حرب الخليج الثانية (حرب تحرير الكويت)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
مقالات ذات صلة
تفسير رؤية الحرب والقصف في المنام
طرح البرومو الإعلاني لمسلسل حرب
فيلم الحرب العالمية الثالثة بجودة عالية

تميزت حرب الخليج الثانية بأنها وحدت مواقف معظم دول العالم بمعارضة الغزو العراقي للكويت في مرحلة حساسة من التاريخ، لاسيما مع بدء تفكك الاتحاد السوفييتي، وظهور الولايات المتحدة الأمريكية كقوة دولية و��طبٍ أحادي مهيمن على نظام عالمي جديد قيد التشكل.

تعريف حرب الخليج الثانية وتسميات عملية تحرير الكويت

هي الحرب التي أطلقتها قوات التحالف الدولي المكون من الدول التالية: (الأرجنتين، أستراليا، البحرين، بنغلاديش، بلجيكا، كندا، الدنمارك، مصر، فرنسا، اليونان، المغرب، هولندا، نيوزيلندا، النيجر، النرويج، عمان، باكستان، بولندا، البرتغال، قطر، كوريا الجنوبية، المملكة العربية السعودية، السنغال، سيراليون، سنغافورة، إسبانيا، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية)، لإخراج العراق من الكويت بعد احتلاله لها في الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990، امتدت هذه الحرب بين عامي 1990 - 1991 ، استخدمت فيها قوات التحالف الدولي القوة الجوية لتدمير المجمع الصناعي العسكري في العراق. ثم قامت بهجوم بري محدود انطلق من المملكة العربية السعودية ودمر القوات المسلحة العراقية وصولاً لإجبارها على الانسحاب من الكويت في الثامن والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1991.

مصطلحات وجدت في هذه الحرب

إضافةً للمصطلحات والتسميات العديدة التي أطلقت على حرب الخليج الثانية، هناك أسماء أطلقت على عمليات التحالف الدولي لتحرير الكويت، منها:

  • عملية درع الصحراء، أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية على المرحلة التي حشدت فيها قواتها في المملكة العربية السعودية بين الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990 والسادس عشر من شهر كانون الأول/يناير عام 1991.
  • عملية عاصفة الصحراء، أطلقته الولايات المتحدة الأمريكية على عملية تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، حيث امتدت العملية العسكرية من السابع عشر من شهر كانون الثاني/يناير حتى الحادي عشر من شهر نيسان/أبريل عام 1991.

أسباب الغزو العراقي للكويت

هناك عدة أسباب مهدت للغزو العراقي للكويت، منها:

  • رفض السعودية والكويت إعفاء العراق من الديون التي أصبحت على عاتقه نتيجة حربه مع إيران (حرب الخليج الأولى).
  • مطالبة العراق بضم الكويت، على اعتبار أن الكويت كانت تتبع ولاية البصرة أثناء الاحتلال العثماني للوطن العربي، علماً أن الكويت تمتعت بالحكم الذاتي منذ عام 1613.
  • اتهام الكويت بإغراق السوق العالمية بالنفط مما أدى إلى انخفاض أسعاره وتسبب بخسائر كبيرة للعراق الذي كان يراهن على أسعار النفط المرتفعة لتعويض خسائره من حربه مع إيران.

لقاء صدام بالأمريكية غلاسبي

التقى الرئيس العراقي صدام حسين بالسفيرة الأمريكية في العراق أبريل غلاسبي في الخامس والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1990، حيث انتقد الرئيس العراقي السياسة الأمريكية تجاه الكويت والإمارات العربية المتحدة بالنسبة لموضوع النفط، فردت غلاسبي: "أنا أعلم أنك تحتاج الأموال، ونحن نفهم أن وجهة نظرنا هو أنه يجب أن يكون لديك فرصة لإعادة بناء بلدك، ولكن ليس لدينا أي رأي في النزاعات العربية، مثل الخلاف الحدودي مع الكويت".

فشل مفاوضات جدة بمثابة إعلان حرب

عقد اجتماع في آخر تموز/يوليو من عام 1990 في مدينة جدة، بين وفد كويتي يرأسه الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ولي العهد الكويتي ووفد عراقي برئاسة عزة الدوري، وافقت الكويت خلال الاجتماع تقديم منحة قدرها تسعة مليارات دولار، إضافةً لتبرع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بعشرة مليارات دولار شرط أن يتم ترسيم الحدود بين الكويت والعراق دولياً قبل دفع أي مبلغ، لكن العراق رفض وبدأ الاستعداد لغزو الكويت.

مبررات الغزو العراقي للكويت

وضع الرئيس العراقي صدام حسين مجموعة من المبررات لغزوه الكويت، حسبما ورد في كتاب الغزو العراقي للكويت الصادر عن عالم المعرفة الكويتية، هي:

  • مبررات وطنية، عقب الاجتياح مباشرةً أعلن النظام الحاكم في العراق أن ثورةً وطنية اندلعت ضد الأسرة الحاكمة في الكويت (آل الصباح) وأن الثوار استنجدوا بالنظام العراقي للمساعدة، فما كان من العراق إلا أن لبّى النداء، حيث بنى النظام العراقي هذا المبرر على الخلافات التي كانت بين الحكومة والمعارضة آنذاك، علماً أن موضوع شرعية الأسرة الحاكمة كان من ثوابت الحكومة والمعارضة على حدٍّ سواء.
  • مبررات تاريخية، طرح النظام العراقي نظرية عودة الفرع إلى الأصل، على أساس أن الكويت كان جزءاً من العراق لكن الاستعمار البريطاني فرق بينهما.(وفقا لادعاءات صدام).
  • مبررات قومية، حيث برر النظام العراقي اجتياحه للكويت بأنه عمل حتمي لمواجهة الاستعمار والإمبريالية التي تقف في وجه أي قوة عربية صاعدة.
  • مبررات اجتماعية، ملخصها أن الغزو حصل بهدف إعادة توزيع الثروة بين دول الخليج بعد الحرب العراقية- الإيرانية.
  • مبررات دينية، بعد طلبت الكويت والولايات المتحدة الأمريكية التدخل الأجنبي، ادعى الرئيس العراقي صدام حسين أن الحرب بين الإسلام والصليبيين، بين الإيمان والكفر من أجل إنقاذ الحرمين الشريفين (مكة المكرمة، المدينة المنورة) من براثن الرجس والدنس والكفر.

أحداث الغزو العراقي للكويت

بدأ الغزو العراقي للكويت في الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1990، وبعد يومين تمكن العراقيون من السيطرة على كامل أراضي الكويت، وخرجت العائلة الحاكمة في الكويت إلى المملكة العربية السعودية، بعد ذلك عين الرئيس العراقي صدام حسين ابن عمه علي حسن المجيد حاكماً للكويت في الثامن من آب/أغسطس عام 1990.

ردود الفعل على الاحتلال العراقي للكويت

بعد ساعات من الغزو، طلب وفدي الكويت والولايات المتحدة الأمريكية اجتماعاً عاجلاً لمجلس الأمن الدولي الذي أصدر القرار الدولي رقم 660، أدان من خلاله الغزو وطالب بانسحاب القوات العراقية من الكويت، وفي الثالث من شهر آب/أغسطس أصدرت جامعة الدول العربية قراراً بحل الصراع الحاصل بين الدول العربية داخل الجامعة من دون تدخل خارجي، حيث عارضت كل من العراق وليبيا (الدولتان الوحيدتان اللتان عارضتا الانسحاب العراقي من الكويت)، إضافةً لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما عارض السودان التدخل العسكري الغربي لإخراج العراق من الكويت.

رفض العراق قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لانسحابه من الكويت، فأصدر مجلس الأمن القرار 661 بفرض عقوبات اقتصادية على العراق، ثم أصدر القرار 665 الذي سمح بفرض حصار بحري على العراق، فاقترح الرئيس العراقي صدام حسين في الثاني عشر من شهر آب/أغسطس عام 1990 انسحاب جميع الدول المحتلة من الأراضي التي تحتلها في المنطقة العربية، حيث دعا إسرائيل إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة في سوريا ولبنان وفلسطين، لكن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عارض الربط بين احتلال العراق للكويت والقضية الفلسطينية.

وفي الثالث والعشرين من شهر آب/أغسطس عام 1990 رفض صدام حسين خروج الرعايا الغربيين من العراق، رابطاً بين انسحابه من الكويت والإفراج عن الرعايا الغربيين من جهة ورفع العقوبات الاقتصادية عن العراق، وفي شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1990 اقترح العراق الانسحاب من الكويت شريطة مغادرة القوات الأجنبية من الخليج، والتوصل إلى اتفاق حول القضية الفلسطينية وتفكيك أسلحة الدمار الشامل لكل من إسرائيل والعراق، لكن الولايات المتحدة الأمريكية رفضت الاقتراح، وأصرت على ألا يكون هناك أي مفاوضات حتى انسحاب العراق من الكويت، كي لا يستفيد العراق من حملته العسكرية.

القرار الدولي 678 يمهد لتشكيل تحالف لإخراج العراق من الكويت

أصدر مجلس الأمن الدولي القرار 678 في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1990، أعطى العراق خلاله مهلة حتى الخامس عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1991 للانسحاب من الكويت، وفي حال لم يتم ذلك، فقد منح مجلس الأمن الدول الحق في استخدام كل الوسائل الضرورية لإجبار العراق على الانسحاب من الكويت بعد الخامس عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1991.

صدام والعربية السعودية

على الرغم من تقديم السعودية للعراق مبلغ 26 مليار دولار خلال حربه مع إيران، إلا أن الرئيس العراقي صدام حسين رفض سداد ديونه للسعودية معتبراً أن حربه كانت دفاعاً عنها، وبعد احتلاله للكويت هاجم صدام حسين المملكة العربية السعودية باعتبارها غير جديرة بحكم الأماكن المقدسة (مكة المكرمة، المدينة المنورة)، نتيجة لذلك خشيت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية من أن يقدم صدام حسين على غزو السعودية، فأعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جورج بوش الأب أنه سيطلق مهمة دفاعية لمنع العراق من غزو المملكة العربية السعودية تحت اسم (عملية درع الصحراء).

عملية درع الصحراء وتشكيل التحالف في منطقة الخليج لتحرير الكويت

بدأت عملية درع الصحراء في السابع من شهر آب/أغسطس عام 1990 عندما أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية قواتٍ إلى المملكة العربية السعودية بناء على طلب ملكها فهد بن عبد العزيز، في اليوم التالي أعلن الرئيس العراقي صدّام حسين الكويت المحافظة التاسعة عشرة للعراق وعين ابن عمه علي حسن المجيد حاكماً لها.

بعد وصول القوات الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية قامت الطائرات الأمريكية بالتحليق على طول الحدود السعودية مع الكويت والعراق لمنع تقدم القوات العراقية باتجاه المملكة العربية السعودية، وأطلقت الولايات المتحدة الأمريكية على هذه العملية منذ إرسال القوات اسم "عملية درع الصحراء" في حين أطلقت على بدء العملية العسكرية والقصف الجوي اسم "عاصفة الصحراء".

تشكيل ائتلاف دولي

بعد موافقة المملكة العربية السعودية والكويت على عملية الولايات المتحدة الأمريكية لتحرير الكويت، ذهب وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر إلى مصر وسوريا وحصل على دعمهما للقيام بهذه العملية، حيث أعلنتا استعدادهما للمساهمة بمئة ألف جندي في عملية تحرير الكويت، إضافةً إلى ذلك حصل وزير الخارجية الأمريكي على دعم إيطاليا وألمانيا وتركيا، هكذا وصل عدد الدول المشاركة في التحالف لإخراج العراق من الكويت أربع وثلاثين دولة هي: (الأرجنتين، أستراليا، البحرين، بنغلاديش، بلجيكا، كندا، الدنمارك، مصر، فرنسا، اليونان، إيطاليا، الكويت، المغرب، هولندا، نيوزيلندا، النيجر، النرويج، عمان، باكستان، بولندا، البرتغال، قطر، كوريا الجنوبية، المملكة العربية السعودية، السنغال، سيراليون، سنغافورة، إسبانيا، سوريا، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية)، وكان هذا أكبر تحالف منذ الحرب العالمية الثانية، حيث عين الجنرال الأميركي نورمان شوارتسكوف قائداً لقوات التحالف في منطقة الخليج العربي، كما حصل التحالف على تأييد الاتحاد السوفياتي.

الكونغرس الأمريكي يفوض الرئيس بوش باستخدام القوة ضد العراق

فوّض الكونغرس الأمريكي الرئيس جورج بوش باستخدام القوة العسكرية ضد العراق لإخراجه من الكويت في الثاني عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1991.

معركة تحرير الكويت - عاصفة الصحراء

بدأت معركة تحرير الكويت بقصف جوي واسع النطاق على العراق والكويت في السادس عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1991، واستمرت لاثنين وأربعين يوماً وليلة، تحت مسمى (عملية درع الصحراء)، بهدف تدمير سلاح الجو العراقي والصواريخ المضادة للطائرات.

الضربات الصاروخية العراقية على إسرائيل والمملكة العربية السعودية

رداً على الغارات الجوية لقوات التحالف على العراق أطلق الأخير صواريخاً على إسرائيل مما أدى لمقتل أربعة وسبعين إسرائيلياً، وكان هدف الرئيس العراقي صدام حسين من استهداف إسرائيل دفع الدول العربية المشاركة في التحالف ضده للوقوف إلى جانبه لاسيما إذا قامت إسرائيل باستهداف العراق، لكن ذلك لم يحصل لأن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ضغط على الحكومة الإسرائيلية التي كان يترأسها إسحاق شامير حينها؛ كي لا ترد على الصواريخ العراقية لمنع الرئيس العراقي صدام حسين من تحقيق هدفه الذي ذكرناه.

إضافة للصواريخ التي أطلقت على إسرائيل، أطلق الرئيس العراقي صدام حسين سبعة وأربعين صاروخاً على المملكة العربية السعودية، وصاروخاً على قطر، وآخر على البحرين، فأصدرت الحكومة السعودية أقنعة واقية وزعتها على المواطنين للوقاية من الغازات السامة التي كانت الصواريخ العراقية محملة بها.

معركة الخفجي

هاجمت القوات العراقية في التاسع والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1991 مدينة الخفجي السعودية واحتلتها، وبعد يومين تمكن السعوديون بدعم من قطر والولايات المتحدة الأمريكية من استعادة المدينة وطرد القوات العراقية منها.

تحرير الكويت

بدأت عملية تحرير الكويت في الرابع والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1991، بتمهيد مدفعي وصاروخي قبل أن تتقدم قوات التحالف نحو الكويت فاستسلمت معظم القوات العراقية، وفي السابع والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1991 أمر الرئيس العراقي صدام حسين قواته بالانسحاب من الكويت، وأعلن الرئيس الأمريكي تحرير الكويت في الثامن والعشرين من شهر شباط/فبراير عام 1991، ووقف إطلاق النار.

بعد حرب الخليج الثانية

بعد انتهاء حرب الخليج الثانية قام الرئيس العراقي صدام حسين بقمع الانتفاضات التي قامت ضده، منها الانتفاضة الكردية في الشمال، والانتفاضة الشيعية في الجنوب.

في الختام.. لاشك أن حرب الخليج الثانية قد تسببت بخسائر كبيرة لكل من العراق والكويت، وإن كانت أضرار الكويت اقتصرت على آثار الحرب وتدمير البنى التحتية وآبار النفط، إلا أن خسائر العراق استمرت ما بعد الحرب نتيجة استمرار العقوبات الاقتصادية، الأمر الذي تسبب بأزمة غذائية عانى منها معظم الشعب العراقي.