حجمه سيذهلك تعرف على أقوى كائن حي يعيش بيننا
كثيرًا ما تدهشنا الطبيعة وتثبت لنا صغر حجمنا أمام باقي المخلوقات التي نكتشفها يومًا بعد يوم، في هذه الطبيعة الملء بـالكائنات الحية العجيبة التي تظهر عظمة الخالق، ومنها دب الماء أو "التارديغرادا" الذي لا يتجاوز طوله الميلمتر، إلا أنه استحق عن جدارة لقب أقوى كائن يعيش بيننا على سطح الأرض.
فيديو ذات صلة
This browser does not support the video element.
"التارديغرادا"، أو دب الماء، كائن مكوّر لديه ثمانية أرجلٍ قصيرة تنتهي كل قدم بعدد من المخالب، ويعدُّ من الكائنات أولية الفم، ويعيش في جميع أصقاع الأرض؛ أي في القطبين، في الصحاري، في الجبال والغابات، حتى أنه يعيش في البحار والأنهر، ويشبه هذا الكائن "الدب"، لذا تم تسميته بـ"دب الماء" أو بـ"الدببة المائية".
يُعد دب الماء، أقوى كائن معروف حتى الآن على سطح الأرض، لما له من صفات عجيبة جعلته يستحق اللقب عن جدارة، فيستطيع العيش داخل الماء المغلي، والعيش في درجة حرارة 273 تحت الصفر وهي درجة حرارة الكون.
ويمكنه البقاء على قيد الحياة لمدّة 30 عاماً دون طعام أو ماء، ما يعطي هذه الكائن التي تنتمي للانسلاخيات، إمكانية مقاومة الإنقراض لمدة تصل لمليارات السنين.
في شهر أغسطس الماضي، تحطمت مركبة فضاء إسرائيلية على سطح القمر، كانت تحمل على متنها عينات من دب الماء، كجزء من تجربة علمية على سطح القمر، ويجزم العلماء أن تلك الكائنات لم تمت بل إنها تعيش حالياً على سطح القمر.
شغل دب الماء العلماء كثيرًا وأجروا عليه التجارب العلمية التي أثبتت قدرته على العيش في ظروف ضغط منخفض تتجاوز درجته تلك التي في أعماق المحيطات، وفي ظروف الضغط المرتفع جداً، ولا يتأثر بالإشعاعات على اختلاف أنواعها، ويمكنه يعيش بدون أوكسجين، ما يعني أن هذا الكائن يمكن أنه يعيش على الأرض لمدّة طويلة لن تنتهي إلا بإنطفاء الشمس.
ويرى العلماء أن دب الماء قد يحمل مفاتيح لاكتشاف أسرار تتعلق بحياة الإنسان، وقد يفضي الأمر إلى توفير شروط ذاتية للإنسان يتمكن من خلالها العيش في الفضاء.
ويقول عالم الأحياء الجزيئية في جامعة هارفارد الأمريكية، روجر تشانج: "إن هذا الكائن بطيء الحركة، لذا أطلق عليه البعض تسمية بطيء المشية"، مضيفاً أن طوله يتراوح ما بين 0.1 مللمتر و1.5 مللمتر، وهو إن كان بالحجم الأخير يمكن مشاهدته بالعين المجردة.
ويعيش "دب الماء" عندما يكون بحالة نشاط كامل لبضعة أشهر فقط، لكنّ عند نقص الماء، يتكوّر هذا الكائن ويدخل في حالة تسمّى "تون" وهي عبارة عن حالة سبات ينخفض فيها معدّل النشاط إلى أقل من 0.01 بالمائة، وبالتالي تستطيع بعض الأنواع من "دببة الماء" العيش وهي في حالة "تون" لمدّة طويلة.
يقول العالم تشانج، هناك احتمالٌ أن يعيش "دب الماء" وهو في حالة "تون" لقرون من الزمن، وخلال هذه المدّة يكون هذا الكائن في حالة يمكن أن تكون أقرب إلى الموت المؤقت منه إلى السبات العميق والطويل، ورداً على سؤال إن كان يمكن وصف الكائن وهو في هذه الحالة بأنّه على قيد الحياة، قال تشانج: "إنها مسألة دلالات".
شاهد أيضاً: اغرب كائنات الأرض
ويعكف العلماء منذ العام 1773 على دراسة هذه المخلوق لفهم كيفية استمراره العيش في أكثر البيئات صعوبة، ويأمل العالم تشانج وزملاؤه أن يستطيعون التوصل من خلال دراسة "دب الماء" لخدمة صحة الإنسان، وعلى سبيل المثال الحفاظ لأطول مدة ممكنة على الأعضاء المخصصة لعمليات زراعة الأعضاء.
ويقول تشانج: في يوم من الأيام، قد يكون من الممكن استخدام ما نتعلمه من "دب الماء" لمساعدة ضحايا السكتات الدماغية أو النوبات القلبية عن طريق حماية أعضائهم الحيوية من أي ضرر إضافي أثناء انتظارهم العلاج ، أو لمساعدة الفنيين العاملين في محطات الطاقة النووية للوقاية من الأشعة الضارّة.
وكان المسبار الإسرائيلي الذي تحطّم على سطح القمر في شهر آب/أغسطس الماضي، يحمل على متنه بضعاً من "دببة الماء"، ويجزم العلماء أن تلك الكائنات لم تمت بل إنها تعيش حالياً على سطح القمر.