتي الكرادة وشارع السعدون وسط العاصمة بغداد، وجاءت تسميتها من التمثال الذي يجسد فتاة إحدى الشخصيات المشهورة في حكايات علي بابا ضمن "ألف ليلة وليلة".
ما هو تمثال كهرمانة والأربعين حرامي؟.. وما هي قصته؟
تمثال ونصب كهرمانة هي نافورة تقع في شارع السعدون ببغداد تصور مشهدًا من أسطورة علي بابا والأربعون حرامي، وهي قصة مأخوذة من ألف ليلة وليلة، حيث تغلبت الخادمة مرجانا أو "كهرمانا" على اللصوص بخداعهم للاختباء داخل الجرار ثم سكبت عليها الزيت الساخن.
تم افتتاح النصب رسمياً عام 1971 وكان من عمل النحات العراقي "محمد غني حكمت".
وأصبح أحد أكثر الأعمال الفنية العامة شهرة في بغداد.
وفي أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، اتخذ العمل معاني جديدة للشعب العراقي.
وعن قصة هذا التمثال، تنقل مواقع عراقية عن المؤرخ "ياسين الحلي" قوله إن "الحكايات القديمة تروي وجود فتاة اسمها قهرمانة وبمرور الأيام سمي التمثال بـ(كهرمانة) لخفة الكلمة، حيث كانت ذكية وشجاعة وكان والدها يمتلك خان وهو أشبه بالفندق حاليا، فضلا عن امتلاكه عربة يعمل عليها من خلال بيع جرار من الزيت صباح كل يوم".
وأضاف: "وفي ليلة من ليالي الشتاء نهضت كهرمانة من فراشها بعد أن سمعت أصواتا غريبة وشاهدت عددا من اللصوص اختبأوا في جرار الزيت الفارغة ولكنهم أبقوا رؤوسهم خارج الجرار لمراقبة رجال الشرطة الذين أحاطوا المكان فأسرعت كهرمانة لإخبار والدها واتفقا على إحداث أصوات في الخان لكي يخفي اللصوص رؤوسهم وتم لهما ما أرادا".
وتابع: "وهنا قامت كهرمانة بملء إحدى الأواني بالزيت الحار وراحت تصبه في الجرار الواحدة تلو الأخرى ولما شارفت الجرار على الامتلاء نهض اللصوص وأخذوا بالصراخ والعويل، مما دفع رجال الشرطة للإمساك بهم".
وكان النصب محاطا بالأضواء المميزة، وكانت هناك آلة تصب المياه من التمثال إلى الجرار، لكنها تعاني من الإهمال وعدم الصيانة.