حرب فيتنام، الأسباب والنتائج

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 | آخر تحديث: الثلاثاء، 07 مارس 2023

This browser does not support the video element.

مقالات ذات صلة
كلمات عن الحرب
تفسير رؤية الحرب والقصف في المنام
طرح البرومو الإعلاني لمسلسل حرب

الكثير منا سمع عن الحرب الفيتنامية، وربما الكثير منا يعرف عناوين عريضة عن هذه الحرب، لكن ما هي التفاصيل الدقيقة للحرب؟ من ساند القوى المتحاربة في فيتنام؟ وكيف انتهت الحرب؟ أسئلة سنحاول الإجابة عنها في هذه المقالة.

 

مصطلح الحرب الفيتنامية (Vietnam War)

الحرب الفيتنامية هي الحرب التي حصلت بين فيتنام الشمالية المدعومة من الاتحاد السوفيتي والصين من جهة وفيتنام الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية، تايلند، أستراليا، كذلك نيوزيلندا، والفلبين. ولقد انتهت الحرب في السابع عشر من حزيران/يونيو في عام 1975 بتوحيد فيتنام.

فيديو ذات صلة

This browser does not support the video element.

 

أسماء عدة أطلقت على الحرب الفيتنامية

استخدمت عدة مصطلحات لوصف الحرب الفيتنامية، هي:

  • حرب فيتنام، لأنها حصلت في فيتنام.
  • حرب الهند الصينية الثانية، على اعتبار أن حرب الهند الصينية الأولى حصلت بين عامي 1946- 1954 بين قوات الاحتلال الفرنسية والمجموعات العسكرية الموالية لها من جهة مع قوات اتحاد استقلال فيتنام برئاسة هو تشي منه من جهة أخرى.
  • صراع فيتنام، لأنه كان بالدرجة الأولى بين فيتنام الشمالية والجنوبية.
 

ما قبل الحرب الفيتنامية

بدأت حكومة فيتنام الجنوبية من صيف عام 1955 بحملة اعتقالات طالت الشيوعيين والعناصر المناهضة لهم، وفي شهر آب/أغسطس عام 1956 أصدرت الحكومة قانوناً بفرض عقوبة الإعدام ضد كل من يمارس نشاطاً شيوعياً في فيتنام الجنوبية.

سعى رئيس حكومة فيتنام الجنوبية نغو دينه ديم؛ لتعزيز علاقاته مع المعسكر الغربي، حيث زار الولايات المتحدة الأمريكية في شهر أيار/مايو عام 1957، فتعهد الرئيس الأمريكي أيزنهاور بدعم حكومة فيتنام الجنوبية بشكل مستمر.

تمرد ضد حكومة فيتنام الجنوبية

شهدت فيتنام الجنوبية حركة تمرد ضد قرارات الحكومة امتدت بين عامي 1954 و 1957، فقمعتها الحكومة الفيتنامية بقوة؛ مما أدى لتزايد الامتعاض منها لدى الشارع الفيتنامي الجنوبي، عاد العنف إلى فيتنام الجنوبية في عام 1959، فأصدرت الحكومة هناك قانوناً يقضي بمعاقبة المعارضين الذين يستخدمون العنف بالإعدام ومصادرة الممتلكات.

 

تشكيل حركة المقاومة المسلحة الفيتنامية

تشكلت جبهة التحرير الوطنية المعروفة باسم (الفيت كونغ) في فيتنام الجنوبية في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1960، بغية توحيد جميع النشطاء المناهضين لحكومة فيتنام الجنوبية، بما في ذلك غير الشيوعيين، تركزت مطالب الجبهة بما يلي:

  • سحب المستشارين الأمريكيين من فيتنام الجنوبية، تطبيق الإصلاح الزراعي (حيث كان الفلاحون يعملون في الأراضي التي يمتلكها كبار الملاك ولا يحصلون إلا على القليل).
  • الوحدة مع فيتنام الشمالية.
  • تحييد فيتنام عن معسكري الحرب الباردة (الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفيتي، والغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية).

فأعلن رئيس حكومة فيتنام الجنوبية حالة الطوارئ، وفي نفس العام أعلن الحزب الشيوعي الفيتنامي الحاكم في الشمال مساندة الثورة الجنوبية وإمدادها بالعدة والعتاد عبر لاوس وكمبوديا. وعرفت شبكة الطرق والممرات هذه بممر (هو تشي منه).

 

وصول كينيدي للبيت الأبيض مع بداية سخونة القضية الفيتنامية

واجه جون كينيدي عند وصوله البيت الأبيض في عام 1961، ثلاثة تحديات، التحدي الأول، فشل غزو خليج الخنازير، التحدي الثاني، بناء جدار برلين، التحدي الثالث، التسوية بين الحكومة الموالية للغرب في لاوس والحركة الشيوعية باثيت لاو، هذه التحديات جعلت الرئيس كينيدي يعتقد أنها مثلت نجاحات للاتحاد السوفيتي، وفشل للولايات المتحدة الأمريكية، فقرر جون كنيدي وضع حد للنجاحات السوفيتية من خلال منع انتصار الشيوعيين في فيتنام.

الرئيس الأمريكي يرسل قوات أمريكية إلى فيتنام

تطبيقاً لهذه السياسة الجديدة، وقّع الرئيس الأمريكي جون كنيدي معاهدة صداقة وتعاون اقتصادي بين الولايات المتحدة الأمريكية وفيتنام الجنوبية، وذلك في شهر نيسان/أبريل عام 1961، ثم زار نائب الرئيس الأمريكي ليندون جونسون فيتنام الجنوبية في شهر أيار/مايو عام 1961، وأعلن خلال الزيارة زيادة المساعدات الأمريكية في تشكيل الجيش الفيتنامي الجنوبي لمحاربة الشيوعيين، حيث كان الجيش الفيتنامي الجنوبي ضعيفاً، وقيادته ضعيفة، الأمر الذي تسبب في زيادة عدد هجمات المتمردين (جبهة التحرير الوطنية المعروفة باسم الفيت كونغ).

وفي شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1961 وصل 400 جندي أمريكي إلى فيتنام الجنوبية بحجة تشغيل المروحيات العسكرية، وفي السنة التالية بلغ عدد الجنود الأميركيين في فيتنام الجنوبية أحد عشر ألف جندي، ثم تأسست قيادة أميركية في فيتنام الجنوبية في شهر كانون الثاني/يناير من عام 1962.

برنامج هاملت الاستراتيجي

وضعت الولايات المتحدة الأمريكية برنامج هاملت في عام 1961 بهدف إعادة توطين سكان الريف، ووضعهم في أماكن محصنة وفصلهم عن الشيوعيين، والهدف قطع الاتصال بين جبهة التحرير الوطني وقواعدها في فيتنام الشمالية من خلال إقامة قرى للمزارعين الموالين لحكومة فيتنام الجنوبية على الحدود مع فيتنام الشمالية، وطبقت برنامج هاملت في أوائل عام 1962، حيث قاموا بترحيل الفلاحين قسراً إلى المناطق الحدودية مع فيتنام الشمالية، وفي عام 1964 توقف البرنامج نتيجة رفض الفلاحين الرضوخ لقرارات حكومة فيتنام الجنوبية.

الخصوم المحليون والدوليون يتفقون على حياد لاوس

وقعت أربع عشرة دولة بينهم (الولايات المتحدة الأمريكية، فيتنام الجنوبية، فيتنام الشمالية، الاتحاد السوفيتي، الصين) في الثالث والعشرين من شهر تموز/يوليو عام 1962 اتفاقية تعهدت فيها هذه الدول احترام حياد لاوس.

جبهة التحرير الوطني تخوض حرب عصابات ضد حكومة فيتنام الجنوبية

مارست جبهة التحرير الوطني حرب شوارع ضد القوات الفيتنامية الجنوبية، وهزمتها في عدة معارك، منها معركة (أب باك) التي وقعت في الثاني من شهر كانون الثاني/يناير عام 1963.

حظر العلم البوذي في فيتنام الجنوبية يشعل الثورة ضد الحكومة

اشتعلت الثورة ضد الحكومة الفيتنامية الجنوبية نتيجة إصابة تسعة بوذيين محتجين على حظر الحكومة رفع العلم البوذي في عيد ميلاد بوذا، حيث كان غالبية الفيتناميين الجنوبيين من البوذيين، فعمت الاضطرابات والاحتجاجات أنحاء فيتنام الجنوبية، مطالبة بإلغاء التمييز بين المواطنين، وذلك في عام 1963 حيث قامت الحكومة الفيتنامية الجنوبية بمنح امتيازات للكنيسة الكاثوليكية وأتباعها من خلال السماح لهم بالاحتفال بأعيادهم ورفع علم الفاتيكان، فقامت القوات الخاصة في الجيش الفيتنامي الجنوبي باقتحام المعابد البوذية، وقتل مئات البوذيين، وتدمير المعابد، وذلك في الحادي والعشرين من شهر آب/أغسطس عام 1963، الأمر الذي أجج الثورة ضد الحكومة.

الإطاحة بحكومة فيتنام الجنوبية بانقلاب عسكري يزيد عدم الاستقرار

مع تزايد النقمة على الحكومة الفيتنامية الجنوبية تزايدت قناعة الإدارة الأمريكية بأن تغيير سياسة الحكومة غير ممكن، وأنه لابد من الإطاحة بها، وهذا ما حصل في عام 1963، حيث قام عسكريون في جيش فيتنام الجنوبي بالإطاحة بالحكومة، وتشكيل حكومة عسكرية ما لبثت أن أطيح بها من قبل عسكريين آخرين، الأمر الذي زاد من عدم الاستقرار في فيتنام الجنوبية، في هذه الأثناء زادت فيتنام الشمالية من دعم جبهة التحرير الوطني في فيتنام الجنوبية، حيث كان يعتبر الفيتناميون الشماليون كل الحكومة الفيتنامية الجنوبية أياً كان أشخاصها دمية في يد الإدارة الأمريكية.

الحرب الفيتنامية في عهد الرئيس الأمريكي ليندون جونسون

بعد اغتيال الرئيس الأمريكي جون كنيدي في عام 1963، أصبح ليندون جونسون رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وفي الثاني من شهر آب/أغسطس عام 1964 استهدفت جبهة التحرير الوطني القاذفات الأمريكية البحرية في خليج تونكين، فأعطى الكونغرس الأمريكي في السابع من شهر آب/أغسطس عام 1964 الرئيس جونسون السلطة للقيام بعمليات عسكرية في جنوب شرق آسيا من دون إعلان الحرب.

الولايات المتحدة الأمريكية تدعو الدول الأخرى لإرسال قوات

عززت الولايات المتحدة الأمريكية من تواجدها في فيتنام الجنوبية، حيث أرسلت في الثامن من شهر آذار/مارس عام 1965 ثلاثة آلاف وخمسمئة جندي إلى فيتنام الجنوبية، زاد العدد إلى مئتي ألف في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1965، ثم وصل العدد في صيف عام 1968 إلى 550 ألفاً، كما شجعت واشنطن حلفاءها لإرسال قوات إلى فيتنام الجنوبية، فقامت كل من أستراليا، نيوزيلندا، كوريا الجنوبية، تايلاند، الفلبين، بإرسال جنود إلى فيتنام الجنوبية في شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1966، وبدأت القوات الأمريكية وحلفائها شن غارات جوية على فيتنام الشمالية لإجبارها على إيقاف دعمها لجبهة التحرير الوطني، حيث استمرت الغارات لثلاث سنوات، كما استهدفت القوات الأمريكية وحلفائها قوات جبهة التحرير الوطني، لكنها فشلت في القضاء عليها.

 

فيتنام الشمالية تهاجم القوات الأمريكية

أعلنت فيتنام الشمالية في الحادي والثلاثين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1968 هجوم تيت (اسم السنة القمرية الفيتنامية يحتفلون بها في منتصف شباط/فبراير من كل عام)، حيث شنت عمليات على أكثر من مئة هدف في فيتنام الجنوبية، تمكنت على إثره قوات جبهة التحرير الوطني من الوصول إلى عاصمة فيتنام الجنوبية سايغون، لكن قوات فيتنام الجنوبية مدعومة بالقوات الأمريكية وحلفائها تمكنت من صد الهجوم، إلا أنها لم تتمكن من محو آثاره لدى الرأي العام الأمريكي والعالمي نتيجة قوة الهجوم والمهاجمين.

 

بداية محادثات السلام بين فيتنام الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية

عمت المظاهرات المدن الأمريكية للمطالبة بوقف حرب فيتنام، وبعد نشر وسائل الإعلام الأمريكية الممارسات البشعة واللاإنسانية التي عامل بها الجيش الأميركي المواطنين الفيتناميين، مثل: (ومن أشهرها) إبادة الملازم الأميركي وليام كالي للمدنيين العزل في قرية لاي في عام 1968، وتمت محاكمته عسكرياً في عام 1971، أعلن الرئيس الأمريكي ليندون جونسون وقف القصف الأمريكي لفيتنام الشمالية في الحادي والثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1968، وفي منتصف شهر أيار/مايو من نفس العام بدأت المفاوضات بين فيتنام الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية.

مفاوضات بين فيتنام الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية

بدأت محادثات السلام بين الولايات المتحدة وفيتنام الشمالية في العاصمة الفرنسية باريس في العاشر من شهر أيار/مايو عام 1968، استمرت المفاوضات خمسة أشهر من دون نتيجة، فأمر الرئيس الأمريكي جونسون باستئناف الغارات الجوية على فيتنام الشمالية.

 

الإتفاق الأمريكي الفيتنامي

وصل الرئيس الأمريكي الجديد ريتشارد نيكسون إلى البيت الأبيض في عام 1969، حيث أعلن سحب خمسة وعشرين ألفاً من القوات الأمريكية المتواجدة في فيتنام الجنوبية بالتزامن مع بناء جيش فيتنام الجنوبية، وهو ما عُرف باسم (الفتنمة) أي ترك الفيتناميين يحلون مشاكلهم بأنفسهم.

وفي التاسع من شهر أيلول/سبتمبر عام 1969 توفي رئيس فيتنام الشمالية هوشي منه، وفي شهر نيسان/أبريل عام 1970 غزت القوات الأمريكية وقوات فيتنام الجنوبية كمبوديا، لمهاجمة القواعد العسكرية الشيوعية؛ مما أثار غضب الرأي العام الأمريكي، وانتهت الحملة في أواخر شهر حزيران/يونيو عام 1970.

القوات الفيتنامية الشمالية تغزو فيتنام الجنوبية

قامت قوات فيتنام الشمالية بغزو فيتنام الجنوبية في الثلاثين من شهر آذار/مارس عام 1972، فكثفت الولايات المتحدة الأمريكية غاراتها الجوية على فيتنام الشمالية، في حين كانت المفاوضات بين الجانبين الفيتنامي الشمالي والأمريكي مستمرة، حيث اجتمع مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي هنري كيسنجر بمندوب فيتنام الشمالية دوك تو.

الاتفاق بين فيتنام الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية

خلال المفاوضات بين فيتنام الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية، أمر الرئيس نيكسون في السابع عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1972 بشن غارات على عاصمة فيتنام الشمالية هانوي ومدينة هايبونغ، فخسرت الولايات المتحدة الأمريكية خمس عشرة طائرة، إضافةً لفقدان ثلاثة وتسعين ضابطاً من سلاح الطيران الأمريكي، فأمر الرئيس الأمريكي القوات الأمريكية بوقف قصف فيتنام الشمالية في الخامس عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1973.

وفي الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1973 وقعت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاق وقف إطلاق النار مع فيتنام الشمالية، فدخل الاتفاق حيز التنفيذ في الثامن والعشرين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1973، وتضمن:

  • توقف جميع أنواع العمليات العدائية.
  • انسحاب القوات الأميركية المتبقية من جنوب فيتنام خلال شهرين، وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين خلال 15 يوماً من التوقيع.
  • الاعتراف بالمنطقة منزوعة السلاح بين الشطرين على أنها مؤقتة وليست حدوداً سياسية.
  • إنشاء لجنة دولية (مكونة من ممثلين عن كندا والمجر وإندونيسيا وبولندا) مكلفة بمراقبة تطبيق الاتفاق.
  • بقاء 145 ألف جندي من شمال فيتنام في الجنوب.

وفي شهر آذار/مارس عام 1973 انسحب آخر جندي أمريكي من فيتنام، ومع استقالة الرئيس الأمريكي نيكسون بسبب فضيحة ووترغيت في التاسع من شهر آب/أغسطس عام 1974 شنت فيتنام الشمالية هجوماً على فيتنام الجنوبية، ودخلوا العاصمة سايغون في الثلاثين من شهر نيسان/أبريل عام 1975، معلنين توحيد شطري فيتنام في دولة واحدة.

 

تعريف الهند الصينية

تعرف الهند الصينية أو شبه الجزيرة الهندية الصينية، وباللغة الإنجليزية: (Indochina, Indo-China, Indochinese Peninsula) وباللغة الفرنسية باسم (Indochine)؛ والمقصود بها شبه الجزيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا، قريبة من شرق الهند وجنوب الصين، وتتأثر بالثقافتين الهندية والصينية، ومن هنا أخذت اسم الهند الصينية، وهي تضم أربع دول هي: (فيتنام - تتأثر بالصين، لاوس كمبوديا، تايلاند - تتأثر هذه الدول بالهند).

 

فرنسا تحتل الهند الصينية في القرن التاسع عشر وتقسمها إلى أربع دول

بدأت فرنسا احتلال الهند الصينية في أواخر عام 1850، وأكملت احتلال كامل الهند الصينية في عام 1893، وفي عام 1888 قسمت فرنسا الهند الصينية إلى دولتين هما: (كمبوديا، فيتنام)، ثم أضافت لهما دولتين جديدتين هما لاوس وتايلاند، وأصبحت تعرف الهند الصينية باسم (الهند الصينية الفرنسية).

لم يستسلم سكان الهند الصينية وتحديداً فيتنام للاحتلال الفرنسي، حيث بدأت مقاومة شعبية ضده، لكنها لم تنجح في جعل فرنسا تنسحب من هذه المنطقة، بالتالي استمر الاحتلال الفرنسي للهند الصينية حتى الحرب العالمية الثانية.

الهند الصينية من الاحتلال الفرنسي إلى الاحتلال الفرنسي الياباني

بعد هزيمة القوات الفرنسية أمام ألمانيا النازية في عام 1940، واحتلال ألمانيا النازية لأجزاء واسعة من فرنسا، وتأسيس حكومة فيشي الموالية لها، انحازت القوات الفرنسية الموجودة في الهند الصينية لمصلحة حكومة فيشي، لكن القوات اليابانية احتلت الهند الصينية في شهر أيلول /سبتمبر عام 1940، حيث تحالفت القوات الفرنسية الموالية لحكومة فيشي مع القوات اليابانية، وتعاون الاحتلالان الفرنسي والياباني على حكم الهند الصينية.

فيتنام من الاحتلال المزدوج إلى دولة تحت الاحتلال

تأسس الحلف الثوري لاستقلال فيتنام فيت مين (Việt Minh) في عام 1945 بزعامة هوشي منه، حيث حارب الوجود الفرنسي الياباني في فيتنام، بمساعدة كل من الولايات المتحدة الأمريكية والحزب القومي الصيني، وبعد استسلام اليابان في عام 1945 سيطر الحلف الثوري لاستقلال فيتنام على العاصمة هانوي، وأجبروا الإمبراطور الفيتنامي "باو داي" على التنحي عن الحكم.

وفي شهر كانون الثاني/يناير عام 1946 أجريت مفاوضات بناء على طلب الاتحاد السوفيتي بين زعيم الحلف الثوري (فيت منه) لاستقلال فيتنام هوشي منه وفرنسا والحزب القومي الصيني، وتوصلوا إلى اتفاق في السادس من شهر آذار/مارس عام 1946 يقضي بانسحاب الحزب القومي الصيني من فيتنام، مقابل الاعتراف الفرنسي بجمهورية فيتنام الديمقراطية كجمهورية حرة داخل الاتحاد الفرنسي، وبناءً على ذلك وضعت فرنسا قواتها في هانوي، وانسحبت بريطانيا من فيتنام في السادس والعشرين من شهر آذار/مارس عام 1946، ولم يبقَ في فيتنام سوى القوات الفرنسية.

حرب الهند الصينية الأولى بدأت في عام 1946 قبل عام من بدء الحرب الباردة

بدأت قوات الحلف الثوري لاستقلال فيتنام (الفيت منه) مقاومة الوجود الفرنسي في فيتنام عام 1946، وفي العام التالي بدأت الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي الذي يتزعمه الاتحاد السوفيتي والغربي الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، الأمر الذي ساهم في تأجيج الصراع في فيتنام.

ففي عام 1949 انتصرت الصين الشيوعية في الحرب الأهلية الصينية، وبدأت تزود قوات (فيت منه) بالأسلحة للوقوف في وجه فرنسا التي تنتمي للمعسكر الغربي، واعترفت الصين الشيوعية والاتحاد السوفيتي بالحكومة الفيتنامية الشمالية، فردت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بالاعتراف بحكومة فيتنام الجنوبية، وبدعم فرنسا في حربها ضد الفيت منه، وفي نفس العام أي عام 1950 اندلعت الحرب الكورية، الأمر الذي دفع واشنطن للاعتقاد بأن الاتحاد السوفيتي يسعى لمد نفوذه إلى كوريا كما فعل في فيتنام.

الحرب الباردة ترخي بظلالها على حرب الهند الصينية

أرسلت جمهورية الصين الشيوعية مستشارين إلى فيتنام الشمالية في شهر تموز/يوليو عام 1950، فردت الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم مساعدات عسكرية واستشارية للقوات الفرنسية في فيتنام، وذلك في شهر أيلول/سبتمبر عام 1950، على الرغم من ذلك نجحت قوات (فيت منه) في هزيمة القوات الفرنسية في معركة ديان بيان فو في عام 1954، فوقعت فرنسا اتفاقية سلام مع قوات (الفيت منه) في مدينة جنيف السويسرية في عام 1954، بحضور وفود كل من (فرنسا، بريطانيا، الاتحاد السوفياتي، الصين الشعبية، الولايات المتحدة الأمريكية، لاوس، كمبوديا).

وقد نصت الاتفاقية على تقسيم مؤقت لفيتنام إلى قسمين يفصل بينهما خط عرض 17، على أن تجري انتخابات على مستوى شطري فيتنام عام 1956 لتوحيد البلاد، كما منحت فرنسا الاستقلال لكل من فيتنام، كمبوديا، لاوس، تايلاند، وبذلك تكون فرنسا قد خرجت من الهند الصينية، لكن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها حكومة سايغون التي تحكم فيتنام الجنوبية رفضتا توقيع الاتفاقية، وبعد انسحاب القوات الفرنسية من فيتنام بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تساعد حكومة سايغون عسكرياً.

الولايات المتحدة الأمريكية تدعم فيتنام الجنوبية

أعلن هوشي منه تشكيل حكومة في فيتنام الشمالية، وفي الرابع والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1954 منح الرئيس الأميركي أيزنهاور مساعدة مالية لحكومة سايغون، كما بدأ المستشارون العسكريون الأميركيون بالتوافد على فيتنام الجنوبية اعتباراً من شهر شباط/فبراير عام 1955، من أجل تدريب الجنود هناك، حيث تشكلت أول حكومة في فيتنام الجنوبية بقيادة نغو دينه ديم، في الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1955، فأصدرت قراراً بمنع إجراء استفتاء من شأنه أن يؤدي إلى توحيد فيتنام.

في الختام.. شكلت حرب فيتنام عقدة للأمريكيين الذين أرسلوا قواتهم إلى هناك منذ عام 1961، وبقوا فيها حتى عام 1973، ولم يتمكنوا من إنهاء الحرب لصالحهم بل على العكس ازدادت خسائرهم، فأصبح لدى الأمريكيين عقدة فيتنام، ولمم ترسل الولايات المتحدة الأمريكية أية قوات إلى أي بلد حتى عام 1990، عندما قرر الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب قيادة تحالف دولي لإخراج صدام حسين من الكويت، الأمر الذي جعل صنّاع القرار عموماً يفكرون جيداً قبل التدخل في دول أخرى، لأن عواقبه قد تكون وخيمة على الدولة المتدخِّلة.